الأحاديث المكذوبة عند الإمامية
لقد عانت الأمة الإسلامية منذ قرون من ظاهرة وضع الأحاديث المكذوبة، غير أن أخطر صورها تمثلت في التراث الإمامي الاثني عشري، حيث صُنعت روايات باطلة لتخدم مصالح الشيعة الفكرية والسياسية، وتشوه صورة المخالفين لهم. هذه الروايات لم تُنتج عشوائيًا، بل تم تنظيمها بشكل يزعم فيه الأئمة عليهم السلام استثناء شيعتهم من خطأ البشر، ويصف غيرهم بأقوال قاسية تصل إلى وصفهم بـ"أولاد الزنا" أو حرمانهم من قبول بعض العبادات، مثل زيارة الإمام الحسين عليه السلام ، أو رمي الجمار في الحج، وفق ما جاء في الكافي، ومن لا يحضره الفقيه، وتفسير العياشي، وغيرها من المصادر الشيعية.
إن هذه الروايات المكذوبة تبيّن غلو الشيعة في التفريق بين أنفسهم وبين بقية المسلمين، وتكشف حماقة ادعاءاتهم وطرْحهم نصوصًا باطلة لتقويض الآخرين، وهو دليل على الانحراف العقائدي الذي يميز هذه الفرقة الضالّة عن منهج الإسلام الصحيح.
في هذا المقال نعرض هذه الروايات ونحلّلها، مع بيان أثرها في تشويه صورة المسلمين الآخرين، والتوضيح بأن هذه النصوص لا تمثل الإسلام بل تمثل منهج فرقة ضالة حاولت استغلال الدين لتثبيت سيطرتها الفكرية والسياسية.
لقد جاءت روايات قبل مئات السنين من ولادة محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تطعن باعراض المخالفين للامامية.
ومنها ما جاء في الكافي:
" 16 - عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ ضُرَيْسٍ الْكُنَاسِيِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) مِنْ أَيْنَ دَخَلَ عَلَى النَّاسِ الزِّنَا قُلْتُ لَا أَدْرِي جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ مِنْ قِبَلِ خُمُسِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ إِلَّا شِيعَتَنَا الْأَطْيَبِينَ فَإِنَّهُ مُحَلَّلٌ لَهُمْ لِمِيلَادِهِمْ "
الكافي – الكليني – ج 1 ص 546، وقال المجلسي عن الرواية في مرآة العقول – حسن – ج 6 ص 278
وفي الكافي:
"عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ قُلْتُ لَهُ أن بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَفْتَرُونَ وَيَقْذِفُونَ مَنْ خَالَفَهُمْ فَقَالَ لِي الْكَفُّ عَنْهُمْ أَجْمَلُ ثُمَّ قَالَ وَاللَّهِ يَا أَبَا حَمْزَةَ أن النَّاسَ كُلَّهُمْ أَوْلَادُ بَغَايَا مَا خَلَا شِيعَتَنَا...."
الكافي – الكليني – ج 8 ص 285
وفي تفسير العياشي:
" 72 - عن إبراهيم بن أبي يحيى عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: ما من مولود يولد الا إبليس من الأبالسة بحضرته، فان علم الله انه من شيعتنا حجبه عن ذلك الشيطان، وان لم يكن من شيعتنا أثبت الشيطان إصبعه السبابة في دبره فكان مأبونا [وذلك أن الذكر يخرج للوجه] فان كانت امرأة أثبت في فرجها فكانت فاجرة، فعند ذلك يبكى الصبي بكاءا شديدا إذا هو خرج من بطن أمه، والله بعد ذلك يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب"
تفسير العياشي - محمد بن مسعود العياشي - ج 2 ص 218
وفي كامل الزيارات:
"[538] 3 - وعنهم، عن سعد، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن علي بن أسباط، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: أن الله تبارك وتعالى يبدأ بالنظر إلى زوار قبر الحسين (عليه السلام) عشية عرفة، قال: قلت: قبل نظره لأهل الموقف، قال: نعم، قلت: وكيف ذلك، قال: لان في أولئك أولاد زنا وليس في هؤلاء أولاد زنا"
كامل الزيارات - جعفر بن محمد بن قولويه - ص 317، ومعاني الأخبار - الصدوق - ص 391 – 392، ومن لا يحضره الفقيه - الصدوق - ج 2 - ص 580
قال محمد تقي المجلسي:
«و قال الصادق عليه السلام »
(3) رواه المصنف في الصحيح والشيخ في القوي، عن عن علي بن أسباط، عن بعض أصحابنا عنه عليه السلام أي لا يوفق أولاد الزنا لزيارته عليه السلام فلهذا يبدأهم الله بنظر الرحمة والمغفرة"
روضة المتقين – محمد تقي المجلسي - ج5 ص 381
يوفق اولاد الزنا لزيارة بيت الله الحرام، ولا يوفقون لزيارة الحسين رضي الله عنه؟ ومن المعلوم أن الحجاج يذهبون لمسجد النبي صلى الله عليه واله وسلم في المدينة المنورة، ويزورون رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ويسلمون عليه، فهل يوفق اولاد الزنى لزيارة رسول الله ولا يوفقون لزيارة الامام الحسين؟ هل زيارة الامام الحسين أعظم من زيارة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم؟!!!، هل رايتم ايها القراء الكرام حماقة الرافضة، وغلوهم، وطعنهم بالمسلمين؟!.
