يحاول بعض أتباع فرقة الشيعة نشر أحاديث باطلة أو ضعيفة للنيل من الصحابة الكرام أو لترويج مزاعم عن النبي ﷺ، مستغلين الجهل في علم الحديث والتاريخ. ومن هذه الأحاديث ما يزعمون أنه يثبت رؤية النبي ﷺ لربه عز وجل مرتين، مرة بالبصر وأخرى بالفؤاد، وهو حديث ضعيف لا يصح نسبته للنبي ﷺ. في هذا المقال نوضح تفصيل الحديث، ضعف إسناده، وبيان الشبهة والرد العلمي عليها، مع إبراز أهمية التأكد من صحة الأحاديث قبل نشرها أو الاستشهاد بها.
نص الحديث:
حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا جمهور بن منصور ثنا إسماعيل بن مجالد عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس: رُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله: «رأى محمد ﷺ ربه عز وجل مرتين، مرة بالبصر ومرة بالفؤاد».
رواه الطبراني في:
◘ المعجم الكبير (12/90)
◘ المعجم الأوسط (6/50)
تحليل الإسناد ودرجة الحديث:
رواة الحديث:
◘ حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا جمهور بن منصور، ثنا إسماعيل بن مجالد عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس.
ضعف الإسناد:
قال الهيثمي: «رجاله رجال الصحيح الا جمهور بن منصور الكوفي» (مجمع الزوائد 1/78).
وهذا تضعيف للحديث.
بل قد أشار إلى جهالته فقال «لا أعرفه» (مجمع الزوائد161).
وأشار إلى جهالته فقال: «لا أعرفه» (مجمع الزوائد 1/161).
الألباني قال عن رواة العقيلي: «لم أجد له ترجمة إلا ما قاله العقيلي عقب إيراد رواية عنه» (ضعفاء العقيلي 4/323).
◘ وأما ما جاء في ضعفاء العقيلي فقد قال الألباني « لم أجد له ترجمة إلا ما قاله العقيلي عقب إيراد رواية عنه « قال لنا الحضرمي سألت بن نمير عن جمهور فقال أكتب عنه هذا يروى من غير هذا الوجه بإسناد صالح (ضعفاء العقيلي4/323). نعم ذكره ابن حبان في (الثقات) على قاعدته في توثيق المجاهيل» (سلسلة الصحيحة 2/613).
فهذا يدل على عدم الكتابة عنه فيما لم يتفرد به. فقد قال الطبراني عقب إيراد رواية له « لم يرو هذا الحديث عن محمد بن سيرين إلا وهب بن حكيم تفرد به جمهور بن منصور» (المعجم الأوسط6/38).
ملاحظات على التفرّد بالرواية:
◘ الطبراني ذكر: «لم يرو هذا الحديث عن محمد بن سيرين إلا وهب بن حكيم تفرد به جمهور بن منصور» (المعجم الأوسط 6/38)، مما يدل على عدم اعتماده.
الشبهة الشيعية والرد عليها:
الشبهة:
تزعم الشيعة أن النبي ﷺ رأى ربه عز وجل مرتين، مرة بالبصر وأخرى بالفؤاد، ويستشهدون بهذا الحديث لإثبات رؤى جسدية أو غير مثبتة شرعًا للنبي ﷺ.
الرد العلمي:
1) الحديث ضعيف جدًا، ولا يصح نسبة أي من هذه الروايات للنبي ﷺ.
2) رواة الحديث معروف عن بعضهم الجهل أو عدم الثقة، كما في حالة جمهور بن منصور.
3) علماء الحديث أجمعوا على عدم الاستناد لهذه الروايات في العقائد أو الأمور الشرعية.
الخلاصة:
الحديث المتعلق برؤية النبي ﷺ لربه مرتين حديث ضعيف ولا يمكن اعتباره دليلاً شرعياً. الشبهة التي يروج لها الشيعة قائمة على نصوص ضعيفة ومنقوصة، والرد العلمي يكشف كذب هذه الروايات ويدل على ضرورة الرجوع إلى الأحاديث الصحيحة والثقات في نقل سير النبي ﷺ وأقواله.
المصادر:
1) الطبراني، المعجم الكبير، ج12، ص90.
2) الطبراني، المعجم الأوسط، ج6، ص50، ص38.
3) الهيثمي، مجمع الزوائد، ج1، ص78 و161.
4) الألباني، ضعفاء العقيلي، ج4، ص323.
5) ابن حبان، الثقات.