ردّ علمي على شبهة الرافضة

يواصل الشيعة الإمامية محاولاتهم البائسة للطعن في الصحابة الكرام رضي الله عنهم، من خلال روايات موضوعة أو منزوعة عن سياقها، هدفها تشويه صورة الصحابة وإظهارهم بأنهم عادوا علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

ومع أن هذه الفرقة الضالة ليست من الإسلام في شيء، إذ خالفت أصول الدين، وبدّلت معالم العقيدة، فإنها تستغل كل رواية ضعيفة أو محتملة لتبثّ سمومها ضد خير القرون. ومن أشهر تلك الشبهات زعمهم أن الصحابة شتموا علياً بحضرة واثلة بن الأسقع رضي الله عنه، وأنه لم ينكر عليهم، وهذه فرية باطلة لا تصمد أمام التحقيق العلمي.

في هذا المقال نعرض تفصيل الرواية وتحليلها سندًا ومتنًا، وبيان بطلان استدلال الشيعة بها، مع توضيح الموقف الحقيقي لواثلة بن الأسقع رضي الله عنه، الذي كان من المحبين المخلصين لأهل البيت.

الشبهة:

يستدل الشيعة بما أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (20/264)، وابن كثير في تفسيره :(6/411)

حدثني عبد الأعلى بن واصل، قال: ثنا الفضل بن دكين، قال: ثنا عبد السلام بن حرب، عن كلثوم المحاربي، عن شداد أبي عمار، قال:

«إني لجالس عند واثلة بن الأسقع إذ ذُكر عليٌّ رضي الله عنه فشتموه، فلما قاموا قال: اجلس حتى أخبرك عن هذا الذي شتموه؛ إني عند رسول الله ﷺ إذ جاءه علي وفاطمة وحسن وحسين، فألقى عليهم كساءً له، ثم قال: ﴿اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي، اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا، قلت: يا رسول الله وأنا؟ قال: وأنت. قال واثلة: فوالله إنها لأوثق عملي عندي».

ويزعمون من هذا الحديث أن واثلة سكت عن شتم الصحابة لعلي، وهذا تحريف مرفوض.

الردّ على الشبهة:

أولاً: لا دليل على أن الشاتمين من الصحابة

الرواية لم تذكر أن الذين شتموا عليًا هم من الصحابة رضي الله عنهم، بل جاء فيها: «إذ ذُكر عليّ فشتموه» دون تحديد هويتهم.

وهذا إطلاق مبهم لا يجوز نسبته للصحابة بلا دليل، لأن الأصل فيهم العدالة والمحبة لأهل البيت.

ثانياً: الفارق الزمني يمنع أن يكونوا من الصحابة

واثلة بن الأسقع رضي الله عنه كان معمّرًا، توفي سنة 85 هـ.

أما شداد أبو عمار، فهو تابعي من الطبقة الرابعة، أي بعد جيل الصحابة بزمن.

فلو كان شداد حاضراً المجلس بنفسه، كما نصّ الحديث، فالحادثة وقعت في عهد التابعين، وليس في عهد الصحابة.

إذن، الذين شتموا عليًّا ليسوا صحابة قطعًا.

ثالثاً: واثلة أنكر الفعل ببيان فضل علي رضي الله عنه

حينما ذكر واثلة فضل علي وأهل البيت، كان ذلك إنكارًا منه على من شتموه.
فهو لم يسكت، بل ردّ عليهم بالفعل بذكر منقبة عظيمة لعلي رضي الله عنه، حين غطّاه النبي ﷺ وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم بالكساء، وقال ﷺ: ﴿اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي، اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا.

فهذا أبلغ إنكار، لأنه أثبت فضل عليّ وأهل البيت أمام الحاضرين.

رابعاً: سكوت الرواي لا يعني إقرار الفعل

لم يرد أن واثلة رضي الله عنه رضي بشتم علي، وإنما روى الحديث بعد انصراف الشاتمين، مبينًا مكانة علي عند رسول الله ﷺ.

فالإنكار هنا عملي ولفظي، يدل على محبة واثلة لعلي وأهل البيت، لا كما يزعم الرافضة.

خامساً: محبة الصحابة لعلي وأهل البيت ثابتة

الصحابة رضي الله عنهم أجمعوا على فضل علي بن أبي طالب ومكانته، وكانوا يحبونه ويحترمونه، وقد ثبت عنهم من الأحاديث والمواقف ما ينقض هذه الفرية تمامًا.
أما ما يرويه الرافضة فهو محاولات لتشويه التاريخ الإسلامي وزرع الفتنة بين المسلمين.

المصادر:

تفسير الطبري (20/264)

تفسير ابن كثير (6/411)

سير أعلام النبلاء – الذهبي

الإصابة في تمييز الصحابة – ابن حجر

البداية والنهاية – ابن كثير

الرد على الرافضة – ابن تيمية