من أعظم الفتن التي ابتُلي بها المسلمون بعد مقتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، ما جرى من أحداث الجمل وصفّين، حيث تقابل كبار الصحابة رضوان الله عليهم في معارك مؤلمة، كانت في ظاهرها صراعًا عسكريًا، لكنها في حقيقتها اجتهادات مختلفة في كيفية إصلاح الأمة وردّ المظالم. وقد تناقل أهل الحديث والتاريخ نصوصًا عظيمة عن موقف الإمام علي رضي الله عنه تجاه مخالفيه، إذ ثبت عنه أنه لم يُكفِّر أحدًا من أهل حربه، بل وصفهم بإخوانه الذين بغوا عليه، محتجًا بآيات القرآن الكريم التي تقرر أن المؤمنين قد يقتتلون مع بقاء وصف الإيمان فيهم.
قال الامام البيهقي:
" 16529- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا حفص بن غياث عن عبد الملك بن سلع عن عبد خير قال: سئل علي رضي الله عنه عن أهل الجمل فقال إخواننا بغوا علينا فقاتلناهم وقد فاءوا وقد قبلنا منهم "
السنن الكبرى- ابو بكر احمد بن الحسين البيهقي- ج 8 ص 182
فقول علي رضي الله عنه صريح في ايمانهم، ودخولهم تحت قوله تعالى: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الحجرات: 10]
مقالات السقيفة ذات صلة:
قول علي رضي الله عنه في اهل الجمل وصفين
خلاف علي وأهل الشام وتبرأ علي من قتل عثمان
شبهة أن ابن الزبير يتكلم مئة لغة
ولقد كان ممن خرج الى البصرة طلحة، والزبير رضي الله عنهما، ولقد زكاهم علي رضي الله، اما الزبير رضي الله عنه.
فقد جاء في مسند احمد:
" 681- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ ابْنُ جُرْمُوزٍ عَلَى عَلِيٍّ وَأَنَا عِنْدَهُ، فَقَالَ عَلِيٌّ: بَشِّرْ قَاتِلَ ابْنِ صَفِيَّةَ بِالنَّارِ، ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ "[1].
وفي مستدرك الحاكم:
" 5578- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، ثَنَا مَطِينٌ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَسَدِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ دُرَيْجٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ نَذِيرٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَجَاءَ ابْنُ جُرْمُوزٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: أَتَقْتُلُ ابْنَ صَفِيَّةَ تَفَخُّرًا؟ ائْذَنُوا لَهُ وَبِشِّرُوهُ بِالنَّارِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ، وَإِنَّ الزُّبَيْرَ حَوَارِيَّ وَابْنُ عَمَّتِي»
5579- فَحَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو كَامِلِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: قِيلَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ قَاتِلَ الزُّبَيْرِ بِالْبَابِ، فَقَالَ عَلَيٌّ: لِيَهْنِكَ قَاتِلُ ابْنِ صَفِيَّةَ النَّارَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ وَإِنَّ حَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ»
5580- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَارِمٍ الْحَافِظُ، بِالْكُوفَةِ، ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا حَمْزَةُ بْنُ عَوْنٍ الْمَسْعُودِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْأَسَدِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَشَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَلِيٍّ فَأُتِيَ بِرَأْسِ الزُّبَيْرِ وَمَعَهُ قَاتِلُهُ، فَقَالَ عَلِيٌّ: لِلْآذِنِ بَشِّرْ قَاتِلَ ابْنَ صَفِيَّةَ بِالنَّارِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ، وَإِنَّ حَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ»
هَذِهِ الْأَحَادِيثُ صَحِيحَةٌ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ، وَإِنْ لَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ الْأَسَانِيدِ"
[التعليق- من تلخيص الذهبي]
5880- هذه أحاديث صحاح " المستدرك على الصحيحين للامام الحاكم مع تعليق الامام الذهبي في التلخيص- ج 3 ص 414
ففي هذه الروايات نرى ان عليا رضي الله عنه يبشر قاتل الزبير رضي الله عنه بالنار، علما ان قاتله كان مع علي رضي الله عنه، وقد قتل الزبير معتقدا انه قد فعل امرا حسنا، ومن المعلوم ان الزبير قد خرج الى البصرة مع ام المؤمنين، ثم نرى عليا يشهد للزبير بانه حواري رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بعد ان بشر قاتله بالنار، ففي هذا بيان واضح على تزكية علي رضي الله عنه لمن كان مع ام المؤمنين، فكلام علي رضي الله عنه مخالف لدعاء حذيفة .
