الرد على شبهات الشيعة حول كلام الله عز وجل بالحرف والصوت: توضيح الأدلة من القرآن والسنة
يُلاحظ أن بعض فرق الضلال، ومنهم الشيعة الروافض، يحاولون التشكيك في صفات الله عز وجل، وخاصة في إثبات كلام الله بالحرف والصوت، مستندين إلى أحاديث موضوعة أو تأويلات باطلة. هذه الفرق لا تتبع المنهج الإسلامي الصحيح، ولا تنتمي إلى أهل السنة والجماعة، بل هي فرقة ضالة ابتُدعت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لتغييب الحقائق الدينية. ومن هذا المنطلق، يأتي هذا المقال لبيان حقيقة كلام الله عز وجل بالحرف والصوت، مع توضيح الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، والرد على شبهات من أنكر ذلك.
دلت الآيات والأحاديث على أن كلام الله عز وجل بحرف وصوت، كما قال سبحانه لموسى عليه السلام: ﴿فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى﴾
وقال الله تعالى: ﴿وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى﴾ وقال تعالى: ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً﴾ وقال جل جلاله: ﴿فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ والنداء عند العرب لا يكون إلا بصوت، ولم يرد عن الله تعالى ولا عن رسوله عليه السلام أنه من الله بغير صوت.
وقال تعالى ﴿وناديناه من جانب الطور الأيمن وقرَّبناه نجياً﴾ مريم/52، والنداء والمناجاة لا تكون إلا بصوت.
وعن عبد الله بن أنيس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُرَاةً حُفَاةً بُهْمًا فَيُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مِنْ بُعْدٍ كَمَا يَسْمَعُهُ مِنْ قُرْبٍ: أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الدَّيَّانُ) أخرجه أحمد، وصححه الألباني في " الصحيحة " (7/757)
وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {يَقُولُ اللَّهُ: يَا آدَمُ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، فَيُنَادَى بِصَوْتٍ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُخْرِجَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ بَعْثًا إِلَى النَّارِ...( أخرجه البخاري )4741(
قال الإمام أبو نصر السجزي رحمه الله:
" ينبغي أن ينظر في كتب من درج، وأخبار السلف: هل قال أحد منهم: إن الحروف المتسقة التي يتأتى سماعها وفهمها، ليست بكلام الله سبحانه على الحقيقة؟ وأن الكلام غيرها ومخالف لها، وأنه معنى لا يدرى ما هو، غير محتمل شرحاً وتفسيراً؟ فإن جاء ذلك عن أحد من الأوائل والسلف، وأهل النحل قبل مخالفينا الكلابية والأشعرية عذروا في موافقتهم إياه.
وإن لم يرد ذلك عمن سلف من القرون والأمم، ولا نطق به كتاب منزل، ولا فاه به نبي مرسل، ولا اقتضاه عقل عُلم جهل مخالفينا وإبداعهم، ولن يقدر أحد في علمي على إيراد ذلك عن الأوائل، ولا اتخاذه إياه دينا، في أثر ولا عقل ".
انتهى من " رسالة السجزي إلى أهل زبيد " )ص215(
وقال ابن قدامة رحمه الله:
" هاتوا أخبرونا من قال قبلكم: إن هذا القرآن عبارة وحكاية، وأن حقيقة القرآن معنى قائم في النفس.. أخبرونا هل وجدتم هذه الضلالة، وقبيح المقالة، عند أحد من المتقدمين سوى قائدكم " [ يعني أبا الحسن الأشعري ] "
. انتهى من " رسالة في القرآن وكلام الله " )52(
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" وليس في الأئمة والسلف من قال: إن الله لا يتكلم بصوت، بل قد ثبت عن غير واحد من السلف والأئمة: أن الله يتكلم بصوت، وجاء ذلك في آثار مشهورة عن السلف والأئمة، وكان السلف والأئمة يذكرون الآثار التي فيها ذكر تكلم الله بالصوت ولا ينكرها منهم أحد، حتى قال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: إن قوما يقولون: إن الله لا يتكلم بصوت؟ فقال: يا بني هؤلاء جهمية إنما يدورون على التعطيل. ثم ذكر بعض الآثار المروية في ذلك.
وكلام " البخاري " في " كتاب خلق الأفعال " صريح في أن الله يتكلم بصوت، وفرّق بين صوت الله وأصوات العباد، وذكر في ذلك عدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك ترجم في كتاب الصحيح باب في قوله تعالى: ﴿حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير﴾ وذكر ما دل على أن الله يتكلم بصوت "
انتهى من " مجموع الفتاوى " )ص 527/6(
وقال السجزي رحمه الله:
" فقول خصومنا: إن أحداً لم يقل إن القرآن كلام الله حرف وصوت ؛ كذب وزور، بل السلف كلهم كانوا قائلين بذلك، وإذا أوردنا فيه المسند، وقول الصحابة من غير مخالفة وقعت بينهم في ذلك: صار كالإجماع.
ولم أجد أحداً يعتد به، ولا يعرف ببدعة: من نفر من ذكر الصوت إلا البويطي، إن صح عنه ذلك. فإن عند أهل مصر رسالة يزعمون أنها عنه، وفيها: لا أقول إن كلاَم الله حرف وصوت، ولا أقول إنه ليس بحرف وصوت. وهذا إن صح عنه فليس فيه أكثر من إعلامنا أنه لم يتبين هذه المسألة، ولم يقف على الصواب فيها.
وأما غيره ممن نفى الحرف والصوت: فمبتدع ظاهر البدعة، أو مقروف بها مهجور على ما جرى منه. والله الموفق للصواب"
انتهى من "رسالته إلى أهل زبيد" )ص260(
ومن اراد الاستزادة فليراجع رسالة ابو نصر السجزي لأهل زبيد وقد خصصها أبو نصر رحمه الله، للرد على من أنكر الحرف والصوت ..
الرد على شبهات الشيعة حول الحرف والصوت:
◘ بعض الشيعة يحاولون إنكار أن كلام الله عز وجل بالحرف والصوت، ويستدلون على ذلك بآيات أو أحاديث موضوعة أو مفاهيم باطلة.
◘ القرآن نفسه يوضح أن الله يتكلم ويخاطب، كما في نداء موسى عليه السلام، والحديث النبوي يثبت أن الله ينادي عباده يوم القيامة بصوت يسمع من بعيد وقريب.
◘ إنكار الحرف والصوت ينافي إجماع السلف والأئمة، ويعتبر بدعة مخالفة للحق.