تُعد الأحاديث المكذوبة التي يروج لها بعض الشيعة حول فضائل أهل البيت وسيلة لإضلال الناس وتحريف الحقائق التاريخية والدينية. فهؤلاء الشيعة، الذين يُعتبرون فرقة ضالة خارجة عن الإسلام الصحيح، يضعون أحاديث غير صحيحة لتحقيق أهداف سياسية ودينية مزيفة. هذا المقال يتناول بالتفصيل كيفية كشف هذه الأحاديث الكاذبة، وتحليل رواتها المشكوك في صدقهم، مع إبراز موقف العلماء الموثوقين من هذه الروايات. الهدف هو توعية القارئ وتمكينه من التمييز بين الصحيح والباطل، والحفاظ على الإسلام الأصيل بعيداً عن الافتراءات الشيعية.

سنن الترمذي ج5 ص701 :

3874 حدثنا حسين بن يزيد الكوفي حدثنا عبد السلام بن حرب عن أبي الجحاف عن جميع بن عمير التيمي قال: دخلت مع عمتي على عائشة فسئلت أي الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فاطمة فقيل من الرجال قالت زوجها إن كان ما علمت صواما قواما. هذا حديث حسن غريب. قال: وأبو الجحاف اسمه داود بن أبي عوف، ويروى عن سفيان الثوري حدثنا أبو الجحاف وكان مرضيا.

السنن الكبرى للنسائي ج: 5 ص: 139

السنن الكبرى للنسائي ج: 5 ص: 140

مسند أبي يعلى ج: 8 ص: 270

معجم أبي يعلى ج: 1 ص: 128

تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج: 11 ص: 429

تاريخ جرجان للسهمي ج: 1 ص: 213

الاستيعاب لابن عبد البر ج: 4 ص: 1897

المعجم الكبير للطبراني ج: 22 ص: 403

المعجم الكبير للطبراني ج: 22 ص: 404

المستدرك على الصحيحين للحاكم ج: 3 ص: 167

المستدرك على الصحيحين للحاكم ج: 3 ص: 171

الروايات كلها ضعيفة جدّاً.

وآفة هذه الروايات هو:

جميـــع بن عمير التيمي:

190 - جَمِيع بْن عُمَيْر التَّيْمِي من تيم اللَّه بْن ثَعْلَبَة من أهل الْكُوفَة يروي عَن بن عُمَر وَعَائِشَة روى عَنْهُ الْعَلَاء بْن صَالِح وَصدقَة بْن الْمثنى كَانَ رَافِضِيًّا يضع الْحَدِيث حَدَّثَنَا مَكْحُول ببيروت سَمِعت جَعْفَر بن أبان الْحَافِظ يَقُول سَمِعت بن نُمَيْرٍ يَقُولُ جَمِيعُ بْنُ عُمَيْرٍ مِنْ أَكْذَبِ النَّاسِ وَكَانَ يَقُولُ الْكَرَاكِيُّ تُفْرِخُ فِي السَّمَاءِ وَلا تقع فراخها.

المجروحين لابن حبان ج 1 ص 218

وقال البخاري في التاريخ الكبير 3/242: فيه نظر.

قال ابن عدي هو كما قال البخاري: في أحاديثه نظر وعامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد.

وقال الذهبي في الميزان (2/34):

 (قال البخاري فيه نظر ولا يقول هذا إلا فيمن يتهمه غالبا) انتهى وقال الذهبي كذلك في الميزان (2/416) و(3/51).

وقال ابن كثير في اختصار علوم الحديث ص 105 (أن البخاري إذا قال في الرجل سكتوا عنه أو فيه نظر فإنه يكون في أدنى المنازل وأردءها عنده).

قال العراقي في شرح الألفية (2/11) (فلان فيه نظر وفلان سكتوا عنه يقولهما البخاري فيمن تركوا حديثه).

