يزعم الشيعة الإمامية الاثنا عشرية أنهم أتباع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، إلا أن المتأمل في عقائدهم يجد مخالفتهم له في أصول كثيرة، بل في أمهات العقائد التي ألزموا أنفسهم بها. ومن ذلك:

1-  دعوى نزول الوحي على الأئمة

علي بن أبي طالب رضي الله عنه كغيره من الصحابة، كان يعتقد أن النبي محمدًا ﷺ خاتم النبيين، وأن الوحي قد انقطع بموته. أما الإمامية، فيدّعون أن الأئمة تأتيهم الملائكة، وينزل عليهم الوحي! يقول المجلسي في "بحار الأنوار" (26/351):

"باب أن الملائكة تأتيهم وتطأ فرشهم وأنهم يرونهم".
وقد نسب إلى جعفر الصادق قوله: "ما من يوم إلا وأخبار أهل الأرض عندنا"!
وحاشا آل البيت أن يقولوا بمثل هذا الغلو، أو يدّعوا لأنفسهم النبوة أو خصائصها.

2- أسطورة المهدي الغائب

يؤمن الشيعة بأن المهدي المنتظر هو محمد بن الحسن العسكري، الغائب منذ عام 260هـ، ويكفرون كل من لا يعتقد به.

لكن لم يعرف عن علي رضي الله عنه أنه بشر بخروج مهدي بهذه الصفات، ولا كفّر من لم يعتقد به، بل إن العلماء متفقون أن الحسن العسكري مات دون عقب، وأنه ورثه أخوه جعفر. فالمهدي عندهم وهم اخترعوه، وألزموا الناس بالإيمان به.

-3  عصمة الأئمة

الرافضة يعتقدون أن الأئمة الاثني عشر معصومون من الذنوب والخطأ، وهذا يخالف ما ثبت عن عليّ وأولاده، فقد كانوا يعترفون بذنوبهم، ويتوبون إلى الله، كما يفعل سائر الصحابة والمؤمنين. العصمة لا تكون إلا للأنبياء، وقد أجمع السلف على ذلك.

4-  نكاح المتعة

يحل الرافضة نكاح المتعة، وهو في حقيقته زنا مقنَّع. وقد روى علي بن أبي طالب عن النبي ﷺ تحريمه، كما جاء في صحيحي البخاري ومسلم. بل حتى في كتبهم، روى الطوسي في "تهذيب الأحكام" (2/186)، والمجلسي في "بحار الأنوار" (100/318) أن جعفر الصادق قال:

"لا تدنس نفسك بها"

5سب الصحابة

يتبرأ الرافضة من أبي بكر وعمر وعثمان، بل ويكفّرونهم، في حين كان علي يحبهم، وسمّى أبناءه بأسمائهم، وزوّج ابنته أم كلثوم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه. وقد قال عليّ كما في "حياة القلوب" للمجلسي (2/621):

"أوصيكم بأصحاب محمد، لا تسبّوهم".

لكن الرافضة أبوا إلا أن يخالفوا وصيته، وطعنوا في السابقين الأولين.

6ترك الصلاة في وقتها

من بدعهم: جمع صلاة الظهر والعصر دائمًا، حتى يفوتهم وقت العصر، مع أن القرآن أمر بالصلاة قبل الغروب، كما في قوله تعالى:

﴿وسبّح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب﴾ [ق: 39].
أما علي بن أبي طالب، فكان حريصًا على الصلاة في وقتها، لا يجمع إلا في الرخص الشرعية.

7إنكار علو الله ورؤية المؤمنين له

الرافضة يُنكرون علو الله على عرشه، وينكرون رؤية المؤمنين له في الآخرة، خلافًا لنصوص القرآن والسنة، ومنها قوله تعالى:

﴿وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة﴾ [القيامة: 22-23].

وقد كان عليّ وسائر الصحابة يثبتون هذه الصفات، ويؤمنون بها كما وردت، بلا تحريف.

8-  بدعة عيد الغدير

يحتفل الشيعة بعيد الغدير، ويزعمون أن فيه تم تنصيب عليٍّ خليفة. ولكن عليًّا نفسه لم يحتفل به يومًا، ولا دعا الناس للاعتقاد به، ولا ادعى الوصية، بل بايع الخلفاء، ورضي بخلافة من سبقه.

9-  ضرب الأجساد في عاشوراء

يضرب الرافضة أنفسهم يوم عاشوراء، وهي عادة لم يفعلها أحد من أئمة آل البيت، لا الحسين ولا أولاده، ولا الحسن، ولا علي بن الحسين، بل نهوا عن الغلو والبدع، وكانوا على السنة في المصائب.

10- الشرك والدعاء لغير الله

من أخطر بدع الشيعة: دعاء الأئمة، والاستغاثة بهم، وتقبيل القبور، وطلب الحاجات منهم. وهذا شرك بالله. وقد قال الله:

﴿وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدًا﴾ [الجن: 18].

وعلي وأهل بيته بريئون من هذا الشرك، بل كانوا يحذرون منه، كما حذر النبي ﷺ أمته.

أقوال فاضحة في كتب الشيعة عن الصحابة

  • الكافي للكليني (2/244): "المهاجرون والأنصار ذهبوا إلا ثلاثة".
  • المجلسي في "حق اليقين": "عقيدتنا التبرؤ من أبي بكر، وعمر، وعثمان، ومعاوية، وعائشة، وحفصة...".
  • "نفحات اللاهوت": "من لم يعتقد بكفر عثمان بن عفان فهو كافر".
  • "بحار الأنوار" (69/138): "كافران، كافر من تولاهما"، عن أبي حمزة عن علي بن الحسين.
  • "مصباح الفقاهة" للخوئي: "لا شبهة في كفر المخالفين".

أين هم من قول الله:

﴿والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان﴾ [الحشر: 10].

 

نظرة أهل السنة لفضائل آل البيت

أهل السنة يحبون آل البيت ويوقرونهم بلا غلو، وقد رووا عنهم في كتبهم الصحيحة، ومن ذلك:

  • حديث الغدير (رواه أحمد): "من كنت مولاه فعليٌّ مولاه".
  • حديث الثقلين (رواه مسلم): "إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وأهل بيتي".
  • حديث: "فاطمة سيدة نساء أهل الجنة"، و"الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة".
  • حديث: "اللهم إني أحبّهما، فأحبّ من أحبهما" عن الحسن والحسين.
  • حديث: "لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق" في حق علي (رواه مسلم).
 

الخلاصة

الشيعة الإمامية ليسوا أتباع علي بن أبي طالب، بل خالفوه في العقيدة، والعبادة، والتوحيد، والاتباع.

أما أهل السنة، فهم الذين أثبتوا فضائله، ورووا أقواله، وأخذوا بوصاياه، وأحبوا آل البيت بغير غلو ولا جفاء.

اللهم ثبتنا على التوحيد، والاتباع، واحشرنا مع آل بيت نبيك وأصحابه في الفردوس الأعلى.