فضح التحريف وبيان الحقيقة حول أهل البيت ﷺ
في زمن كثرت فيه التحريفات وتزييف الحقائق الدينية، ظهرت فرق تدّعي الإسلام بينما تبث الأكاذيب لتخدم أهدافها السياسية والمذهبية. ومن أبرز هذه الفرق الشيعة، الذين يروّجون أحاديث ضعيفة أو ملفقة بهدف تشويه مكانة أهل البيت ﷺ وإظهار مفاهيم مخالفة للشرع. يهدف هذا المقال إلى كشف هذه الممارسات، وتوضيح الفرق بين الأحاديث الصحيحة المنقولة عن النبي ﷺ وبين الروايات المكذوبة التي يروّجونها، مع توضيح حقيقة الآية الكريمة ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾ الأحزاب 33، وتفسيرها وفق أدلة الكتاب والسنة.
سبب نزول الآية الكريمة ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾ الأحزاب 33
أجمع أكثر المفسرين على أن هذه الآية نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم، لتذكير ضمير "عنكم" وما بعده.
وقد قيل أيضًا إنها نزلت في نساء النبي ﷺ لقوله تعالى: ﴿وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ﴾ الأحزاب 34، ونسب هذا القول لابن عباس، ومن ثم كان مولاه عكرمة ينادي بها في السوق.
وقال آخرون إن المراد بالنص النبي ﷺ وحده، وآخرون قالوا إنها نزلت في نسائه لأنهم في بيت سكناه، ولأن أهل بيته من تحرم عليهم الصدقة.
ورجّح كثير من العلماء وأيده ابن كثير بأن سبب النزول يشمل أزواج النبي ﷺ وذريته، وهو داخل قطعا إما وحده أو مع غيره على الصحيح.
وقد وردت أحاديث في ذلك، منها ما يصلح متمسكا للقول الأول، ومنها ما يصلح متمسكا للقول الآخر، وهو الأكثر، لذا كان هو المعتمد كما تقرر في الصواعق المحرفة لابن حجر الهيتمي.
الرد على الشبهة:
قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾ هو نص واضح في دخول أزواج النبي ﷺ وأهل بيته هنا، لأنهن سبب نزول هذه الآية، وسَبب النزول داخِل فيه قولًا واحدًا إما وحده أو مع غيره على الصحيح أَوْ مَعَ غَيْرِهِ عَلَى الصَّحِيحِ.
وروى ابن أبي حاتم قال:
حدّثنا علي بن حرب الموصلي، حدثنا زيد بن الحبّاب، حدثنا حسين بن واقد، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى: "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت"، قال: "نزلت في نساء النبي ﷺ خاصة".
وقال عكرمة: "من شاء باهلته أنه نزل في شأن نساء النبي ﷺ، فإن كان المراد أنهن سبب النزول دون غيرهن فصحيح، وإن أريد أنهن المراد فقط دون غيرهن ففيه نظر"، ثم ساق حديث الكساء، موضحًا أن أهل البيت يشمل علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم، وليس ما يزعمونه الشيعة.
حديث الكساء وأثره في تحديد أهل البيت
أورد حديث الكساء ابن أبي حاتم وغيره، وهو يثبت أن أهل البيت المقصودين هم النبي ﷺ وعلي وفاطمة والحسن والحسين، وأن هذا العموم في أهل البيت يشمل الأزواج والذرية، ولم يثبت عن النبي ﷺ أي نص يخص التفريق بينهم كما يزعم الشيعة.
الخاتمة:
يتضح من دراسة الآية الكريمة والأحاديث الصحيحة أن الشيعة يروجون لأحاديث مكذوبة لتزييف الدين وتحريف الحقائق حول أهل البيت ﷺ. والأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة، ومن تفسير العلماء كابن كثير وابن حجر، تؤكد أن الآية تشمل أزواج النبي ﷺ وذريته من فاطمة، وأن ما يحرفونه الشيعة ليس إلا افتراءً لتحقيق أغراضهم الخاصة. لذلك فإن هذه الفرقة ضالة لأنها تحرف النصوص الدينية لتحقيق مصالحها، وينبغي على المسلم التمسك بالكتاب والسنة وعدم الالتفات إلى الروايات المكذوبة.
المصادر:
◘ تفسير ابن كثير، الجزء 6، ص 364
◘ الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي
◘ حديث الكساء، رواه ابن أبي حاتم