رد علمي على شبهات الشيعة حول لا إله إلا الله وقتل الكافر
تُعد الشبهات التي يثيرها الشيعة حول الصحابة والنبي صلى الله عليه وسلم من أخطر ما يواجه المسلمين في العصر الحديث. فهم يعتمدون على الأحاديث الموضوعة والمرويات الباطلة لتشويه صورة الإسلام وأهله، مستغلين الجهل لدى بعض الناس. ومن أبرز هذه الشبهات ما يُنسب إلى الصحابة فيما يتعلق بـ قتل الكافر بعد قوله لا إله إلا الله، مثل حادثة أسامة بن زيد رضي الله عنه مع الرجل الكافر من جهينة.
وفي هذا المقال سنعرض الشبهة وموقف الصحابي من هذه الواقعة، وسنوضح الحقائق الشرعية والأخلاقية، معتمدين على كتب السنة الصحيحة وأقوال العلماء الثقات، لنثبت أن ما فعله أسامة كان عن جهل وعدم علم بالحكم الشرعي الكامل، وأنه تاب وندم على ما حدث، ولنكشف زيف افتراءات الشيعة الذين يسعون للطعن في الصحابة.
الشبهة:
يزعم الشيعة أن قتل أسامة بن زيد لرجل جهينة بعد قوله "لا إله إلا الله" دليل على ظلم الصحابة وكفرهم، وأن هذا يناقض العدالة والرحمة التي يدّعونها عن الصحابة.
الرد على الشبهة:
1- حادثة أسامة بن زيد رضي الله عنه
عن أسامة رضي الله عنه قال:
"بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فصبحنا الحرقات من جهينة فأدركت رجلاً فقال: لا إله إلا الله فطعنته، فوقع في نفسي من ذلك فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: أقال لا إله إلا الله وقتلته. قلت: يا رسول الله إنما قالها خوفًا من السلاح. قال: أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا؟ فما زال يكررها حتى تمنيت أني أسلم يومئذ."
رواه البخاري ومسلم
2- تفسير الواقعة:
السبب الأول: الرجل الكافر قال "لا إله إلا الله" خوفًا من السلاح، ولم يكن إيمانه صادقًا.
السبب الثاني: أسامة رضي الله عنه لم يكن يعلم أنه لا يجوز قتل الكافر بعد قوله لا إله إلا الله، فالجهل بالحكم الشرعي يبيحه.
السبب الثالث: أسامة رضي الله عنه تاب وندم على قتله للرجل، كما صرح بنفسه: "فما زال يكررها حتى تمنيت أني أسلم يومئذ"، وهو ما يدل على استشعاره للخطأ ورغبته في إصلاحه.
3- الدروس الشرعية من الواقعة:
التوبة والندم: الصحابة رضي الله عنهم لم يكنوا معصومين عن الخطأ الشخصي، وعندما يخطئون يعودون إلى الله بالتوبة والاستغفار.
الجهل بالحكم الشرعي: الواقعة تظهر أهمية التأكد من صحة النية والإيمان عند قتل أي شخص، وأن الحادثة كانت نتيجة جهل مؤقت بالحكم الشرعي لا intentional ظلم أو تكفير.
الرحمة الإلهية: كما بين النبي صلى الله عليه وسلم، فإن أي فعل خطأ يقع منه المؤمن يمكن أن يتحول إلى قربة إذا تاب.
خلاصة المقال:
حادثة قتل أسامة رضي الله عنه للرجل الكافر كانت ناتجة عن جهله بالحكم الشرعي في لحظة المعركة.
أسامة رضي الله عنه تاب وندم على فعله، وهو مثال على حكمة الشريعة التي تقبل التوبة والرجوع إلى الله.
الشبهة التي يثيرها الشيعة باطلة ولا سند لها، فهي تستند إلى سوء فهم أو تحريف للوقائع.
الصحابة هم قدوة في العلم والعمل، وأخطاؤهم الفردية كانت نادرة وتصحح بالتوبة والاستغفار، ولا تؤثر على عدالتهم.
المصادر:
◘ صحيح البخاري، كتاب الجهاد والسير، حديث رقم (3014).
◘ صحيح مسلم، كتاب الجهاد والسير، حديث رقم (1730).
◘ سير أعلام النبلاء، الذهبي.
◘ فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني.
◘ شرح صحيح مسلم، النووي.