يتعرض المسلمون في عصرنا الحديث لشبهات متعددة يروج لها أتباع فرقة الشيعة الضالة، وهي فرقة خارجة عن الإسلام الصحيح، بهدف تشويه الصحابة وأهل البيت. من أبرز هذه الشبهات حديث يزعمون فيه أن فاطمة رضي الله عنها أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار، وهو حديث يفتقر إلى أي سند صحيح ويخالف كتاب الله وسنة نبيه ﷺ. في هذا المقال، سنوضح ضعف هذه الرواية، ونبين لماذا لا يُعتد بها في الإسلام، وكيف يردها العقل والدين الصحيح.

الشبهة:

جاء في بعض كتب الشيعة رواية منسوبة لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه، مفادها:

«قال رسول الله ﷺ: أن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار».

وقد روي هذا الحديث عن طريق:

·                     أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه

·                     علي بن محمد بن خالد المطرز

·                     علي بن المثنى الطوسي

·                     معاوية بن شهام

·                     عمرو بن غياث

·                     عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود

ورد الحديث في كتب الحديث التالية:

·                     إتحاف الخيرة المهرة 7/89

·                     المستدرك 3/165

·                     اللآليء المصنوعة 2/12

·                     الموضوعات 1/422

ضعف الحديث:

·                     الحاكم روى الحديث وادعى صحته، لكن الذهبي قال: هذا حديث منكر بمرة.

·                     الرواة ضعفاء ومشكوك في عدالتهم: مثل معاوية بن شهام وعمرو بن غياث.

·                     تناقض مع القرآن الكريم والسنة الصحيحة: فالحديث يزعم شيئًا لم يأتِ فيه دليل شرعي من الكتاب أو السنة.

الرد على الشبهة:

مخالفة للقرآن الكريم: الله تعالى يقول:

﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ [المؤمنون: 101]
﴿ أن أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات: 13]

فالمرء يُحاسب على أعماله ونيته وتقواه، وليس على نسبه أو ذريته.

مخالفة للسنة الصحيحة: قال النبي ﷺ:

«ومن بطأ به عمله، لم يسرع به نسبه» [رواه مسلم]

كما ورد عن النبي ﷺ في الحديث الصحيح:

«يا فاطمة أنقذي نفسك من النار، لا أغني عنك من الله شيئًا»

المنطق العقلي والديني:

الحديث يناقض عقيدة الإسلام الصحيحة، إذ أن من الشروط في الإسلام النجاة من النار تقوى الله والعمل الصالح، وليس بالأنساب أو النسب الشريف.

الخلاصة:
الحديث ضعيف ومنكر ولا يُعتد به، وهو من أحاديث الشيعة المكذوبة التي تهدف إلى التشويش على عقيدة المسلمين وتعظيم أهل البيت على نحو مبالغ فيه.

المصادر:

1)              إتحاف الخيرة المهرة، 7/89

2)              المستدرك على الصحيحين، 3/165

3)              اللآليء المصنوعة، 2/12

4)              الموضوعات، 1/422

5)              المعروف عن الحاكم والذهبي في التحقيقات: الحاكم رواه واعتبره صحيحًا، لكن الذهبي عدّه منكرًا بمرة.

6)              القرآن الكريم، سورة المؤمنون:101، سورة الحجرات:13

7)              صحيح مسلم، حديث: «ومن بطأ به عمله، لم يسرع به نسبه».