وقال يوسف البحراني:
أقول: ومن ما يدل على ما ذكروه هنا من استثناه المناكح ظواهر جملة من الأخبار المتقدمة في القسم الثالث المعلل فيها التحليل بطيب الولادة ودخول الزنى على العامة وأن أولادهم أولاد زنى لعدم تحليلهم، وخصوص رواية أبي خديجة سالم بن مكرم"
الحدائق الناضرة - البحراني - ج 12 ص 445
وجاء في هامش كتاب الحدائق للبحراني:
"أقول: من أوضح الواضحات في جواز غيبة المخالفين طعن الأئمة - عليهم السلام - بأنهم أولاد زنا، فمن ذلك ما رواه الكافي ج 8 ص 285 عن أبي حمزة عن أبي جعفر - عليه السلام - قال: قلت له: أن بعض أصحابنا يفترون ويقذفون من خالفهم، فقال: الكف عنهم أجمل. ثم قال: والله يا أبا حمزة، أن الناس كلهم أولاد بغايا ما خلا شيعتنا"
الحدائق الناضرة - البحراني - ج 18 - هامش ص 155
وجاء في كتاب من لا يحضره الفقيه للصدوق:
"3171 وقال الصادق عليه السلام : " أن الله تبارك وتعالى يبدأ بالنظر إلى زوار قبر الحسين بن علي عليهما السلام عشية عرفة، قيل له: قبل نظره إلى أهل الموقف؟ قال: نعم، قيل له وكيف ذاك؟ قال: لان في أولئك أولاد زنا وليس في هؤلاء أولاد زنا "
من لا يحضره الفقيه - الصدوق - ج 2 ص 580
قال علي أكبر غفاري في الهامش:
"(3) رواه المصنف في الصحيح في ثواب الأعمال ص 115 عن علي بن أسباط يرفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام "
من لا يحضره الفقيه - الصدوق - ج 2 - هامش ص 580
هل وردت هذه الروايات الطاعنة بجميع المسلمين، ام انها في الوهابية؟!، وهل كان في عصر الائمة شيء اسمه الوهابية؟!.
والمخالف للإمامية إذا رمى الجمار في الحج قال له الشيطان بإستك، فقد جاء في كتاب من لا يحضره الفقيه للصدوق:" 2197 - وقال الصادق عليه السلام : " من رمى الجمار يحط عنه بكل حصاة كبيرة موبقة، وإذا رماها المؤمن التقفها الملك، وإذا رماها الكافر قال الشيطان: بإستك ما رميت"
من لا يحضره الفقيه - الصدوق - ج 2 ص 214
قال محمد تقي المجلسي في روضة المتقين:
"«وقال الصادق عليه السلام إلخ» رواه الكليني في الحسن كالصحيح، عن حريز عنه عليه السلام «وإذا رماها المؤمن التقفها» أي أخذها «الملك» تيمنا «و إذا رماها الكافر» أي غير المؤمن فإنهم كفار مخلدون في النار وإن قلنا بطهارتهم «قال الشيطان باستك» أي بدبرك «ما رميت» "
روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه – محمد تقي المجلسي - ج 4 ص 69
وليعلم القاريء الكريم أن المؤمن عند الإمامية هو الإمامي الاثنى عشري فقط لا غيره، قال البحراني: " والذي دلت عليه الأخبار كما تقدمت الإشارة إليه أن الإيمان لا يصدق على غير الإمامية، وإلا لزم دخول غيرهم الجنة، ولا قائل به "
الحدائق الناضرة - يوسف البحراني - ج 22 ص 204
وقال الخوئي:
حرمة الغيبة مشروطة بالإيمان: قوله: ثم أن ظاهر الأخبار اختصاص حرمة الغيبة بالمؤمن.
أقول: المراد من المؤمن هنا من آمن بالله وبرسوله وبالمعاد وبالأئمة الاثني عشر عليهم السلام، أولهم علي بن أبي طالب (عليه السلام) وآخرهم القائم الحجة المنتظر عجل الله فرجه وجعلنا من أعوانه وأنصاره، ومن أنكر واحدا منهم جازت غيبته "
مصباح الفقاهة - الخوئي - ج 1 ص 503 – 504
وقال علي أصغر:
" والمؤمنون، والإمامية واحد وهم القائلون بإمامة الاثني عشر وعصمتهم عليه السلام والمعتقدون لها "
الينابيع الفقهية - علي أصغر مرواريد - ج 34ق1 - ص 56
وجاء في كتاب صراط النجاة:
" سؤال 1375: لقب المؤمن خاص لشيعة أهل البيت عليهم السلام هل يقال للشيعي مؤمن حتى لو ترك الواجبات، كالصلاة مثلا؟
الخوئي: نعم يقال له مؤمن "
صراط النجاة - جواد التبريزي - ج 2 ص 438
لقد جاء في الرواية أن الشيطان يقول لغير المؤمن بإستك، وقد بينا أن معنى المؤمن عند الإمامية هو الإمامي فقط، فهل قول الشيطان بإستك يشمل اهل السنة ام أن اهل السنة من المؤمنين؟!.