تسعى فرقة الشيعة إلى نشر أحاديث ضعيفة أو باطلة لترويج مزاعم كاذبة عن الله ورسله، مستغلين الجهل بعلم الحديث والصفات الإلهية. ومن هذه الروايات ما يزعمونه لتشويه العقيدة الصحيحة في إثبات صفات الله عز وجل. في هذا المقال نستعرض روايتين صحيحتين تتعلقان بـ إثبات صفات الله تعالى، ونوضح صحة الروايتين وفق العلماء، مع الرد على الشبهات التي يروّج لها أتباع الفرق الضالة.

الرواية الأولى: يوم القيامة وكشف الساق

ثبت في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، رواه العلماء الثقات:

«إذا جمع الله العباد بصعيد واحد نادى مناد: يلحق كل قوم بما كانوا يعبدون، ويبقى الناس على حالهم، فيأتيهم فيقول: ما بال الناس ذهبوا وأنتم هنا؟ فيقولون: ننتظر إلهنا، فيقول: هل تعرفونه؟ فيقولون: إذا تعرف إلينا عرفناه، فيكشف لهم عن ساقه، فيقعون سجداً، ويبقى كل منافق فلا يستطيع أن يسجد، ثم يقودهم إلى الجنة»

قال العلماء: الحديث ثابت وصححه الألباني في الصحيحة وابن تيمية في الفتاوى، وأثبته الذهبي في العلو.

هذا الحديث يدل على إثبات الصفات لله عز وجل بما أوحى الله به لنبيه ﷺ، مع الحفاظ على التنزيه الكامل.

الرواية الثانية: يأتيهم الجبار في صورة غير صورته:

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، ورد في البخاري:

«فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة فيقول: أنا ربكم، فيقولون أنت ربنا، فلا يكلمه إلاّ الأنبياء، فيقول: هل بينكم وبينه آية تعرفونه؟ فيقولون: الساق، فيكشف عن ساقه فيسجد له كل مؤمن» (البخاري 9/159)

العلماء مثل البيهقي فسّروا كلمة "الصورة" على أنها صفة من الصفات، فالصفة من معاني الصورة كما هو ثابت في التعريف اللغوي

المشرك لا يحرص على التنزيه. وأنت ستدافع عن قول الخميني فاطمة اله. فكيف تكون منزها؟

وهذا الحديث الصحيح نص صريح في إثبات الصفات لله التي وصف بها نفسه وأوحى بها إلى رسله. ولهذا حمل بعض أهل العلم الصورة هنا على الصفة كالبيهقي وغيره. لأن الصفة من معاني الصورة كما هو ثابت في التعريف اللغوي للفظ الصورة.

وإن من جملة ما وصف الله به نفسه هو الساق. وهذا الحديث نص على ذلك فيكشف عن ساقه. حيث إن المعطلة يرون أن هذه العبارة باطلة لا تليق بالله. ولا يزالون يستنكفون عن إثبات صفة الساق لله تعالى، وسوف يرسبون في هذا الاختبار يوم القيامة.

والمخطئ في الإثبات خير من المخطئ في التعطيل.

وهو أقل وقوعا في الخطأ من المعطل.

لأن المثبت بنى دينه على التسليم لكل ما أوحى الله به حتى الصورة. ولم يغفل التنزيه. فإن أعظم التنزيه تنزيه الله عن أن يصف نفسه بصفة لا تليق به، فهل عند المعطل مثل هذا؟

أما المعطل فقد بنى تعطيله على عدم التسليم لله ولا الثقة بما يوجي به، جل ما عنده التمسك بقوله تعالى ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ وهي عذر التعطيل.

فإن الذي وصف نفسه بأنه ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ هو نفسه الذي وصف نفسه بأن له عينين ويدا وساقا وأنه يجيء وينزل.

الرد على الشبهات الشيعية

الشبهة: يزعم الشيعة أن إثبات صفات الله كالساق والجسميات هو تشبيه لله أو تجاوز على التنزيه.

الرد العلمي:

الروايتان صحيحان وثبتهما علماء الحديث المعتبرون.

إثبات الصفات لا يعني التشبيه أو التجسيم، فالله منزه عن مشابهة المخلوقات.

قول الله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [الشورى: 11] لا يتعارض مع إثبات الصفات التي وصف الله بها نفسه.

المثبت يلتزم بالوحي كما أنزل، والمعطل يرفض كل إثبات ويكتفي بالتنزيه المجرد، وهذا خطأ منهجي.

الخلاصة:

روايتا يوم القيامة وكشف الساق، ورواية يأتيهم الجبار في صورة غير صورته صحيحان وثبتهما علماء الحديث، ويؤكدان على إثبات صفات الله تعالى من غير تشبيه. الشبهات التي يروّج لها الشيعة قائمة على إنكار الإثبات أو تعطيله، والرد العلمي يظهر صحة النصوص وضرورة اتباع المنهج الصحيح في فهم الصفات الإلهية.

المصادر:

1) البخاري، الجامع الصحيح 9/159

2) البيهقي، الشريعة 3/141

3) الألباني، الصحيحة

4) ابن تيمية، الفتاوى

5) الذهبي، العُلو