الشيعة وتحريف الأحاديث: شبهة شرب النبيذ عند الصحابة وتبرير الرواة الخمارين
يحاول بعض الشيعة، كفرقة ضالة خارجة عن الإسلام، التلاعب بالأحاديث واتهام الصحابة بالقصور أو المخالفات الشرعية لتحقيق أهداف سياسية وفكرية. من أبرز هذه الشبهات ادعاء أنهم يثبتون شرب النبيذ والخمر عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه وغيره من الصحابة، في محاولة لتشويههم والتشكيك في أحكامهم وفضائلهم. هذا المقال يوضح الحقيقة حول معنى النبيذ في النصوص، ويفصل بين النبيذ المسكر والنبيذ المنبوذ من التمر، كما يكشف الأكاذيب التي ينقلها الرواة الرافضة لتبرير شرب الخمر والسكيرين من بينهم، مع توضيح الموقف الشرعي الصحيح للأحاديث النبوية الصحيحة.
رواه ابن حبان في صحيحه (15/350). والبيهقي في سننه (8/47).
وفي رواية: «قيل له أي الشراب أحب إليك؟ فقال النبيذ» (رواه البيهقي في سننه3/113). وصحح الرواية الحافظ ابن حجر في (فتح الباري7/62).
وهذا خداع آخر من الرافضة حيث يوهمون الناس أن عمر كان يشرب المسكر، وقد فاتهم أن هذا يطعن فيمن يزعمون حبه. فكيف يليق أن يزوج علي ابنته لمن يشرب المسكر.
والنبيذ كلمة مشتركة وأصلها ما ينبذ من التمر في الماء. وكانوا ينبذون ولا يبالون أتحول التمر أو العسل المنبوذ مع الماء إلى مسكر أم لا؟
والرافضة يدافعون عمن ثبت شرب الخمرة عليه ويعتذرون له أنه ربما كان يشرب ما ينتبذ من التمر وليس نبيذا مسكرا. فقد دافع الطوسي عن أبي حمزة الثمالي (الراوي عن الصادق) المدمن على النبيذ بأنه ربما كان يشرب ما ينتبذ وليس النبيذ (اختيار معرفة الرجال2/455).
بل نسبوا شرب الخمر لأهل البيت فزعموا أن جعفر "الكذاب" عندهم كان يشرب الخمرة.
عليك أن تعتب أيها الرافضي على من زوجه ابنته. بينما لا يخفى عليه الشيء كما تزعمون. فكيف يزوج علي ابنته ممن يشرب الخمرة؟ هل هذا إلا الطعن في علي؟
رواة الرافضة خمارون سكيرون
1- عوف العقيلي (كان خمارا)
عن فرات بن أحنف قال: كان العقيلي من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وكان خمارا ولكنه يؤدي الحديث كما سمع» (رجال الكشي 90 معجم رجال الحديث 11/160 مجمع الرجال1/290 تنقيح المقال2/355). فهل كان يؤدي الحديث في حال سكره أم بعد أن يفيق؟
2- أبو حمزة الثمالي (الخمار الثمل)
عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب قال:
«كنت انا وعامر بن عبد الله بن جذاعه الازدي وحجر بن زائده جلوساً على باب الفيل إذ دخل علينا أبو حمزة الثمالي ثابت بن دينار فقال لعامر بن عبد الله يا عامر أنت حرّشت علىّ أبا عبد الله عليه السلام فقلت أبو حمزه يشرب النبيذة؟ فقال له عامر ما حرّشت عليك أبا عبد الله ولكن سألت أبا عبد الله عليه السلام عن المسكر فقال كل مسكر حرام فقال: لكن أبا حمزه يشرب.
فقال أبو حمزة:
استغفر الله منه الآن وأتوب اليه» (رجال الكشي 176 معجم رجال الحديث 3/389 التحرير الطاووسي 63 تنقيح المقال 1/191 وقال على بن الحسن بن فضّال وكان أبو حمزه يشرب النبيذ ومتهم به (مجمع الرجال1/289 معجم رجال الحديث3/389 تنقيح المقال1/191).
