يحاول بعض أتباع فرقة الشيعة نشر أحاديث ضعيفة أو باطلة لترويج عقائد باطلة حول علم الله وقدرته. ومن بين هذه الروايات ما ينسب إلى ابن عباس رضي الله عنه حول خلق الله اللوح المحفوظ ومسيرة علم الله قبل الخلق. هذه الرواية ضعيفة الإسناد وقد لا يُعتمد عليها في الاستدلال العقائدي، ويجب الحذر من تداولها كحقائق شرعية. في هذا المقال سنبين ضعف هذه الرواية ونتناول الشبهات المتعلقة بها، مع الرد العلمي عليها.
نص الرواية:
يُروى يحيى بن عبد الله بن بكير عن ابن لهيعة حدثني عطاء ابن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: «خلق الله عز وجل اللوح المحفوظ كمسيرة مائة عام، فقال للقلم قبل أن يخلق الخلق وهو على العرش: اكتب علمي في خلقي، فجرى إلى ما هو كائن إلى يوم القيامة»
◘ رواه أبو الشيخ في العظمة (2/589) لأبي محمد الأصبهاني.
◘ ذكره الذهبي في كتابه العلو للذهبي 1/110.
◘ وذكره الحافظ في الفتح 6/289.
درجة الرواية وسبب الضعف:
◘ الحديث ضعيف الإسناد بسبب عبد الله بن لهيعة، وإسناد الرواية كان ليصبح جيدًا لولا وجوده.
◘ الرواية من قبيل ما يُعرف عند العلماء بالموضوعات أو الأحاديث الضعيفة، فلا يُحتج بها في العقائد أو الأحكام.
الشبهة والرد عليها
الشبهة:
يزعم بعض أتباع الفرق الضالة أن هذه الرواية دليل على علم مسبق لله بكل شيء بشكل محدد زمنياً قبل الخلق.
الرد العلمي:
◘ الإسناد ضعيف ولا يمكن الاعتماد عليه لإثبات مسائل غيبية دقيقة.
◘ القرآن الكريم قد أشار إلى علم الله المطلق قبل الخلق في آيات مثل:
﴿وَعِنْدَهُ أَلْفُ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ﴾ [السجدة: 5] وهذا يكفي في إثبات علم الله السابق للخلق دون الاستناد إلى الروايات الضعيفة.
◘ العلماء يؤكدون أن الرواية ليست أصلية في كتب الحديث الصحيحة، ولا يُعتمد عليها في العقائد.
الخلاصة:
رواية ابن عباس عن خلق اللوح المحفوظ ومسيرة مائة عام ضعيفة جدًا بسبب ضعف الإسناد. العلماء أشاروا إلى عدم الاعتماد على هذه الرواية في المسائل العقائدية أو الاستدلالية، ويمكن الاعتماد على القرآن الكريم ونصوص الصحيح لتبيين علم الله قبل الخلق.
المصادر:
1) أبو الشيخ في العظمة (2/ 589) لأبي محمد الأصبهاني
2) الذهبي، العلو للذهبي 1/ 110
3) الحافظ، الفتح 6/ 289