تأليه الأئمة وتفويضهم التشريع: زعم القرآن الناطق:
ومن جملة ما يعتقده شيوخ المذهب الشيعي في القرآن وتأويله، هو ما صرّح به شيخهم محمد آل كاشف الغطاء، حيث قال:
"إنَّ حكمة التدريج اقتضت بيان جملة من الأحكام وكتمان جملة، ولكنه سلام الله عليه أودعها عند أوصيائه، كلُّ وصيٍّ يعهد به إلى الآخر لينشره في الوقت المناسب له حسب الحكمة. . . ".
ويفهم من هذا الكلام أن الوحي لم يُكتمل بوفاة النبي ﷺ، بل استمر عبر الأوصياء (أي الأئمة الاثني عشر)! وهذا الاعتقاد ينبني على مقولتهم المشهورة المنسوبة زورًا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه:
"هذا كتاب الله الصامت، وأنا كتاب الله الناطق".
ويزعمون كذلك أن الأئمة هم:
"خزنة علم الله، وعيبة وحي الله، وأهل دين الله، وعلينا نزل كتاب الله، وبنا عبد الله، ولولانا ما عرف الله". بل وصل بهم الحال إلى القول: "وما يدرك ما عند الله إلا بنا"، مما يجعلهم في مرتبة فوق النبوة!
أئمة الشيعة بديل عن الوحي؟
بناءً على ذلك، فإن الشيعة يعتقدون أن مسألة تقييد النصوص، وتخصيص العام، ونسخ الأحكام لم تنتهِ بوفاة النبي ﷺ، بل هي قائمة بوجود الأئمة. ولهذا قال شيخهم محمد المازندراني:
"إن حديث كل واحد من الأئمة الطاهرين قول الله عز وجل، ولا اختلاف في أقوالهم كما لا اختلاف في قوله تعالى. . . ".
ثم أفتى بجواز أن يُروى حديث الإمام ويُقال عنه: "قال الله تعالى"!
وقد عقد الكليني بابًا في أصول الكافي بعنوان:
"باب التفويض إلى رسول الله ﷺ وإلى الأئمة عليهم السلام في أمر الدين"، مما يكشف بوضوح عقيدتهم في جعل الأئمة شركاء في التشريع!
تعليق ختامي:
إن المتأمل في هذه النصوص يدرك أن الهدف الحقيقي هو قلب الشريعة وتبديل الدين من خلال منح سلطة تشريعية مطلقة للأئمة. وهذا خرق واضح لأصول الإسلام، حيث لا وحي بعد محمد ﷺ، ولا تشريع بعد القرآن والسنة.
والعجيب أن كتبهم تروي عن الأئمة أنفسهم قولهم:
"إذا جاءكم عنا حديثان فاعرضوهما على كتاب الله، فما وافق كتاب الله فخذوه، وما خالفه فاطرحوه".
فلماذا لا يعملون بهذا الأصل؟ ولماذا يتبعون روايات تُخالف ظاهر القرآن وصريح السنة؟
وقد حذر الله من اتباع أمثال هؤلاء بقوله:
{يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا} [الأحزاب: 66-68].