3- عبد الرحمن بن أبي نجران
واسمه عمرو بن مسلم التميمي مولى كوفي أبو الفضل «روى عن الرضا عليه السلام وروى أبوه أبو نجران عن الصادق عليه السلام، وكان عبد الرحمن ثقة ثقة، معتمدا على ما يرويه، له كتب كثيرة، وهو من أصحاب الإمامين الرضا والجواد» (رجال النجاشي 235 و623 الفهرست 475رجال الشيخ 360).
ولكن: عن حنان بن سدير عن أبي نجران قال: «قلت لابي عبد الله عليه السلام: ان لي قرابة يحبكم إلا أنه يشرب هذا النبيذ (قال حنان: وأبو نجران هو الذي كان يشرب غير أنه كنَّى عن نفسه) قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: فهل كان يسكر؟ قلت: أي والله جعلت فداك أنه ليسكر، قال: فيترك الصلاة؟ قال: ربما قال للجارية: صليت البارحة؟ ربما قالت له: نعم قد صليت ثلاث مرات، وربما قال للجارية: يا فلانة، صليت البارحة العتمة؟ فتقول: لا والله ما صليت؛ ولقد أيقظناك وجهدنا بك. فأمسك أبو عبد الله عليه السلام يده على جبهته طويلا، ثم نحى يده، ثم قال: قل له يتركه؛ فان زلت به قدم فان له قدما ثابتا بمودتنا أهل البيت» (رجال النجاشي ص138 رجال الطوسي2/610).
4- عبد الله بن أبي يعفور
من ثقات الرافضة ويذكرون أن جعفر الصادق قال فيه: «ما أحد أدى إلينا ما افترض الله عليه فينا إلا عبد الله بن أبي يعفور» (رجال الكشي 215 تنقيح المقال2/166 معجم رجال الحديث 10/99 جامع الرواة1/467).
وفي رواية أخرى:
«إني ما وجدت أحداً يطيعني ويأخذ بقولي إلا رجلاً واحداً: عبد الله بن أبي يعفور، فإني أمرته وأوصيته بوصية فاتبع أمري وأخذ بقولي»
(رجال الكشي 215 تنقيح المقال 2/166 معجم رجال الحديث 10/99 جامع الرواة 1/467).
ومع ذلك فإنه يتعاطى المسكرات ويتمادى في شربه:
عن ابن مسكان عن ابن أبي يعفور قال: كان إذا أصابته هذه الأوجاع، فإذا اشتدت به شرب الحسو من النبيذ فسكن عنه، فدخل على أبي عبد الله فأخبره بوجعه، وأنه إذا شرب الحسو من النبيذ سكن عنه. فقال له: لا تشرب. فلما أن رجع إلى الكوفة هاج به وجعه، فأقبل أهله فلم يزالوا به حتى شرب، فساعة شرب منه سكن عنه، فعاد إلى أبي عبد الله فأخبره بوجعه وشربه، فقال له: يا ابن أبي يعفور لا تشرب فإنه حرام، إنما هو الشيطان موكل بك، ولو قد يئس منك ذهب»
(رجال الكشي 214 تنقيح المقال2/166 معجم رجال الحديث10/98).
إذا كان شارب الخمر من شيعتهم فليس بفاسق:
عن زَيْدٌ النَّرْسِىُّ قَالَ «قُلْتُ لأَبِى الْحَسَنِ مُوسَى (ع) الرَّجُلُ مِنْ مَوَالِيكُمْ يَكُونُ عَارِفاً يَشْرَبُ الْخَمْرَ وَيَرْتَكِبُ الْمُوبِقَ مِنَ الذُّنُوبِ نَتَبَرَّأُ مِنْهُ فَقَالَ تَبَرَّءُوا مِنْ فِعْلِهِ وَ لا تَبَرَّءُوا مِنْهُ أَحِبُّوهُ وَ أَبْغِضُوا عَمَلَهُ قُلْتُ فَيَسَعُنَا أَنْ نَقُولَ فَاسِقٌ فَاجِرٌ فَقَالَ لا، الْفَاسِقُ الْفَاجِرُ الْكَافِرُ الْجَاحِدُ لَنَا النَّاصِبُ لأَوْلِيَائِنَا» (مستدرك الوسائل8/185).