وقال الذهبي في الموقظة ص 83 "وكذا عادته (يعني البخاري) إذا قال/فيه نظر بمعنى أنه متهم أو ليس بثقة فهو عنده أسوأ حالا من الضعيف".

قال السيوطي في تدريب الراوي (1/349) (تنبيهات الأولى البخاري يطلق فيه نظر وسكتوا عنه فيمن تركوا حديثه ويطلق منكر الحديث على من لا تحل الرواية).

وذكر الذهبي في مقدمة الميزان(1/4) (مراتب الجرح عنده وعدها خمسا وذكر فيه نظر من الثالثة حيث قال رحمه الله(واردى عبارات الجرح دجال كذاب أو وضاع يضع الحديث ثم متهم بالكذب ومتفق على تركه ثم متروك ليس بثقة وسكتوا عنه وذاهب الحديث(وفيه نظر)) وهالك وساقط ثم واه بمرة وليس بشئ وضعيف جدا وضعفوه ضعيف وواه ومنكر الحديث ونحو ذلك ثم يضعف وفيه ضعف وقد ضعف ليس بالقوي ليس بحجة ليس بذاك يعرف وينكر فيه مقال تكلم فيه لين سيء الحفظ لا يحتج به اختلف فيه صدوق لكنه مبتدع ونحو ذلك من العبارات التي تدل بوضعها على اطراح الراوي بالاصالة أو على ضعفه أو على التوقف فيه أو على جواز إن يحتج به مع لين ما فيه ).

قال العراقي في شرح الألفية (2/11) (فلان فيه نظر وفلان سكتوا عنه يقولهما البخاري فيمن تركوا حديثه).

وقال الذهبي في الموقظة ص 83  "وكذا عادته (يعني البخاري) إذا قال/فيه نظر بمعنى أنه متهم أو ليس بثقة فهو عنده أسوأ حالا من الضعيف".

قال الشيخ المعلمي في التنكيل(1/278) (وكلمة فيه نظر معدودة من أشد الجرح في اصطلاح البخاري).

وقال اللكنوي في الرفع والتكميل في الجرح والتعديل ص 388 قول البخاري في حق أحد من الرواة (فيه نظر) يدل على أنه متهم عنده ولا كذلك عند غيره.

وقال التهانوي في قواعد في علوم الحديث ص 254 (البخاري يطلق فيه نظر وسكتوا عنه فيمن تركوا حديثه).

نقل سبط ابن العجمي في الكشف الحثيث 87:

قال ابن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال:

ليس بالقوي أخشى إن يكون كذب في حديث عبد الله بن بُسر أنه رأى في شارب النبي صلى الله عليه وسلم بياضاً بحيال شفتيه.

قال الألباني في السلسلة الضعيفة 3/254:

(وقد روى الحديث عن عائشة رضي الله عنها وهو بـــــاطل عنها أيضاً  يرويه جميع بن عمير التيمي (الحديث)

أخرجه الترمذي والحاكم من طريقين عن جميع به...وردّه الذهبي فأحسن "قلت (أي الألباني) جميع متهم ولم تقل عائشة هذا أصلاً"

بيان الشبهة الرافضيّة:

أن بريدة قال إن أحب الناس فاطمة وزوجها

السنن الكبرى للنسائي ج: 5 ص: 140

 8498 أخبرني زكريا بن يحيى قال حدثنا إبراهيم بن سعيد قال حدثنا شاذان عن جعفر الأحمر عن عبد الله بن عطاء عن ابن بريدة قال: جاء رجل إلى أبي فسأله أي الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء فقال: كان أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء فاطمة، ومن الرجال علي. قال أبو عبد الرحمن: عبد الله بن عطاء ليس بالقوي في الحديث.

