"واثلة بن الأسقع رضي الله عنه من أهل البيت
. ردّ علمي على افتراءات الشيعة"
كثيرٌ من الشيعة المعاصرين يحاولون حصر فضائل "أهل البيت" في مجموعة محدودة من الأشخاص، متناسين أن الشرع قد بيّن حدود "أهل البيت" بدليلٍ واضحٍ من القرآن والسنة الصحيحة.
ولم يكتفِ الشيعة بتأويل النصوص على هواهم، بل نسبوا إلى رسول الله ﷺ أحاديث لم تصحّ، ليبنوا عليها عقائد باطلة تُخالف إجماع الأمة.
ومن جملة هذه المزاعم دعواهم أنّ "آية التطهير" خاصة بعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم دون غيرهم.
لكن الأحاديث الصحيحة تبيّن أن "الصحابي الجليل واثلة بن الأسقع" رضي الله عنه قد أدخله النبي ﷺ في أهل بيته بقوله: "«وأنت من أهلي»"، مما يُبطل دعوى الخصوصية التي يروّجها الشيعة.
"حديث واثلة بن الأسقع في الصحيح":
أخرج "ابن حبان في صحيحه (15/432)":
◘ أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم، حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم (دُحيم، ثقة ثبت)، حدثنا الوليد بن مسلم (ثقة ثبت) وعمر بن عبد الواحد (ثقة)، قالا: حدثنا الأوزاعي (ثقة ثبت)، عن شداد أبي عمار (ثقة ثبت)، عن واثلة بن الأسقع، قال:
◘ سألت عن عليٍّ في منزله، فقيل لي: ذهب يأتي برسول الله ﷺ. إذ جاء فدخل رسول الله ﷺ ودخلت. فجلس رسول الله ﷺ على الفراش، وأجلس فاطمة عن يمينه، وعليًّا عن يساره، وحسنًا وحُسَينًا بين يديه، وقال:
◘ "﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾" ثم قال: «اللهم هؤلاء أهلي».
◘ قال واثلة: فقلت من ناحية البيت: "وأنا يا رسول الله من أهلك؟" قال: "وأنت من أهلي".
◘ قال واثلة: "إنها لمن أرجى ما أرتجي."
◘ "قال الأئمة": هذا حديثٌ "صحيحٌ على شرطَي البخاري ومسلم".
◘ (اخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وابو بكر القاضى وابو عبد الله السوسى قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس ابن الوليد بن مزيد اخبرني ابى قال سمعت الاوزاعي قال حدثنى أبو عمار رجل منا قال حدثنى واثلة بن الاسقع الليثى قال جئت اريد عليا رضى الله عنه فلم اجده فقالت فاطمة رضى الله عنها انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوه فاجلس قال فجاء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلا فدخلت معهما قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حسنا وحسينا فاجلس كل واحد منهما على فخذه وادنى فاطمة من حجره وزوجها ثم لف عليهم ثوبه وانا منتبذ فقال انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا اللهم هؤلاء اهلي اللهم اهلي احق قال واثلة قلت يا رسول الله وانا من اهلك قال وانت من اهلي قال واثلة رضى الله عنه انها لمن ارجى ما ارجو
قال البيهقي: هذا اسناد صحيح
"تأكيد العلماء على صحة الحديث":
" قال "البيهقي في السنن الكبرى (2/152)" بعد روايته للحديث:
◘ "هذا إسناد صحيح".
◘ وذكر أن النبي ﷺ جمع عليًا وفاطمة والحسن والحسين ولفّ عليهم ثوبه ثم قال:
◘ "«اللهم هؤلاء أهلي، اللهم أهلي أحق»"
◘ ثم قال واثلة: "فقلت: يا رسول الله، وأنا من أهلك؟ قال: وأنت من أهلي."
" وقال "الطحاوي في بيان معاني الآثار (ح 656)":
◘ «اللهم هؤلاء أهلي إنهم أهل حق»
◘ قال واثلة: "فإنها من أرجى ما أرجو."
الحديث كامل:
◘656 ما قد حدثنا محمد بن الحجاج الحضرمي ، وسليمان الكيساني قالا: حدثنا بشر بن بكر البجلي ، عن الأوزاعي ، أخبرني أبو عمار ، حدثني واثلة قال: أتيت عليا فلم أجده ، فقالت فاطمة انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوه قال: فجاء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدخلا ودخلت معهما فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن ، والحسين فأقعد كل واحد منهما على فخذه ، وأدنى فاطمة من حجره وزوجها ، ثم لف عليهم ثوبا وأنا منتبذ ، ثم قال: إنما يريد الله الآية ، ثم قال: « اللهم هؤلاء أهلي إنهم أهل حق » فقلت: يا رسول الله وأنا من أهلك قال: « وأنت من أهلي » قال: واثلة فإنها من أرجى ما أرجو
"رواية ابن جرير في التفسير":
أخرج "ابن جرير الطبري" في تفسيره (20/264):
◘ عن عبد الأعلى بن واصل، عن الفضل بن دكين، عن عبد السلام بن حرب، عن كلثوم المحاربي، عن أبي عمار، قال:
◘ "إني لجالس عند واثلة بن الأسقع إذ ذكروا عليًّا رضي الله عنه فشتموه، فلما قاموا قال: اجلس حتى أخبرك عن هذا الذي شتموا؛ إني عند رسول الله ﷺ إذ جاءه علي وفاطمة وحسن وحسين، فألقى عليهم كساءً له، ثم قال:
◘ "«اللهم هؤلاء أهل بيتي، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا»"
◘ قلت: يا رسول الله، وأنا؟
◘ قال: «وأنت»."
