تحليل حديث ضعيف نسبه الشيعة للنبي ﷺ:
دراسة في المرويات المضللة لضرار بن صرد وعائذ بن حبيب
تسعى بعض الفرق الضالة إلى نسب أحاديث ضعيفة أو غير صحيحة إلى النبي ﷺ لتحقيق أغراض سياسية أو مذهبية، ومن أبرز هذه الفرق الشيعة الإمامية الذين يحاولون الطعن في صحابة النبي ﷺ ونسب أحاديث مشكوك في صحتها لهم. وفي هذا المقال سنسلط الضوء على حديث مرفوع نسبه النبي ﷺ عن ضرار بن صرد وعائذ بن حبيب، ونتناول درجة الحديث، حال الرواة، والشبهات المروية، مع الرد العلمي عليها. الهدف من المقال هو بيان ضعف هذا الحديث وتحذير القراء من الاعتماد على مثل هذه الأحاديث في المعتقدات أو الفتاوى.
نص الحديث المرفوع:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا ضِرَارُ بْنُ صُرَدَ، ثنا عَائِذُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ:
"كَانَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ يَجْلِسُ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ، فَإِذَا تَكَلَّمَ النَّبِيُّ ﷺ اخْتَلَجَ أَوَّلًا، فَبَصُرَ بِهِ النَّبِيُّ ﷺ، فَقَالَ: أَنْتَ كَذَا، فَمَا يَزَالُ يَخْتَلِجُ حَتَّى مَاتَ."
الجرح والتعديل للراوي الأول: ضرار بن صرد
الاسم واللقب: ضرار بن صرد، من أهل الكوفة.
موقف العلماء من حديثه:
قال البخاري والنَّسائي: متروك الحديث وضعيف.
قال أبو حاتم: صدوق، صاحب قرآن وفرائض، يكتب حديثه، لكنه لا يحتج به.
قال الحاكم: ليس بالقوي عند العلماء.
قال ابن حجر في "التقريب": صدوق له أوهام وخطأ ورمي بالتشيع.
ملاحظات إضافية:
يروي أحيانًا المقلوبات، وانتماؤه إلى الشيعة بالكوفة من المعروف، وتوفي سنة 229 هـ.
الخلاصة:
الحديث ضعيف جدًا بسبب ضعف راوٍ أساسي فيه، وضلاله في النقل.
الجرح والتعديل للراوي الثاني: عائذ بن حبيب
موقف العلماء:
قال يحيى بن معين: "زيدي" (أي متشيع) أو "زنديق" بحسب الروايات.
قال سعيد بن عمرو: صدوق في الحديث لكنه غالٍ في مذهبه الزيدي.
بعض العلماء وصفوه بالغيظ والضلال، غير موثوق به في الاستدلال بالحديث.
الخلاصة: راوٍ ضعيف أيضًا، ولديه انحراف مذهبي يؤثر على صحة الحديث.
الشبهة المروية
الشيعة يستخدمون هذا الحديث لإظهار النبي ﷺ وكأنه أشار إلى انفعال الصحابة أو انتقاص من شخصياتهم، خصوصًا الحكم بن أبي العاص. ويهدفون من ذلك إظهار ضعف الصحابة وخلق شبهات حولهم.
الرد العلمي على الشبهة
ضعف السند: الحديث ضعيف بسبب راوٍ ضعيفين أساسيين: ضرار بن صرد وعائذ بن حبيب.
المصدر غير الموثوق: الحديث لم يرد في كتب الصحاح المقبولة كالصحاح الستة.
انحراف الرواة: كلا الراويين لهما انحرافات مذهبية واضحة، مما يجعل الاعتماد على حديثهما باطلاً شرعًا.
المحتوى مخالف للمنهج النبوي: النبي ﷺ لم ينقص الصحابة، وكل ما ينسب إليه في هذا السياق ضعيف أو موضوع عند العلماء.
حكم الحديث:
الحديث ضعيف جدًا، ولا يمكن الاستدلال به في أي مسألة فقهية أو عقائدية. ويجب على الباحثين توخي الحذر من مثل هذه الأحاديث التي تروجها الفرق الضالة.
المصادر:
◘ الجرح والتعديل – ابن أبي حاتم، أبو حاتم الرازي.
◘ التقريب والتيسير – ابن حجر العسقلاني.
◘ الكامل في التاريخ – ابن الأثير.
◘ المجروحين – ابن حبان.
◘ سؤلات ابن معين – المحققون.
◘ الطبقات الكبرى – ابن سعد.
◘ جامع الترمذي – الترمذي.
◘ ضعفاء البخاري والنسائي – محققو الأسانيد.