شبهة المسح على الرجلين في الوضوء وبيان الحق"
من الشبهات التي يثيرها بعض أتباع الفرقة الضالة الرافضية حول أحكام الوضوء، ما يتعلق بـالمسح على الرجلين بدل غسلهما. ويستندون في ذلك إلى تأويلات مخالفة للغة العربية وللنصوص القرآنية، مدعين أن الوضوء يجب أن يكون بغسل القدمين فقط.
والحقيقة أن القرآن الكريم واضح في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾ [المائدة: 6]، واللغة العربية تثبت أن المسح على الرأس والرجلين جائز ومشروع، وقد جاءت السنة النبوية الكريمة بالعديد من الأحاديث التي توضح وضوء النبي صلى الله عليه وسلم.
الشبهة والرد:
الشبهة:
يزعم بعض الرافضة أن القرآن أمر بـ"مسح الرأس" و"أرجل إلى الكعبين"، ويزعمون أن ذلك دليل على وجوب المسح على الرجلين دائمًا وعدم جواز الغسل، مدعين أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يغسل رجليه في الوضوء.
الرد على شبهة المسح للرجلين في الوضوء من كتب الرافضة:
قال عز وجل ﴿يَا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى اَلصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى اَلْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى اَلْكَعْبَيْنِ﴾ [اَلْمَائِدَةِ: 6].
من الواضح أن (﴿وُجُوهَكُمْ﴾) و (﴿أَيْدِيَكُمْ﴾) كل منهما مفعول به للفعل الغسل (﴿فَاغْسِلُوا﴾) كما أن (﴿أَيْدِيَكُمْ﴾) مفعول به معطوف على (﴿وُجُوهَكُمْ﴾) أما (﴿رُءُوسِكُمْ﴾) فهي اسم مجرور بحرف الجر البا، بينما(أَرْجُلَكُمْ) فهي مفعول به وهذا يعني أنها مفعول به للفعل (﴿فَاغْسِلُوا﴾) ولذلك أقول أن الرافضة لا يتبعون القرآن أبدا بل اتبعوا تفسير الأعاجم الذين لا يعرفون من اللغة العربية سوى الرسم ولا يعرفون الأعراب.
والعجيب أن كتبهم فيها روايات تدل على أن رسول عليه الصلاة والسلام كان يغسل رجليه في الوضوء.
وإليك هذه الروايات:
وضوء النبي (ص) - السيد علي الشهرستاني ج 1 ص 157:
ما جاء في كتاب الإمام علي إلى محمد بن أبي بكر وأهل مصر والذي رواه الثقفي في) الغارات (. فقد جاء في المطبوع منه:... واغسل كفيك ثلاث مرات، وتمضمض ثلاث مرات، واستنشق ثلاث مرات، واغسل وجهك ثلاث مرات، ثم يدك اليمنى ثلاث مرات إلى المرفق، ثم يدك الشمال ثلاث مرات، ثم امسح رأسك، ثم اغسل رجلك اليمنى ثلاث مرات، ثم اغسل رجلك اليسرى ثلاث مرات، فإني رأيت النبي هكذا كان يتوضأ
مستدرك الوسائل - الميرزا النوري ج 1 ص 305:
عبد الله بن الحسن عن عباءة قال كتب على (ع) إلى محمد واهل مصر أما بعد إلى أن قال (ع) ثم الوضوء فانه من تمام الصلاة اغسل كفيك ثلاث مرات وتمضمض ثلاث مرات واستنشق ثلاث مرات واغسل وجهك ثلاث مرات ثم يدك اليمنى ثلاث مرات إلى المرفق ثم يدك الشمال ثلاث مرات إلى المرفق ثم امسح راسك ثم اغسل رجلك اليمنى ثلاث مرات ثم اغسل رجلك اليسرى ثلاث مرات فانى رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله هكذا كان يتوضأ قال النبي صلى الله عليه وآله الوضوء نصف الايمان
الغارات - ابراهيم بن محمد الثقفي ج 1 ص 244:
أن أحسن الناس طاعة لله أشدهم له خوفا 1. في الصلاة والوضوء انظر يا محمد صلواتك كيف تصليها فإنما أنت إمام ينبغي لك أن تتمها (وأن تحفظها بالأركان ولا تخففها) وأن تصليها لوقتها فانه ليس من امام يصلى بقوم فيكون في صلواتهم 2 نقص 3 الا كان إثم ذلك عليه ولا ينقص ذلك من صلواتهم شيئا 4. ثم الوضوء فانه من تمام الصلاة 5، اغسل كفيك ثلاث مرات، وتمضمض ثلاث مرات، واستنشق ثلاث مرات، واغسل وجهك ثلاث مرات، ثم يدك اليمنى ثلاث مرات إلى المرفق، ثم يدك الشمال ثلاث مرات إلى المرفق، ثم امسح رأسك، ثم اغسل رجلك اليمنى ثلاث مرات، ثم اغسل اليسرى ثلاث مرات، فانى رأيت النبي - صلى الله عليه وآله - هكذا كان يتوضأ.
قال النبي صلى الله عليه وآله 1: الوضوء نصف الايمان. انظر صلاة الظهر فصلها لوقتها 2، ولا تعجل بها عن الوقت لفراغ، ولا تؤخرها.....