المستدرك على الصحيحين للحاكم ج: 3 ص: 168

سنن الترمذي ج: 5 ص: 698

المعجم الأوسط للطبراني ج: 7 ص: 199

الاستيعاب لابن عبد البر ج: 4 ص: 1897

سير أعلام النبلاء للذهبي ج: 2 ص: 131

هذه الروايات فيها:

(عبد الله بن عطاء الطائفي) تكلم فيه بعض أئمة الحديث

قال النسائي: ضعيف

وقال أيضاً: ليس بالقوي الضعفاء والمتروكين ترجمة 324  وهو مدلّس

قال ابن حجر في طبقات المدلسين 22:

قضيته في التدليس مشهورة رواها شعبة عن أبي إسحاق.

وقال في تقريب التهذيب 1/314: صدوق يخطئ ويُدلّس.

34 ـ ز م عه: عبد الله بن عطاء الطائفي المكي، قال شعبة سألت أبا إسحاق عن عبد الله بن عطاء الذي روى عن عقبة بن عطاء فسألته أسمعه عن عقبة؟ قال: لا حدثنيه سعد بن إبراهيم فلقيت سعد فقال حدثنيه زياد بن مخراق فلقيت زياد فقال: حدثني رجل عن شهر بن حوشب فقلت: فهذا يدل على إن عبد الله بن عطاء كان مدلسا.

المدلسين ج 1 ص 63

4452 - عبد الله بن عطاء الكوفي.

روى عنه عمر بن زياد.

قال الأزدي: متروك.

[وقال النسائي: ضعيف الحديث]

ميزان الاعتدال ج 2 ص 461

وجاء في خصائص امير المؤمنين علي بن ابي طالب للنسائي تحقيق احمد ميرين البلوشي صفحة 129:

(304): اسناده ضعيف.

جعفر بن زياد الكوفي وثقه ابن معين والفسوي وقال احمد: صالح الحديث، وقال النسائي: لا بأس به. وقال ابي داوود: شيعي صدوق، وقال ابن حجر: صدوق يتشيع. المعرفه والتاريخ 3/133، الجرح والتعديل 2/480، التهذيب 2/92، التقريب ص 55.

وعبدالله بن عطاء الطائي قال ابن معين والترمذي: ثقه.

 وقال النسائي:

ضعيف، وعنه: ليس بالقوي. وقال ابن حجر: صدوق يخطئ ويدلس اخرج له مسلم. التهذيب 5/322، التقريب ص 182.

وشاذان هو اسود بن عامر.

وفي اسناده علتان – تشيع جعفر بن زياد، وعنعنة عبدالله بن عطاء الطائفي وهو مدلس.....

وقال الترمذي:

وهذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ويعني به الضعف، وصححه الحاكم على شرط الشيخين وأقره الذهبي، وتقدم بيان وجه ضعفه واضافة الى ما تقدم فهو معارض لما هو اقوى منه وهو حديث عمرو بن العاص الذين تقدم عند الحديث (110).

وجاء في خصائص امير المؤمنين علي بن ابي طالب للنسائي تحقيق تحقيق ابي اسحاق الحويني الاثري 108: (110) اسناده صحيح.

...... وعبدالله بن عطاء هو الطائفي، وهو ثقه من رجال مسلم وهو يروي عن سلمان وعبدالله بن بريدة.

والحديث اخرجة الترمذي 10/370 حدثنا ابراهيم بن سعيد الجوهري بإسناد المصنف سواء.. وقال: هذا حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وزاد في أخره: قال ابراهيم: يعني من أهل بيته.

قلت: يعني إن هذا الحديث ليس على اطلاقه بل هو مخصوص بأهل بيته أو بعبارة أوضح: أحب النساء اليه من أهل بيته فاطمة وأحب الرجال اليه من أهل بيته علي.. وذلك لحديث عمرو بن العاص مرفوعاً: أحب الناس إلى عائشة ومن الرجال أبوها. أخرجه الشيخان والترمذي وغيرهم.

