يُعدُّ بابُ أسماء الله وصفاته من أدقّ أبواب العقيدة وأعظمها أثرًا في الإيمان، إذ تُبنى عليه معرفة العبد بربه، ومحبته، وخشيته، ورجاؤه، وتوكّله. وقد اتفق السلف الصالح – من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة ومن سار على نهجهم – على أصلٍ جليلٍ هو إثبات ما أثبته الله لنفسه وما أثبته له رسوله ﷺ من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.

وقد نقل العلماء ذلك إجماعًا؛ فابن القيم، والبربهاري، وابن أبي العز، وأئمة الحديث، والبيهقي، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والذهبي وغيرهم، قرروا هذا الأصل بإجماع لا شبهة فيه، مؤكدين أن سبيل أهل الكلام والبدع قائم على التحريف والتأويل الباطل، بينما سبيل أهل السنة قائم على الإمرار كما جاء، مع نفي التشبيه، وإثبات الكمال اللائق بالله تعالى.

ويأتي هذا المقال ليجمع أهم النقول السلفية المحكمة، ويبين بها وسطية أهل السنة وجلال منهجهم في باب الصفات، مع الرد على شبهات المنحرفين.

ففي عالمنا المعاصر، تنتشر الكثير من الفرق والمذاهب التي تدّعي نسبتها للإسلام، لكن واقعها العقائدي والعملي يختلف تمامًا عن المنهج الإسلامي الصحيح. ومن أبرز هذه الفرق الضالة هي الشيعة، الذين يعتمدون على نشر أحاديث باطلة ومزورة تُنسب زورًا إلى النبي ﷺ، بهدف دعم معتقداتهم الخاصة وتبرير أفكارهم وأفعالهم. وقد أصبح من الضروري دراسة هذه القضية بعناية، لفهم أساليبهم في تحريف الدين، وكشف الروايات المكذوبة التي يروجون لها بين العامة، والتي تشوّه حقيقة الإسلام وتعاليمه السمحة.

قال الإمام ابن القيم:

"فإن من أثبت له سبحانه السمع والبصر أثبتهما حقيقة وفهم معناهما فهكذا سائر صفاته المقدسة يجب أن تجري هذا المجرى وإن كان لا سبيل لنا إلى معرفة كنهها وكيفيتها فإن الله سبحانه لم يكلف عباده بذلك ولا أراده منهم ولم يجعل لهم إليه سبيلا بل كثير من مخلوقاته أو أكثرها لم يجعل لهم سبيلا إلى معرفة كنهه وكيفيته وهذه أرواحهم التي هي أدنى إليهم من كل دان قد حجب عنهم معرفة كنهها وكيفيتها " اهـ

الصواعق المرسلة – أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن قيم الجوزية – ج 2 ص 427

وقال الإمام البربهاري:

"9 - واعلم رحمك الله أن الكلام في الرب تعالى محدث وهو بدعة وضلالة ولا يتكلم في الرب إلا بما وصف به نفسه عز و جل في القرآن وما بين رسول الله صلى الله عليه و سلم لأصحابه فهو جل ثناؤه وأحد ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ربنا أول بلا متى وآخر بلا منتهى يعلم السر وأخفى وهو على عرشه استوى وعلمه بكل مكان ولا يخلو من علمه مكان ولا يقول في صفات الرب تعالى لم إلا شاك في الله تبارك وتعالى " اهـ

شرح السنة – أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري – ص 24

وقال العلامة ابن عثيمين:

"فقوله: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ: نفي متضمن لكمال صفاته مبطل لمنهج أهل التمثيل.

وقوله: ﴿وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ: إثبات لأسمائه وصفاته وإبطال لمنهج أهل التحريف والتعطيل.

فنثبت ما أثبته الله لنفسه وننفي ما نفى الله عن نفسه من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.

وهذا هو المنهج السليم الواجب المبني على العلم والحكمة والسداد في القول والاعتقاد " اهـ

- تقريب التدمرية – محمد بن صالح العثيمين - ص 17

 

وقال: " فالواجب: أن نؤمن بما وصف الله وسمى به نفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل. هكذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من أهل العلم.

