تنتشر بين بعض فرق الضلال، مثل الشيعة الرافضة، أحاديث موضوعة أو مغلوطة تُستخدم لتأويل النصوص القرآنية والسنية بما يخالف عقيدة أهل السنة والجماعة. ومن أبرز ما يثير الخلاف الحديث المعروف: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله"، الذي ورد في صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه. يهدف هذا المقال إلى توضيح معنى ظل الله في الحديث، والتمييز بين ما هو صحيح ومقبول وبين الروايات الضعيفة أو الموضعَة، مع بيان موقف العلماء من هذه الشبهة، لتثبيت عقيدة السلف الصالح.

الحديث الصحيح ورواته:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال النبي ﷺ: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله» أخرجه البخاري ومسلم.

اختلاف العلماء في معنى الظل:

بعض العلماء قالوا: الظل عائد على عرش الله، استنادًا إلى روايات أخرى صحيحة الإسناد، منها: «سبعة يظلهم الله في ظل عرشه» (رواه عبد الرزاق، مصنف 11/201). لكن هذه الرواية لا تخلو من ضعف في سندها.

أحاديث أخرى تتعلق بالظل:

عن سلمان رضي الله عنه: «من أنظر معسرا أو وضع له أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله» أخرجه الترمذي، رقم 1321، وصححه الألباني في صحيح الترمذي رقم 1052.

ملاحظة: ورود لفظ ظل الله وظل العرش في سياق واحد يُرجّح أن الظل المقصود هو ظل العرش.

موقف العلماء من تفسير الظل:

الراجح: الظل عائد على عرش الله سبحانه، والله أعلم.

الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: شدد على أن الظل يوم القيامة يُخلَق لعباد الله، ولا يُفهم منه أن الله تحت الظل المادي للشمس أو أي شيء مخلوق.

قواعد التعامل مع النصوص الغامضة:

قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾ [الإسراء:36]

أي أن الإنسان يجب أن يقف عند حدود معرفته، وعدم الخوض فيما لم يوضحه الله.

النصوص الغامضة تُفهم وفق اللغة والسياق والأحاديث الموثوقة، دون تعطيل أو تأويل يخالف السنة.

الرد على الشبهة الشيعية

مزاعم الشيعة: أنهم يفسرون الظل على أنه الظل المادي أو يخلطون بينه وبين الله تعالى.

الرد:

الظل المنسوب لله ليس ظلًا ماديًا، بل هو ظل يخلقه الله يوم القيامة لعباده، وقد ورد لفظ الظل في القرآن والسنة في سياق المعنى المجازي والمقاصدي.

لا يجوز الغوص في معنى الظل أو محاولة تجسيم الله، والراجح عند أهل العلم أنه ظل العرش أو خلق الله يوم القيامة.

المصادر

صحيح البخاري، حديث رقم: (يضاف رقم الحديث إذا رغبت).

صحيح مسلم، حديث رقم: (يضاف رقم الحديث).

عبد الرزاق، مصنف، 11/201.

الترمذي، حديث رقم 1321، وصححه الألباني في صحيح الترمذي حديث رقم 1052.

الشيخ محمد بن عثيمين، شرح صحيح البخاري ومسلم.