توضيح الفرق بين الأَذَن والاستماع وإبطال استدلالات الشيعة

معنى أذن بالفتح يعني استمع وليس المقصود اثبات الاُذن لله سبحانه وتعالى

من أخطر ما تقوم به الشيعة الروافض – وهي فرقة ضالّة خارجة عن الإسلام الصحيحهو صناعة أحاديث باطلة أو تأويل نصوص صحيحة تأويلًا فاسدًا، ثم نشرها بين الناس لتشويه عقيدة أهل السنّة والجماعة، واستهداف أساسيات التوحيد التي استقرت عليها عقول وعقائد السلف الصالح. وفي سياق صفات الله تعالى، يتعمّد بعضهم تحريف معاني الألفاظ الشرعية لإثبات أو نفي صفات لم ترد في القرآن أو السنة.

ومن أشهر الشبهات التي يثيرونها: الاستدلال بلفظ “أَذِنَ” الوارد في الحديث النبوي لإثبات صفة “الأُذُن” لله تعالى، وهي دعوى باطلة مخالفة للغة والشرع، وقد رد عليها العلماء قديماً وحديثاً.

يهدف هذا المقال إلى بيان معنى “أَذِنَ” في اللغة والشرع، وتوضيح الفرق بين الأَذَن (بالفتح) الذي معناه الاستماع، وبين الأُذُن (بالضم) التي لم يثبت لله منها شيء، مع إيراد أقوال أئمة الإسلام من كتبهم الموثوقة.

نصّ المقال كاملاً:

أولًا: معنى (أَذِنَ) في لغة العرب

اتفق علماء العربية على أن:

أَذِنَ – بالفتح – معناها: استمع واستجاب.

قال تعالى: ﴿وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ﴾ أي: استمعت لأمر ربها وخضعت له.

وهذا المعنى هو نفسه المراد في الحديث الذي سنذكره.

ثانيًا: الحديث محلّ البحث ومعناه الصحيح:

قال عبد الرحيم والسلمي :

 وأما الأذن الوارد في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما أَذَن الله لشيء كأذنه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن)، فإنه بمعنى الاستماع، يعني: ما استمع لشيء كاستماعه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن.

وبعض الناس فهم من هذا الحديث أنه يتضمن إثبات صفة الأُذن لله، وهناك فرق بين الأَذَن والأُذُن، فالأذن لم يرد في النصوص الشرعية وصف الله عز وجل بها، وإنما الوارد في هذا الحديث الأَذَن، ومعناه: الاستماع، وهي صفة فعلية.

دراسة موضوعية للحائية ولمعة الاعتقاد والواسطية جزء 5 صفحة 11

وقوله: "أَذِنَ": أي استمع.

ذخيرة العقبى في شرح المجتبى جزء 13 صفحة 16 ط دار المعراج الدولية

وفي رواية: (ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به).

وفي رواية: (ليس منا من لم يتغن بالقرآن) - زاد غيره-: (يجهر به)].

قوله: (ما أذن) أي: ما استمع.

الافصاح عن معاني الصحاح جزء 6 صفحة 163

قَوْله: مَا أذن الله معنى: أذن هُنَا اسْتمع.

عمدة القاري شرح صحيح البخاري جزء 25 صفحة 193 ط دار احياء التراث العربي

ومعنى ((ما أذن)):

 ما استمع لشيء كاستماعه لنبي حسن الصوت.

شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للغنيمان جزء 2 صفحة 594

وفى الحديث الصحيح الآخر: ما أذن الله لشيء كأَذَنه لنبيّ حسن الصوت، يتغنى بالقرآن يجهر به أَذِنَ يَأْذَنُ أَذنًا: أي استمع يستمع استماعًا، ﴿وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ [الانشقاق: 2]، فأخبر أنه يستمع إلى هذا وهذا.

مشارق الانوار الوهاجة ومطالع البهاجة في شرح سنن الامام ابن ماجه جزء 4 صفحة 206 ط دار المغني باب فيما انكرت الجهمية.

الشبهة والردّ عليها:

الشبهة:

يدّعي بعض الشيعة أن حديث «ما أذن الله لشيء» يدل على أن لله صفة الأُذُن، ويستعملون هذه الدعوى لنفي الصفات الأخرى مثل الصوت والكلام بحرف وصوت، وهي حيلة متكررة عندهم في خلط المعاني اللغوية لتمرير بدعهم.

الرد العلمي:

1. المعنى اللغوي يمنع هذا الفهم

كلمة أَذِنَ في العربية لم تستعمل أبدًا بمعنى "له أُذْن"، بل تستعمل دائمًا بمعنى: استمع.

2. العلماء أجمعوا على تفسيرها بـ (استمع)

كما نقلنا من ستة كتب من أوثق كتب الشروح الحديثية.

3. إثبات صفة لم ترد في النصوص بدعة

أهل السنة لا يثبتون صفة لله إلا بدليل من القرآن أو السنة، ولا يوجد أي دليل على إثبات صفة الأذن لله.

4. الشبهة منقوضة لأن الحديث نفسه يفسّر المعنى

ففي الرواية الأخرى: «ما أَذِنَ الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به»

والمعنى واضح:

يجهر به = يَسمعه الله استماعًا يليق بجلاله، وليس المعنى أن لله أُذُنًا!