واما تزكية طلحة فقد قال الامام الحاكم:
5613- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّعْدِيُّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ الطَّنَافِسِيُّ، ثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ أَبِي حَبِيبَةَ، مَوْلَى طَلْحَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيٍّ مَعَ عُمَرَ بْنِ طَلْحَةَ بَعْدَمَا فَرَغَ مِنْ أَصْحَابِ الْجَمَلِ، قَالَ: فَرَحَّبَ بِهِ وَأَدْنَاهُ، قَالَ: " إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ وَأَبَاكَ مِنَ الَّذِينَ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غَلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرَرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾ [الحجر: 47] " فَقَالَ: «يَا ابْنَ أَخِي، كَيْفَ فُلَانَةُ كَيْفَ فُلَانَةُ؟» قَالَ: وَسَأَلَهُ عَنْ أُمَّهَاتِ أَوْلَادِ أَبِيهِ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «لَمْ نَقْبِضْ أَرَاضِيَكُمْ هَذِهِ السَّنَةَ إِلَّا مَخَافَةَ أَنْ يَنْتَهِبَهَا النَّاسُ، يَا فُلَانُ انْطَلِقْ مَعَهُ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، فَمُرْهُ فَلْيُعْطِهِ غَلَّتَهُ هَذِهِ السَّنَةَ، وَيَدْفَعُ إِلَيْهِ أَرْضَهُ»، فَقَالَ رَجُلَانِ جَالِسَانِ إِلَى نَاحِيَةٍ، أَحَدُهُمَا الْحَارِثُ الْأَعْوَرُ: اللَّهُ أَعْدَلُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ نَقْتُلَهُمْ وَيَكُونُوا إِخْوَانَنَا فِي الْجَنَّةِ، قَالَ: «قَوْمًا أَبْعَدُ أَرْضِ اللَّهِ وَأَسْحَقُهَا فَمَنْ هُوَ إِذا لَمْ أَكُنْ أَنَا وَطَلْحَةُ يَا ابْنَ أَخِي إِذَا كَانَتْ لَكَ حَاجَةٌ فَأْتِنَا» هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ "
[التعليق- من تلخيص الذهبي]
5613- صحيح " المستدرك على الصحيحين مع تعليق الامام الذهبي في التلخيص- محمد بن عبد الله الحاكم- ج 3 ص 424، والسنن- ابو بكر احمد بن الحسين البيهقي- ج 8 ص 173
وقال العلامة اكرم ضياء العمر بعد ان اورد هذا الاثر:
" 4 ابن سعد: الطبقات الكبرى 3: 224، والبلاذري: أنساب الأشراف 13: ق 85 ب- 86 أ، والطبري: تفسير 14: 37، والحاكم: المستدرك 3: 376 وصححه ووافقه الذهبي "
عصر الخلافة الراشدة- اكرم ضياء العمري- ج 1 ص 458
وفي مصنف ابن ابي شيبة:
" 38976- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: إنِّي لأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ مِمَّنْ، قَالَ اللَّهُ: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ﴾ "اهـ.
المصنف- ابو بكر عبد الله بن محمد بن ابي شيبة- ج 15 ص 281
وثبت في كتب الرافضة ان عليا رضي الله عنه لم يكفر من قاتله، ففي كتاب قرب الاسناد للحميري بسند معتبر:
" 282- الحسن بن ظريف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر، عن أبيه: أن عليا عليه السلام ...............