فالتحريف في النصوص، والتعطيل في المعتقد، والتكييف في الصفة، والتمثيل في الصفة، إلا أنه أخص من التكييف; فكل ممثل. مكيف، ولا عكس. فيجب أن تبرأ عقيدتنا من هذه الأمور الأربعة " اهـ

القول المفيد على كتاب التوحيد – محمد بن صالح العثيمين – ج 1 ص 18

وقال الإمام ابن أبي العز الحنفي:

 " اتَّفَقَ أَهْلُ السُّنَّةِ عَلَى أن اللَّهَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، لَا فِي ذَاتِهِ، وَلَا فِي صِفَاتِهِ، وَلَا فِي أَفْعَالِهِ. وَلَكِنَّ لَفْظَ "التَّشْبِيهِ" قَدْ صَارَ فِي كَلَامِ النَّاسِ لَفْظًا مُجْمَلًا يُرَادُ بِهِ الْمَعْنَى الصَّحِيحُ، وَهُوَ مَا نَفَاهُ الْقُرْآنُ وَدَلَّ عَلَيْهِ الْعَقْلُ، مِنْ أن خَصَائِصَ الرَّبِّ - تَعَالَى - لَا يُوصَفُ بِهَا شَيْءٌ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ، وَلَا يُمَاثِلُهُ شَيْءٌ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ فِي شَيْءٍ مِنْ صِفَاتِهِ: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، رَدٌّ عَلَى الْمُمَثِّلَةِ الْمُشَبِّهَةِ، ﴿وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ، رَدٌّ عَلَى النُّفَاةِ الْمُعَطِّلَةِ " اهـ

شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - ص 26

وقال الإمام الخلال:

 "283 - وقد حدثنا أبو بكر المروذي رحمه الله قال سألت أبا عبدالله عن الأحاديث التي تردها الجهمية في الصفات والرؤية والأسراء وقصة العرش فصححها أبو عبدالله وقال قد تلقتها العلماء بالقبول نسلم الأخبار كما جاءت قال فقلت له أن رجلا اعترض في بعض هذه الأخبار كما جاءت فقال يجفا وقال ما اعتراضه في هذا الموضع يسلم الأخبار كما جاءت // إسناده صحيح " اهـ

السنة للخلال – تحقيق د. عطية الزهراني – ح 1 ص 246 – 247

وقال الإمام الترمذي:

 " وَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِوَآيات كَثِيرَةٌ مِثْلُ هَذَا مَا يُذْكَرُ فِيهِ أَمْرُ الرُّؤْيَةِ أن النَّاسَ يَرَوْنَ رَبَّهُمْ وَذِكْرُ القَدَمِ وَمَا أَشْبَهَ هَذِهِ الأَشْيَاءَ.

وَالمَذْهَبُ فِي هَذَا عِنْدَ أَهْلِ العِلْمِ مِنَ الأَئِمَّةِ مِثْلِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، وَابْنِ الْمُبَارَكِ، وَابْنِ عُيَيْنَةَ، وَوَكِيعٍ وَغَيْرِهِمْ أَنَّهُمْ رَوَوْا هَذِهِ الأَشْيَاءَ، ثُمَّ قَالُوا: تُرْوَى هَذِهِ الأحاديث وَنُؤْمِنُ بِهَا، وَلاَ يُقَالُ: كَيْفَ؟ وَهَذَا الَّذِي اخْتَارَهُ أَهْلُ الحَدِيثِ أن يَرْوُوا هَذِهِ الأَشْيَاءُ كَمَا جَاءَتْ وَيُؤْمَنُ بِهَا وَلاَ تُفَسَّرُ وَلاَ تُتَوَهَّمُ وَلاَ يُقَالُ: كَيْفَ، وَهَذَا أَمْرُ أَهْلِ العِلْمِ الَّذِي اخْتَارُوهُ وَذَهَبُوا إِلَيْهِ وَمَعْنَى قَوْلِهِ فِي الحَدِيثِ: فَيُعَرِّفُهُمْ نَفْسَهُ يَعْنِي يَتَجَلَّى لَهُمْ " اهـ

سنن الترمذي – أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي - ج 4 ص 691