النَّوْعُ الثَّالِثَ عَشَرَ: مَعْرِفَةُ الشَّاذِّ:

رُوِّينَا عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " لَيْسَ الشَّاذُّ مِنَ الْحَدِيثِ إن يَرْوِيَ الثِّقَةُ مَا لَا يَرْوِي غَيْرُهُ، إِنَّمَا الشَّاذُّ إن يَرْوِيَ الثِّقَةُ حَدِيثًا يُخَالِفُ مَا رَوَى النَّاسُ ".

.... إِذَا انْفَرَدَ الرَّاوِي بِشَيْءٍ نُظِرَ فِيهِ: فَإِنْ كَانَ مَا انْفَرَدَ بِهِ مُخَالِفًا لِمَا رَوَاهُ مَنْ هُوَ أَوْلَى مِنْهُ بِالْحِفْظِ لِذَلِكَ، وَأَضْبَطُ كَانَ مَا انْفَرَدَ بِهِ شَاذًّا مَرْدُودًا، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ فِيهِ مُخَالَفَةٌ لِمَا رَوَاهُ غَيْرُهُ، وَإِنَّمَا هُوَ أَمْرٌ رَوَاهُ هُوَ وَلَمْ يَرْوِهِ غَيْرُهُ، فَيُنْظَرُ فِي هَذَا الرَّاوِي الْمُنْفَرِدِ: فَإِنْ كَانَ عَدْلًا حَافِظًا مَوْثُوقًا بِإِتْقَانِهِ وَضَبْطِهِ قُبِلَ مَا انْفَرَدَ بِهِ، وَلَمْ يَقْدَحِ الِانْفِرَادُ فِيهِ، كَمَا فِيمَا سَبَقَ مِنَ الْأَمْثِلَةِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِمَّنْ يُوثَقُ بِحِفْظِهِ وَإِتْقَانِهِ لِذَلِكَ الَّذِي انْفَرَدَ بِهِ كَانَ انْفِرَادُهُ بِهِ خَارِمًا لَهُ، مُزَحْزِحًا لَهُ عَنْ حَيِّزِ الصَّحِيحِ.

.... فَخَرَجَ مِنْ ذَلِكَ إن الشَّاذَّ الْمَرْدُودَ قِسْمَانِ: أَحَدُهُمَا: الْحَدِيثُ الْفَرْدُ الْمُخَالِفُ، وَالثَّانِي: الْفَرْدُ الَّذِي لَيْسَ فِي رَاوِيهِ مِنَ الثِّقَةِ وَالضَّبْطِ مَا يَقَعُ جَابِرًا لِمَا يُوجِبُهُ التَّفَرُّدُ وَالشُّذُوذُ مِنَ النَّكَارَةِ وَالضَّعْفِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

معرفة انواع علوم الحديث لابن الصلاح ص 79

وقال جَعْفَرٌ الأَحْمَرُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: كَانَ أحب النِّسَاءِ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاطمة، ومن الرجال علي، أخرجه الترمذي 2 وقال: حسن غريب.

منكر: أخرجه الترمذي "3868" من طريق الأسود بن عامر، عن جعفر الأحمر، به.

وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب.

قلت: متنه منكر، ويخالف ما رواه البخاري "3668"، والترمذي "3656" عن عائشة في حديث طويل "أنت سيدنا وخيرنا، وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم". قالها عمر في سقيفة بني ساعدة لأبي بكر أمام جموع من الصحابة وأقروه ووافقوه ثم ماذا؟ "فأخذ عمر بيده فبايعه وبايعه الناس".

وورد عند البخاري "3662"، "4358"، ومسلم "2384" من حديث عمرو بن العاص أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: أي الناس أحب إليك؟ قال: "عائشة".

 فقلت: من الرجال قال: "أبوها". قلت: ثم من: قال: "ثم عمر بن الخطاب". فعد رجالا فالأحاديث في فضائل أبي بكر وعمر تتضافر على أنهما أحب الصحابة، وأقربهم إلى قلبه صلى الله عليه وسلم.

سير اعلام النبلاء ج 2 ص 504