تسعى بعض الفرق الضالة، وبالأخص الشيعة الإمامية، إلى نشر أحاديث ضعيفة أو منكرة ونسبتها إلى الصحابة الكرام لإثارة الفتن وتشويه سيرتهم. ومن أبرز هذه الشبهات ما يروجه البعض حول جيش أسامة بن زيد رضي الله عنه وعلاقته بأبي بكر الصديق رضي الله عنه.

في هذا المقال، سنوضح حقيقة الأحداث، موقف الصحابة، رد الشبهات العلمية، والأسانيد الصحيحة، استنادًا إلى كتب أهل العلم مثل إعلام الورى بأعلام الهدى للطبرسي، وكتب التاريخ والسير، مع توضيح ما هو واجب شرعي وما هو مجرد ترتيب للأحداث التاريخية.

نص الرواية:

"ولما بايع الناس أبا بكر قيل له: لو حبست جيش أسامة واستعنت بهم على من يأتيك من العرب؟ وكان في الجيش عامة المهاجرين. فقال أسامة لأبي بكر: ما تقول في نفسك أنت؟ قال: قد ترى ما صنع الناس، فأنا أحب أن تأذن لي ولعمر. قال: فقد أذنت لكما." (إعلام الورى بأعلام الهدى للطبرسي، الجزء الأول، ص272)

تحليل الرواية:

1- سياق الأحداث:

بعد وفاة النبي ﷺ، بايع الناس أبا بكر الصديق رضي الله عنه للخلافة.

كان هناك جيش أسامة بن زيد الذي جهز قبل وفاة النبي ﷺ لغزو الروم.

ظهرت الشبهة في ادعاء البعض أن أبا بكر منع الجيش خوفًا من أن يكون موقفه معارضًا، لكن الرواية توضح أنه استشار أسامة وحصل على موافقته، وأذن له ولعمر بالخروج.

2- موقف الصحابة:

الجيش كان مؤلفًا من المهاجرين والأنصار الكرام، ولم يكن هناك اعتراض على قيادته أو على خروج الجيش.

الرواية تثبت حسن تدبير أبي بكر رضي الله عنه، واستشارته للجيش قبل الإذن بالخروج، وهو دليل على حكمة القيادة وعدم الاستبداد.

الشبهة والرد عليها:

الشبهة:

تزعم بعض الفرق أن أبا بكر منع جيش أسامة أو تآمر على خروجهم خوفًا من أن يكون لهم موقف سياسي.

الرد العلمي:

الرواية تثبت أن أبا بكر رضي الله عنه استشار أسامة قبل الإذن بالخروج.

الجيش خرج بأمر أبي بكر وبموافقة أسامة، ولم يتأخر أحد من الصحابة عن الطاعة.

هذه الرواية تدل على التنظيم والإدارة الحكيمة للصحابة بعد وفاة النبي ﷺ، وليس على أي تحيز أو منع.

المصادر:

إعلام الورى بأعلام الهدى للطبرسي الجزء الأول، ص272.

كتب التاريخ والسير: تاريخ الطبري، البداية والنهاية لابن كثير.

كتب أهل العلم في الحديث والتاريخ، دراسة أسانيد الصحابة الكرام.