318- جعفر، عن أبيه عليه السلام: أن عليا عليه السلام لم يكن ينسب أحدا من أهل حربه إلى الشرك ولا إلى النفاق، ولكنه كان يقول: " هم إخواننا بغوا علينا "
اهـ . قرب الاسناد- الحميري القمي- ص 86 – 94
وفيه ايضا: " 282- الحسن بن ظريف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر، عن أبيه: أن عليا عليه السلام ................
313- جعفر ، عن أبيه: أن عليا عليه السلام كان يقول لأهل حربه: " إنا لم نقاتلهم على التكفير لهم، ولم نقاتلهم على التكفير لنا، ولكنا رأينا أنا على حق، ورأوا أنهم على حق " اهـ .
قرب الاسناد- الحميري القمي- ص 86 – 93 مسند زيد بن علي- زيد بن علي- ص 410
وفي مسند زيد بن علي تبيين عدم تكفير علي رضي الله عنه لمن قاتله
حيث جاء فيه:
" حدثني زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي عليهم السلام انه أتاه رجل فقال يا أمير المؤمنين أكفر أهل الجمل وصفين وأهل النهروان؟ قال لا، هم إخواننا بغوا علينا فقاتلناهم حتى يفيئوا إلى امر الله عز وجل "
مسند الامام احمد- تحقيق شعيب الارناؤوط- ج 41 ص 97
واما النقطة الثانية فدليلنا على ان ام المؤمنين خرجت للاصلاح ما جاء عند الامام احمد بسند صحيح:
" 24654- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا أَتَتْ عَلَى الْحَوْأَبِ سَمِعَتْ نُبَاحَ الْكِلَابِ، فَقَالَتْ: مَا أَظُنُّنِي إِلَّا رَاجِعَةٌ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَنَا: "أَيَّتُكُنَّ تَنْبَحُ عَلَيْهَا كِلَابُ الْحَوْأَبِ؟"، فَقَالَ لَهَا الزُّبَيْرُ: تَرْجِعِينَ عَسَى الله عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُصْلِحَ بِكِ بَيْنَ النَّاسِ[2].
وفي مصنف ابن ابي شيبة:
38926- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: لَمَّا بَلَغَتْ عَائِشَةُ بَعْضَ مِيَاهِ بَنِي عَامِرٍ لَيْلاً نَبَحَتِ الْكِلاَبُ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: أَيُّ مَاءٍ هَذَا، قَالُوا: مَاءُ الْحَوْأَبِ، فَوَقَفَتْ، فَقَالَتْ: مَا أَظُنُّنِي إِلاَّ رَاجِعَةً، فَقَالَ لَهَا طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ: مَهْلاً رَحِمَك اللَّهُ، بَلْ تَقْدُمِينَ فَيَرَاك الْمُسْلِمُونَ فَيُصْلِحُ اللَّهُ ذَاتَ بَيْنِهِمْ، قَالَتْ: مَا أَظُنُّنِي إِلاَّ رَاجِعَةً، إنِّي سَمِعْت رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ لَنَا ذَاتَ يَوْمٍ: كَيْفَ بِإِحْدَاكُنَّ تَنْبَحُ عَلَيْهَا كِلاَبُ الْحَوْأَبِ " اهـ .
المصنف- ابو بكر عبد الله بن محمد بن ابي شيبة- ج 15 ص 281
وفي مصنف ابن ابي شيبة:
" 38978- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ، أَوْ مُحَمَّدَ بْنَ طَلْحَةَ، قَالَ لِعَائِشَةَ يَوْمَ الْجَمَلِ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، مَا تَأْمُرِينِي، قَالَتْ: يَا بُنَي، إِنِ اسْتَطَعْت أَنْ تَكُونَ كَالْخَيِّرِ مِنَ ابْنَيْ آدَمَ فَافْعَلْ "
منهاج السنة النبوية- ابو العباس احمد بن عبد الحليم بن تيمية- ج 4 ص 317