وقال ايضا: " وَقَدْ قَالَ غَيْرُ وَأحد مِنْ أَهْلِ العِلْمِ فِي هَذَا الحَدِيثِ وَمَا يُشْبِهُ هَذَا مِنَ الروايات مِنَ الصِّفَاتِ: وَنُزُولِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، قَالُوا: قَدْ تَثْبُتُ الروايات فِي هَذَا وَيُؤْمَنُ بِهَا وَلاَ يُتَوَهَّمُ وَلاَ يُقَالُ: كَيْفَ؟

هَكَذَا رُوِيَ عَنْ مَالِكٍ، وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ أَنَّهُمْ قَالُوا فِي هَذِهِ الأحاديث: أَمِرُّوهَا بِلاَ كَيْفٍ، وَهَكَذَا قَوْلُ أَهْلِ العِلْمِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ، وَأَمَّا الجَهْمِيَّةُ فَأَنْكَرَتْ هَذِهِ الروايات وَقَالُوا: هَذَا تَشْبِيهٌ.

وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ كِتَابهِ اليَدَ وَالسَّمْعَ وَالبَصَرَ، فَتَأَوَّلَتِ الجَهْمِيَّةُ هَذِهِ الآيات فَفَسَّرُوهَا عَلَى غَيْرِ مَا فَسَّرَ أَهْلُ العِلْمِ، وَقَالُوا: أن اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ آدَمَ بِيَدِهِ، وَقَالُوا: أن مَعْنَى اليَدِ هَاهُنَا القُوَّةُ.

وقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: إِنَّمَا يَكُونُ التَّشْبِيهُ إِذَا قَالَ: يَدٌ كَيَدٍ، أَوْ مِثْلُ يَدٍ، أَوْ سَمْعٌ كَسَمْعٍ، أَوْ مِثْلُ سَمْعٍ، فَإِذَا قَالَ: سَمْعٌ كَسَمْعٍ، أَوْ مِثْلُ سَمْعٍ، فَهَذَا التَّشْبِيهُ.

وَأَمَّا إِذَا قَالَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى يَدٌ، وَسَمْعٌ، وَبَصَرٌ، وَلاَ يَقُولُ كَيْفَ، وَلاَ يَقُولُ مِثْلُ سَمْعٍ، وَلاَ كَسَمْعٍ، فَهَذَا لاَ يَكُونُ تَشْبِيهًا، وَهُوَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابهِ: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ " اهـ

سنن الترمذي – أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي - ج 3 ص 50

وقال شيخ الاسلام:

 "مَذْهَبُ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا أن يُوصَفَ اللَّهُ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ، وَبِمَا وَصَفَهُ بِهِ رَسُولُهُ، مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ وَلَا تَعْطِيلٍ، وَمِنْ غَيْرِ تَكْيِيفٍ وَلَا تَمْثِيلٍ، يُثْبِتُونَ لِلَّهِ مَا أَثْبَتَهُ مِنَ الصِّفَاتِ، وَيَنْفُونَ عَنْهُ مُمَاثَلَةَ الْمَخْلُوقَاتِ، يُثْبِتُونَ لَهُ صِفَاتِ الْكَمَالِ، وَيَنْفُونَ عَنْهُ ضُرُوبَ الْأَمْثَالِ، يُنَزِّهُونَهُ عَنِ النَّقْصِ وَالتَّعْطِيلِ، وَعَنِ التَّشْبِيهِ وَالتَّمْثِيلِ، إِثْبَاتٌ بِلَا تَشْبِيهٍ، وَتَنْزِيهٌ بِلَا تَعْطِيلٍ: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ رَدٌّ عَلَى الْمُمَثِّلَةِ، ﴿وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [سُورَةُ الشُّورَى: 11] رَدٌّ عَلَى الْمُعَطِّلَةِ.

