الإمامية والنصوص الدينية: كيف يبطلون حجية القرآن والسنة لتثبيت عقائدهم الضالة
يعتمد بعض أتباع الشيعة الاثني عشرية على مبدأ النظر العقلي في إثبات الأصول الدينية، مما يؤدي إلى إبطال أي حجية للنصوص القرآنية أو النبوية أو روايات الأئمة التي يحتجون بها. يقومون بجمع الآيات والأحاديث لتقنع العوام، لكنهم في الحقيقة لا يعتبرون هذه النصوص حجة أمام العلماء أو الراسخين في العلم. هذا المقال يكشف مناورات الإمامية في الاحتجاج بالنصوص الدينية، ويبرز كيف أنهم فرقة ضالة لا تعتمد على الكتاب والسنة في تأسيس عقائدهم.
حقيقة غائبة لا بد من استحضارها:
القواعد الأصولية الإمامية تبطل حجية جميع النصوص الدينية التي يحتجون بها
إن الأخذ بالنظرية الإمامية في إثبات الأصول بالنظر العقلي، وعدم اعتماد النص الديني يستلزم بطلان حجية أي نص ديني -سواء كان قرآنياً أو نبوياً أو روائياً- واحتجاجهم به على أي أصل من أصول مذهبهم.
إذن احتجاجهم بالنصوص الدينية من أجل إثبات أصولهم التي انفردوا بها لا معنى له طبقاً لما تنص عليه قواعدهم الأصولية، أو نظريتهم في الأصول. فما يفعلونه من حشد الآيات والروايات للتدليل على صحة دينهم أو مذهبهم الديني لا مسوغ له سوى المناورة محاولةً منهم للظهور أمام العوام وغير المطلعين أنهم يستندون في أصولهم إلى أساس شرعي هو الكتاب والسنة: إذ لا زال عوام الناس يدركون بفطرتهم الدينية أن الكتاب والسنة هما الأساس الشرعي المعتمد في معرفة أمور الدين، سواء كانت أصولية أم فروعية. فعقولهم لا تحتمل رد آيات الله وسنة رسوله -وروايات الأئمة بالنسبة لعوام الإمامية- والتصريح الواضح -وعلى طول الخط- بأنها لا حجة فيها، وإنما الحجة الحقيقية والمعتمدة في العقل وحده.
وفعلهم هذا نوع من (التقية) التي يطبقونها حتى مع عوامهم خشية منهم!
والذي اضطرهم إلى هذه النظرية المحرجة هو وجود العلماء من غيرهم. لأن الإمامية يعلمون -قبل غيرهم- أن الاحتجاج على العلماء بالنصوص الدينية لا يثبت أمامهم: لأنها إما آيات وروايات صحيحة، لكنها غير صريحة، وهذه لا تقوم بها حجة في الأصول. وإما روايات صريحة فالعلماء يعرفون ضعفها، والضعيف لا تقوم به حجة في هذا الميدان. فضلاً عن أن الروايات من الأساس ليست بحجة في تأسيس الأصول دون صريح الآيات.
إذن بضاعتهم هذه لا تنفق في سوق العلماء!
ما بقي إلا النظر العقلي الذي ينبغي أن يطلقوه من أسر النصوص الدينية. فبذلك وحده يتسنى لهم المناورة وإبراز عضلات الجدل الذي يتقنون أساليبه.
وقد فعلوا. وكان فعلهم هذا إيذاناً بميلاد نظريتهم هذه في الأصول!!
أما العوام فمن أجل أن يقنعوهم بما يتناسب وعقولهم -التي يمكن ببساطة خداعها ومغالطتها بأي حجة- لجأوا إلى التلويح لهم بالنصوص الدينية، جرياً على عادتهم في (التقية)!!
وهكذا ترى اضطراب الإمامية، وتذبذبهم بين هذا القول وذاك.
ونحن في ضوء هذا التوضيح أو البيان سنناقش النصوص الدينية التي يحتج بها الإمامية. أي سنناقش هذه النصوص مع معرفتنا بأنها غير معتبرة في مجال الاحتجاج عند الإمامية أنفسهم قبل غيرهم!!