تنتشر في كتب الشيعة الإمامية الاثني عشرية روايات كثيرة موضوعة ومخالفة للقرآن الكريم، صيغت لخدمة عقائدهم المنحرفة، وعلى رأسها عقيدة الإمامة التي لا أصل لها في كتاب الله ولا في سنة نبيه ﷺ. ولأنّ الشيعة – كفرقة ضالة – لا يجدون في القرآن دليلاً صريحًا على أئمتهم، فقد عمدوا إلى اختراع أحاديث باطلة وإقحام معانٍ لا وجود لها، بل وصل الأمر إلى الطعن في القرآن بزعم إسقاط آيات، أو أنها نزلت بصورة مخالفة للمصحف المتواتر. وفي هذا المقال سنعرض مثالًا واضحًا من تفسير العياشي يكشف تناقضهم، وتلاعبهم بالنصوص، وإنكارهم لوجود آيات ثابتة بالوحي، مثل آية التصدّق.

نصّ الرواية كما ورد:

جاء في تفسير العياشي (الجزء الأول، ص 292–293):

«عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال:

آخرُ فريضةٍ أنزلها الله الولاية.

﴿ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلْإِسْلَٰمَ دِينًا﴾

فلم ينزل من الفرائض شيءٌ بعدها حتى قُبِض رسول الله ﷺ.».

الشبهة المطروحة

الشبهة عند الشيعة الإمامية:

الرواية تزعم أن آخر فريضة نزلت هي "الولاية" فقط، وأنه لم ينزل بعد آية (ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ) أي حكم أو فريضة، حتى وفاة النبي ﷺ.

وهذا يلزم منه تلقائيًا:

 نفي وجود آية التصدّق:

﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَٱلَّذِينَ آمَنُوا ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ

لأن الشيعة يدّعون أنها نزلت بعد حادثة التصدق بالخاتم داخل الركوع، وهذا عندهم بعد يوم الغدير.

فالرواية الشيعية تنسف الرواية الشيعية الأخرى.

الردّ العلمي على الشبهة

 أولاً: الرواية باطلة سندًا ومتنًا

تفسير العياشي كتاب بلا أسانيد متصلة، وأكثر رواياته مرسلة، ولا يعتمد عليه حتى كبار علماء الشيعة.

فالرواية لا قيمة علمية فيها.

ثانيًا: القرآن نفسه يثبت نزول آيات بعد آية (ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ)

نزلت بعد هذه الآية:

آيات الربا في سورة البقرة

آيات الكلالة في سورة النساء

آيات براءة

آية الدين – وهي أطول آية في القرآن

وكلها مدنية متأخرة بنصّ جمهور المفسرين.

فكيف يقال "لم ينزل شيء بعدها"؟!

ثالثًا: آية التصدّق نفسها تبطل الرواية الشيعية

الشيعة يدّعون أن "ولاية علي" نزلت في آية التصدّق، وأنها آخر ما نزل عن الإمامة.

لكن هذه الرواية من العياشي تقول لا يوجد شيء نزل بعدها.

إذن:

إمّا أن رواية العياشي باطلة

أو أن آية التصدّق غير موجودة (تحريف)

وكلاهما نسف تام لمنهجهم.

رابعًا: الرواية تُسقط القرآن لا تؤيد الولاية

لأنها تقول حرفيًا إنه لم ينزل بعدها "شيء من الفرائض"، مع أن القرآن مليء بالأحكام التي نزلت بعد سورة المائدة.

فهذا طعن صريح في القرآن المتواتر.

خامسًا: ادعاء أن “آخر فريضة هي الولاية” مخالف للقرآن كله

القرآن لم يذكر لفظ "الولاية" بمعنى الإمامة إطلاقًا.

ولو كانت الإمامة ركنًا من أركان الدين كما يزعمون، لما أغفلها القرآن.

قال الله تعالى: ﴿مَّا فَرَّطْنَا فِي ٱلْكِتَٰبِ مِن شَيْءٍ﴾ ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾

فأين ذكر الأئمة الاثني عشر؟ لا وجود له.

 سادسًا: تناقض شيعي داخل نفس الكتاب

رواياتهم تقول آخر فريضة هي الولاية.

روايات أخرى تقول آية التصدّق نزلت بعدها.

وروايات ثالثة تقول آية البلاغ نزلت بعدها.

وأخرى تقول إن القرآن مُحرّف.

وهذا يدل على أن المذهب الإمامي نسخة مصنوعة متضاربة داخليًا، وليست دينًا سماويًا.

 الخلاصة

رواية العياشي تزعم أن لا آيات نزلت بعد آية (اليوم أكملت)، وهذا يلغي وجود آيات ثابتة في القرآن، ومنها آية التصدّق، ويكشف فساد المذهب الإمامي واعتماده على روايات متناقضة تخدم فكرة الإمامة المصطنعة.

كما أن الشبهة كلها قائمة على رواية باطلة لا تصمد إمام القرآن ولا إمام التاريخ ولا إمام العقل.

المصادر

1-  تفسير العياشي، الجزء الأول، ص 292–293.

2- القرآن الكريم.

3-  كتب أسباب النزول والمفسرين في ترتيب النزول: الطبري، ابن كثير، القرطبي.

4- دراسات علوم القرآن – آخر ما نزل من القرآن.