وَمَنْ جَعَلَ صِفَاتِ الْخَالِقِ مِثْلَ صِفَاتِ الْمَخْلُوقِ فَهُوَ الْمُشَبِّهُ الْمُبْطِلُ الْمَذْمُومُ " اهـ

منهاج السنة النبوية – أحمد بن عبد الحليم بن تيمية – ج 2 ص 111

وقال: " فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى سَمَّى نَفْسَهُ بِأَسْمَاءٍ، وَسَمَّى بَعْضَ عِبَادِهِ بِأَسْمَاءٍ، وَكَذَلِكَ سَمَّى صِفَاتِهِ بِأَسْمَاءٍ، وَسَمَّى بَعْضَهَا صِفَاتِ خَلْقِهِ، وَلَيْسَ الْمُسَمَّى كَالْمُسَمَّى " اهـ

منهاج السنة النبوية – أحمد بن عبد الحليم بن تيمية – ج 2 ص 112

وقال: " فَالرَّبُّ تَعَالَى لَا يُمَثَّلُ بِالْخَلْقِ لَا فِي ذَاتِهِ وَلَا فِي صِفَاتِهِ وَلَا فِي أَفْعَالِهِ، بَلْ لَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فَمَا ثَبَتَ لِغَيْرِهِ مِنَ الْكَمَالِ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ، وَمَا تَنَزَّهَ عَنْهُ مِنَ النَّقْصِ فَهُوَ أَحَقُّ بِتَنْزِيهِهِ " اهـ

منهاج السنة النبوية – أحمد بن عبد الحليم بن تيمية – ج 3 ص 151

وقال: " فَالْمُسْلِمُونَ وَحَّدُوا اللَّهَ وَوَصَفُوهُ بِصِفَاتِ الْكَمَالِ، وَنَزَّهُوهُ عَنْ جَمِيعِ صِفَاتِ النَّقْصِ، وَنَزَّهُوهُ عَنْ أن يُمَاثِلَهُ شَيْءٌ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ فِي شَيْءٍ مِنَ الصِّفَاتِ، فَهُوَ مَوْصُوفٌ بِصِفَاتِ الْكَمَالِ لَا بِصِفَاتِ النَّقْصِ، وَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ لَا فِي ذَاتِهِ وَلَا فِي صِفَاتِهِ وَلَا فِي أَفْعَالِهِ " اهـ

منهاج السنة النبوية – أحمد بن عبد الحليم بن تيمية – ج 5 ص 169

وقال: " أن أَهْلَ السُّنَّةِ مُتَّفِقُونَ عَلَى أن اللَّهَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، لَا فِي ذَاتِهِ وَلَا فِي صِفَاتِهِ وَلَا فِي أَفْعَالِهِ " اهـ

منهاج السنة النبوية – أحمد بن عبد الحليم بن تيمية – ج 2 ص 110

وقال: " وَمَذْهَبُ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا أن يُوصَفَ اللَّهُ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ وَبِمَا وَصَفَهُ بِهِ رَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ وَلَا تَعْطِيلٍ؛ وَلَا تَكْيِيفٍ وَلَا تَمْثِيلٍ. فَلَا يَجُوزُ نَفْيُ صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى الَّتِي وَصَفَ بِهَا نَفْسَهُ؛ وَلَا يَجُوزُ تَمْثِيلُهَا بِصِفَاتِ الْمَخْلُوقِينَ؛ بَلْ هُوَ سُبْحَانَهُ ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ لَا فِي ذَاتِهِ وَلَا فِي صِفَاتِهِ وَلَا فِي أَفْعَالِهِ " اهـ

مجموع الفتاوى – أحمد بن عبد الحليم بن تيمية - ج 5 ص 195

وقال الإمام البيهقي:

" 760- وَأَخْبَرَنَا أبو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أَخْبَرَنَا أبو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ الأَصْبَهَانِيُّ، فِيمَا أَجَازَ لَهُ جَدُّهُ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ، يَقُولُ: هَذِهِ الأحاديث الَّتِي يَقُولُ فِيهَا: ضَحِكَ رَبُّنَا مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ وَقُرْبِ غَيْرِهِ، وَإِنَّ جَهَنَّمَ لا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ رَبُّكَ قَدَمَهُ فِيهَا، وَالْكُرْسِيُّ مَوْضِعُ الْقَدَمَيْنِ وَهَذِهِ الأحاديث فِي الرِّوَايَةِ هِيَ عِنْدَنَا حَقٌّ، حَمَلَهَا بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ، غَيْرَ أَنَّا إِذَا سُئِلْنَا عَنْ تَفْسِيرِهَا لا نُفَسِّرُهَا وَمَا أَدْرَكْنَا أحدا يُفَسِّرُهَا " اهـ