لقد دافع الطوسي عن أبي حمزة الثمالي (الراوي عن الصادق) المدمن على النبيذ بأنه ربما كان يشرب ما ينتبذ وليس النبيذ (اختيار معرفة الرجال2/455).
فتأمل كيف يبررون للرواة الخمارين عن الصادق.
وأنظر إلى أقوال علمائكم في النبيذ كالطوسي «ولا بأس بشرب النبيذ غير المسكر، وهو أن ينقع التمر أو الزبيب ثم يشربه وهو حلو قبل أن يتغير» (النهاية ص592).
النبيذ:
هو تمر يخلط بالماء فيصير طعمه عذبا. مثل ما يسمى اليوم بشراب الجلاب وهو تمر منبوذ في الماء.
وقد نهى النبي عن النبيذ أول الأمر ثم أجازه بعدما نهى عن نبذ الماء في الدباء والمزفت والحنتم والنقير لأنها أوان يسرع فيها تحول التمر المنبوذ مع الماء الى مسكر.
ففي صحيح مسلم «ونهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء، فاشربوا في الأسقية كلها. ولا تشربوا مسكرا» (976). يعني إلقاء التمر ونحوه في ماء الظروف. إلا في سقاء. أي إلا في قربة. إنما استثناها لأن السقاء يبرد الماء، فلا يشتد ما يقع فيه اشتداد ما في الظروف.
وكانت الجارية تنبذ التمر في الماء للنبي e فيشربه.
وقد بوب مسلم في صحيحه ما يلي: (باب: إباحة النبيذ الذي لم يشتد ولم يصر مسكرا) وفيه عدة أحاديث: (2004) حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري. حدثنا أبي. حدثنا شعبة عن يحيى بن عبيد، أبي عمر البهراني، قال: سمعت ابن عباس يقول: كان رسول الله e ينتبذ له في أول الليل فيشربه إذا أصبح يومه ذلك والليلة التي تجيء والغد والليلة الأخرى والغد إلى العصر. فإن بقي شيء سقاه الخادم أو أمر به فصب.
حدثنا محمد بن بشار. حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن يحيى البهراني.
قال: ذكروا النبيذ عند ابن عباس فقال «كان رسول الله ينتبذ له في سقاء. قال شعبة: من ليلة الاثنين، فيشربه يوم الاثنين والثلاثاء إلى العصر. فإن فضل منه شيء، سقاه الخادم أو صبه.
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق بن إبراهيم ـ واللفظ لأبي بكر وأبي كريب ـ قال إسحاق: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا (أبو معاوية عن الأعمش، عن أبي عمر، عن ابن عباس. قال: كان رسول الله ينقع له الزبيب. فيشربه اليوم والغد وبعد الغد إلى مساء الثالثة. ثم يأمر به فيسقى أويهراق.
وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. أخبرنا جرير عن الأعمش، عن يحيى بن أبي عمر، عن ابن عباس قال: كان رسول الله ينبذ له الزبيب في السقاء. فيشربه يومه والغد وبعد الغد. فإذا كان مساء الثالثة شربه وسقاه. فإن فضل شيء أهراقه.
أنا أدعو يا أيها الشيعة أمنوا:
اللهم العن من زوج ابنته شارب المسكر. ولكن انتبهوا أن يكون دعاؤكم على علي الذي زوج ابنته أم كلثوم لمن كان بزعمكم يشرب الخمر.
هل سألتم أنفسكم:
هل يمكن لمن يعاني سكرات الموت أن يشرب المسكر؟ مما يدل على أنكم محرومون من الإنصاف.