الحديث الموضوع عن النبي صلى الله عليه وآله:

 بين التحريف والاختلاق عند الشيعة

في عالم كثرت فيه الشبهات ومحاولات الطعن في السنة النبوية، تبرز فرق ضالة مثل الشيعة في وضع أحاديث ملفقة وغير صحيحة نسبياً للنبي صلى الله عليه وآله، بهدف دعم أفكار ومعتقدات لا أصل لها في الإسلام الصحيح. من أبرز هذه الأحاديث ما يزعمونه حول تواجد الإمام علي رضي الله عنه تحت لحاف واحد مع النبي صلى الله عليه وآله وأم المؤمنين، وهو حديث موضوع باطل لا سند له عند علماء الحديث من أهل السنة والجماعة. هذا المقال يوضح بوضوح خطأ هذه الروايات، ويبين كيفأن النقل الموثوق عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يتضمن مثل هذه المخالفات الأخلاقية والشرعية.

قال الإمام الألباني:

" 2662 - (بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة باردة، أو في غداة باردة فذهبت ثم جئت ورسول الله صلى الله عليه وسلم معه بعض نسائه في لحاف، فطرح علي طرف ثوبه [فصرنا ثلاثة]).

موضوع

أخرجه الحاكم (3/364)، والبزار (3/212/2595)، وابن أبي عاصم في "السنة" (2/611/1394)، وابن عساكر في "التاريخ" (6/374) من طرق عن إسحاق بن إدريس:

حدثنا أبو معاوية الضرير: حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال: فذكره. والسياق للبزار، وقال: "لا نعلم له إسنادا غير هذا، ولا تابع إسحاق عليه أحد".

قلت: وهو الأسواري، قال البخاري: " تركه الناس ".

وتبنى هذا الذهبي في "المغني". وفي "الميزان": "وقال يحيى بن معين: كذاب يضع الحديث".

ومع هذا قال الحاكم عقب الحديث: "صحيح الإسناد"! والظاهر أنه خفي عليه حال الأسواري هذا، لكن الغريبأن الذهبي أقره ولم يتعقبه بشيء! والأعجب من ذلكأن الزيادة في آخر المتن هي عند الحاكم من طريق محمد بن سنان القزاز، قال الذهبي في "المغني": "رماه بالكذب أبو داود وابن خراش".

والحديث قال الهيثمي في " المجمع " (9/152):

" رواه البزار، وفيه إسحاق بن إدريس، وهو متروك ".

وأما ما نقله الدكتور محفوظ الرحمن في تعليقه على " البحر الزخار" (3/184) عن الهيثمي أنه قال في نفس الموضع الذي أشرت إليه: " رواه البزار، وإسناده حسن "!

فهو وهم محض، سببه أنه انتقل بصره حين النقل عنه إلى قول الهيثمي عقب الحديث الذي يلي هذا عنده مباشرة، وهو قوله: " وعن ابن عمر: أن الزبير استأذن عمر في الجهاد؟ فقال: اجلس فقد جاهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه البزار، وإسناده حسن "

سلسلة الأحاديث الضعيفة – محمد ناصر الدين الألباني – ج 6 ص 179 – 180

فالحديث موضوع وقد بين الإمام الألباني رحمه الله علل الحديث.

وقد جاء في كتب الإمامية أن النبي صلى الله عليه واله وسلم ترك فراشه وفيه علي رضي الله عنه وإحدى امهات المؤمنين تحت لحاف واحد.

 قال سليم بن قيس:

" قال: فأخبرني بأفضل منقبة لك من رسول الله صلى الله عليه وآله. قال عليه السلام: نصبه إياي بغدير خم، فقام لي بالولاية من الله عز وجل بأمر الله تبارك وتعالى.

 وقوله (أنت مني بمنزلة هارون من موسى). وسافرت مع رسول الله صلى الله عليه وآله - وذلك قبلأن يأمر نسائه بالحجاب - وأنا أخدم رسول الله صلى الله عليه وآله ليس له خادم غيري. وكان لرسول الله صلى الله عليه وآله لحاف ليس له لحاف غيره ومعه عائشة، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله ينام بيني وبين عائشة ليس علينا ثلاثة لحاف غيره. وإذا قام رسول الله صلى الله عليه وآله يصلي حط بيده اللحاف من وسطه بيني وبين عائشة ليمس اللحاف الفراش الذي تحتنا ويقوم رسول الله صلى الله عليه وآله فيصلي"

كتاب سليم بن قيس - تحقيق محمد باقر الأنصاري - ص 422 – 423، الاحتجاج - الطبرسي - ج 1 - ص 232 – 233

وقد ورد في كتب الإمامية أن الرجل إذا وجد مع امرأة في لحاف واحد، فإنهما يجلدان.

 قال محمد تقي المجلسي:

" وفي الصحيح عن صفوان عن عبد الرحمن الحذاء قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا وجد الرجل والمرأة في لحاف واحد جلدا مائة جلدة "

روضة المتقين – محمد تقي المجلسي - ج 10 ص 9

وفي امالي الطوسي:

 "وعنه، قال: أخبرنا أبو الحسن، قال: حدثني ابن الخال أبو أحمد عبد العزيز بن جعفر بن قولويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، قال: حدثنا محمد بن خلف، قال: حدثني موسى بن إبراهيم المروزي، قال. حدثني موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يلبث في موضع تسمع نفسه امرأة ليست له بمحرم "

الأمالي - الطوسي - ص 688

وفي كتاب سليم بن قيس ايضا:

" دخل علي بن أبي طالب عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وعائشة قاعدة خلفه وعليها كساء والبيت غاص بأهله فيهم الخمسة أصحاب الكتاب والخمسة أصحاب الشورى. فلم يجد مكانا فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وآله: (هاهنا)، يعني خلفه.

فجاء علي عليه السلام فقعد بين رسول الله صلى الله عليه وآله وبين عائشة، وأقعى كما يقعي الأعرابي. فدفعته عائشة وغضبت وقالت: أما وجدت لأستك موضعا غير حجري؟ فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: مه يا حميراء، لا تؤذيني في أخي علي" 

كتاب سليم بن قيس - تحقيق محمد باقر الأنصاري - ص 287

وفي الامالي للطوسي:

"وعنه، قال. أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا محمد بن جعفر بن الحسن الرزاز أبو العباس، قال: حدثنا أبو أمي محمد بن عيسى أبو جعفر القيسي، قال: حدثنا إسحاق بن يزيد الطائي، عن عبد الغفار بن القاسم، عن عبد الله بن شريك العامري، عن جندب بن عبد الله البجلي، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبلأن يضرب الحجاب وهو في منزل عائشة، فجلست بينه وبينها فقالت: يا بن أبي طالب، ما وجدت لاستك مكانا غير فخذي أمط عني، فضرب رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين كتفيها، ثم قال لها: ويل لك ما تريدين من أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وقائد الغر المحجلين "

الأمالي - الطوسي - ص 602 – 603

هل يليق كل هذا برسول الله صلى الله عليه واله وسلم ؟ !!!.

ولماذا لا يجد علي رضي الله عنه مكانا الا بين النبي صلى الله عليه واله وسلم وام المؤمنين ؟ !!!.

وكيف يقبل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هذا الفعل ؟ !!!، بل كيف يبقي في ذمته زوجة تقول لرجل غريب اما وجدت لاستك مكانا غير فخذي ؟ !!!.