الأسماء والصفات – أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي - ج 2 ص 198

وقال الإمام عبد الله بن أحمد:

 " 213 - حَدَّثَنِي أبو الْحَسَنِ بْنُ الْعَطَّارِ، قَالَ: سَمِعْتُ سُرَيْجَ بْنَ النُّعْمَانِ، يَقُولُ: " سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ نَافِعٍ، وَقُلْتُ لَهُ: أن قِبَلَنَا مَنْ يَقُولُ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَاسْتَعْظَمَ ذَلِكَ وَلَمْ يَزَلْ مُتَوَجِّعًا حَزِينًا يَسْتَرْجِعُ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ نَافِعٍ قَالَ مَالِكٌ: «مَنْ قَالَ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ يُؤَدَّبُ وَيُحْبَسُ حَتَّى تُعْلَمَ مِنْهُ التَّوْبَةُ» وَقَالَ مَالِكٌ: «الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ» وَقَالَ مَالِكٌ: «اللَّهُ فِي السَّمَاءِ وَعِلْمُهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ لَا يَخْلُو مِنْ عِلْمِهِ مَكَانٌ» وَقَالَ مَالِكٌ: «الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» وَهَكَذَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ فِي هَذَا كُلِّهِ // رجاله ثقات " اهـ

السنة لعبد الله بن أحمد – تحقيق د. محمد بن سعيد بن سالم القحطاني - ج 1 ص 173 – 174

وقال الإمام الذهبي:

 " قال الحافظ الكبير أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني مصنف حلية الأولياء في كتاب الاعتقاد له طريقتنا طريقة السلف المتبعين للكتاب والسنة وإجماع الأمة ومما اعتقدوه أن الله لم يزل كاملا بجميع صفاته القديمة لا يزول ولا يحول لم يزل عالما بعلم بصيرا ببصر سميعا بسمع متكلما بكلام ثم أحدث الأشياء من غير شيء وأن القرآن كلام الله وكذلك سائر كتبه المنزلة كلامه غير مخلوق وأن القرآن في جميع الجهات مقروءا ومتلوا ومحفوظا ومسموعا ومكتوبا وملفوظا كلام الله حقيقة لا حكاية ولا ترجمة وأنه بألفاظنا كلام الله غير مخلوق وأن الواقفة واللفظية من الجهمية وأن من قصد القرآن بوجه من الوجوه يريد به خلق كلام الله فهو عندهم من الجهمية وأن الجهمي عندهم كافر إلى أن قال وأن الأحاديث التي ثبتت في العرش واستواء الله عليه يقولون بها ويثبتونها من غير تكييف ولا تمثيل وأن الله بائن من خلقه والخلق بائنون منه لا يحل فيهم ولا يمتزج بهم وهو مستو على عرشه في سمائه من دون أرضه " اهـ

العلو للعلي الغفار – محمد بن أحمد الذهبي - ج 1 ص 243

وقال: " 562 - قال الإمام العارف شيخ الصوفية أبو منصور معمر بن أحمد بن زياد الأصبهاني رحمه الله أحببت أن أوصي أصحابي بوصية من السنة وأجمع ما كان عليه أهل الحديث وأهل التصوف والمعرفة فذكر أشياء إلى أن قال فيها وأن الله استوى على عرشه بلا كيف ولا تشبيه ولا تأويل والإستواء معقول والكيف مجهول وأنه بائن من خلقه والخلق بائنون منه فلا حلول ولا ممازجة ولا ملاصقة وأنه سميع بصير عليم خبير يتكلم ويرضى ويسخط ويعجب ويضحك ويتجلى لعباده يوم القيامة ضاحكا وينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا بلا كيف ولا تأويل كيف شاء فمن أنكر النزول أو تأول فهو مبتدع ضال روى معمر عن أبي القاسم الطبراني وذويه توفي في رمضان سنة ثمان عشرة وأربعمائة " اهـ

العلو للعلي الغفار – محمد بن أحمد الذهبي - ج 1 ص 243 – 244

وقال الإمام المحاسبي:

" وكذلك لا يجوز إذا أخبر أن صفاته حسنة عليا أن يخبر بعد ذلك أنها دنية سفلى أو يصف نفسه بأنه جاهل ببعض الغيب بعدما أخبر أنه عالم الغيب وأنه لا يبصر ما قد كان ولا يسمع الأصوات وأنه لا قوة له ولا قدرة على الأشياء ولم يتكلم بشيء ولا الكلام كان منه ولا له الخلق والأمر وأنه تحت الأرض لا على العرش جل عن ذلك وتعالى علوا كبيرا " اهـ

فهم القرآن – الحارث بن اسد المحاسبي - ص 336

وقال الإمام الذهبي:

 " 593 - قال شيخ الإسلام سيد الوعاظ أبو محمد عبد القادر بن أبي صالح بن جنكي دوست الجيلي الحنبلي شيخ العراق في كتاب الغنية له وهو مجلد أما معرفة الصانع بالآيات والدلائل على وجه الإختصار فهو أن يعرف ويتيقن أن الله وأحد أحد إلى أن قال وهو مستو على العرش محتو على الملك محيط علمه بالأشياء إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ولا يجوز وصفه بأنه في كل مكان بل يقال إنه في السماء على العرش كما قال الرحمن على العرش استوى وينبغي إطلاق ذلك من غير تأويل وكونه تعالى على العرش فمذكور في كل كتاب أنزل على كل نبي أرسل بلا كيف سمعت الحافظ أبا الحسين يقول سمعت الشيخ عز الدين بن عبد السلام بمصر يقول ما نعرف أحدا كراماته متواترة كالشيخ عبد القادر رحمه الله توفي في سنة أحدى وستين وخمسمائة " اهـ

العلو للعلي الغفار – محمد بن أحمد الذهبي - ج 1 ص 265

 

 

 

نبذة مفصلة للمقال:

بالإضافة إلى ذلك، يناقش المقال الأضرار الناتجة عن اتباع هذه الأحاديث الملفقة، سواء على المستوى العقيدي للفرد أو على المستوى الاجتماعي والوطني، حيث تؤدي إلى نشر الفرقة والفتنة بين المسلمين. ويقدم المقال نصائح واضحة للتمييز بين الحديث الصحيح والحديث المكذوب، مع ذكر الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية التي تحث على التثبت وعدم الانسياق وراء الروايات المجهولة أو الضعيفة.

في النهاية، يسعى المقال إلى توعية القراء بخطورة اتباع هذه الفرقة الضالة وأحاديثها المكذوبة، وإبراز أن الشيعة ليست من المسلمين الحقيقيين في إطار العقيدة الصحيحة، مع توضيح أهمية العودة إلى المصادر الأصلية للدين الحق والاعتماد على السنة الصحيحة لفهم العقيدة وتحقيق الصواب في الاعتقاد والعمل.

كلمات مفتاحية متوافقة مع السيو:

الشيعة، الشيعه، احاديث شيعية، احاديث باطلة، احاديث كاذبة، فرق ضاله، الشيعة و الاحاديث، احاديث ملفقة، احاديث غير صحيحة، الشيعه خطر، الاحاديث المكذوبة للشيعه، الفرقه الضاله، احاديث شيعيه، الشيعه و الاسلام، الشيعه ليست مسلمه، احاديث ملفقه شيعه، احاديث باطله للشيعه، فرق ضاله في الاسلام، شيوخ الشيعه، الاحاديث الكاذبه للشيعه يتناول هذا المقال تحليل الأحاديث المكذوبة التي ينسبها الشيعة إلى النبي ﷺ، مع توضيح طرق تشويه النصوص الدينية لأغراض سياسية ومذهبية. كما يستعرض المقال الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية التي تنفي صحة هذه الأحاديث، ويبين الفرق بين السنة المحقّة والبدع التي تدعو إليها هذه الفرقة الضالة. يهدف المقال إلى توعية القراء بمخاطر الانسياق وراء الأحاديث المفبركة، وفهم الفرق بين الدين الحق والممارسات المحرفة، مع تسليط الضوء على كيفية التحقق من صحة الأحاديث ومصادرها الموثوقة.