◘ قال واثلة: "فوالله إنها لأوثق عملي عندي."
وهذا الحديث صريحٌ في "إبطال دعوى الشيعة بالخصوصية"، إذ دلّ على أن كل من تبع النبي ﷺ بإيمانٍ وعملٍ صالحٍ يمكن أن يدخل في هذا الوصف الشريف.
حدثني عبد الأعلى بن واصل، قال: ثنا الفضل بن دكين، قال: ثنا عبد السلام بن حرب، عن كلثوم المحاربي، عن أَبي عمار، قال: إني لجالس عند واثلة بن الأسقع إذ ذكروا عليًّا رضي الله عنه، فشتموه، فلما قاموا قال: اجلس حتى أخبرك عن هذا الذي شتموا؛ إني عند رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم إذ جاءه علي وفاطمة وحسن وحسين، فألقى عليهم كساء له، ثم قال: "اللَّهُمَّ هَؤُلاءِ أَهْلُ بَيْتِي، اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا"
. قلت: يا رسول الله، وأنا؟ قال: "وَأَنْتَ". قال: فوالله إنها لأوثق عملي عندي وهذا صريح في إبطال دعوى الخصوصية التي يدعيها الرافضة بل هي عامة لمن اتبع النبي - صلى الله عليه وسلم - بدليل دخول واثلة بن الأسقع فيه.
"الرد على دعوى الشيعة في حصر الآية":
يستدلّ الشيعة بآية التطهير على أن المراد بها فقط "علي وفاطمة والحسن والحسين" رضي الله عنهم، لكن النصوص الصحيحة تُكذّب هذا الحصر.
فقد ثبت عن "ابن عباس رضي الله عنهما" أنه قال في تفسير الآية:
◘ "﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾"
◘ "نزلت في نساء النبي ﷺ خاصة."
◘ رواه ابن أبي حاتم في تفسيره، وسير أعلام النبلاء (2/208)، وتاريخ دمشق (69/150).
بل قال "عكرمة مولى ابن عباس":
◘ "من شاء باهلته أنها نزلت في شأن نساء النبي ﷺ خاصة."
فالمعنى: أن "الآية تشمل نساء النبي أولاً بالنصّ، ثم تلحق بهم ذرّيته وأتباعه المؤمنين" كما دلّ عليه حديث واثلة، وليس كما يدّعي الشيعة من الحصر الباطل في الأئمة الاثني عشر.
وهذا لا يتعارض مع ما صحّ عن ابن عباس - رضي الله عنه -: ﴿إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت﴾ قال: «نزلت في نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة». فإن الآية نزلت في الأزواج خاصة، ولا مانع أن تشمل غيرهن كذلك.
قد ثبت بالحديث الصحيح التّصريح بأن هذه الآية قد نزلت في شأن نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة دون غيرهن.
فقد جاء في سير أعلام النبلاء (2\208) وتاريخ دمشق (69\150) وتفسير ابن أبي حاتم قال: حدثنا علي بن حرب الموصلي (ثقة) حدثنا زيد بن الحباب (ثقة عن غير الثوري) حدثنا حسين بن واقد (جيد) عن يزيد النحوي (ثقة مفسّر) عن عكرمة (ثقة ثبت مفسّر) عن ابن عباس: ﴿إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت﴾ قال: «نزلت في نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة». ثم قال عكرمة: «من شاء باهلته أنها نزلت في شأن نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة».
"الخلاصة":
حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه دليلٌ واضحٌ على أن شرف "أهل البيت" لا يقتصر على النسب وحده، بل يشمل الإيمان والاتباع.
فكل من أحبّ النبي ﷺ واتّبعه فهو من أهله على الحقيقة، وأما الشيعة الذين كذبوا على الله ورسوله وزعموا العصمة في أئمتهم فقد خالفوا صريح القرآن والسنة، وابتدعوا ما لم يأذن به الله.
"المصادر":
1) "صحيح ابن حبان" (15/432).
2) "السنن الكبرى للبيهقي" (2/152).
3) "بيان معاني الآثار للطحاوي" (ح 656).
4) "تفسير الطبري" (20/264).
5) "تفسير ابن أبي حاتم".
6) "سير أعلام النبلاء" (2/208).
7) "تاريخ دمشق" (69/150).