الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ أما بعد:

فمن روائع هذا الزمان المبارك بفضل الله، أن تناثرت فيه شموس الهداية في أوساط كانت حبيسة التقليد والتعصب، وتوالت من داخل التشيع الإثني عشري أصواتٌ عاقلة، تعلن انعتاقها من قيد الغلو والانتصار للمذهب على حساب الحق، وتصدح بصدق في وجه الباطل. ولعل من أبرز هؤلاء المجددين والمصلحين في هذا المسار، العالم الجريء:

🔹 أحمد مير قاسم الكسروي

ولد في تبريز، وتلقى تعليمه في إيران، ثم تولى مناصب قضائية عليا منها رئاسة محاكم، وبلغ مرتبة المدعي العام في طهران. كان مفكرًا موسوعيًّا يتقن سبع لغات منها العربية والتركية، وله كتب ومقالات كثيرة، أبرزها كتابه الشهير "التشيع والشيعة" الذي نقض فيه أصول المذهب الإمامي نقدًا علميًّا جريئًا، فتعرض للاغتيال مرتين، ولاقى مصرعه شهيدًا - ولا نزكيه على الله - عام 1946، على يد غلاة الشيعة، وقيل بفتوى من الخميني.

كانت مقالاته ومؤلفاته سببًا في خروج عدد من الشيعة إلى نور الهداية، وكان امتدادًا للحركة الإصلاحية التي أطلقها آية الله محمد حسن شريعة سنغلجي (ت: 1943) في كتابه "توحيد العبادة" و*"مفتاح فهم القرآن"*.

🔹 أبو الفضل البرقعي القمي

فقيه بارز في المذهب الإمامي الاثني عشري، بل كان أرفع علمًا من الخميني، وكان صديقًا له. نال رتبة الاجتهاد وبدأ يكتب في نقض المذهب، لا سيما في كتابه الأشهر "كسر الصنم"، الذي رد فيه على "الكافي"، أهم كتب الحديث الشيعية. كان ضحية لمحاولات اغتيال وسجن، وأوصى أن لا يُدفن في مقابر الشيعة، تقديرًا لرفضه لهم بعد هدايته. من كتبه أيضًا: "نقد على المراجعات"، و*"دراسة علمية في أحاديث المهدي"*.

🔹 حيدر علي قلمنداران القمي

ألف كتاب "تمحيص روايات النص على الأئمة" و*"طريق النجاة من شر الغلاة"*. كان من المقرَّبين إلى البرقعي، ونال احترامه وتقديمه لكتبه.

🔹 السيد حسين الموسوي النجفي

من علماء النجف، ومن أصدقاء الخميني، وممن أسهموا في إعادة صلاة الجمعة إلى المذهب الشيعي. كتب "لله ثم للتأريخ"، وهو شهادة جريئة من داخل الحوزة العلمية. اغتيل رحمه الله نتيجة مواقفه الصادقة، وكان من أعلام الوعي والإصلاح.

🔹 إحسان إلهي ظهير

عالِم باكستاني، بذل حياته في فضح الغلو والتشيع، وألف كتبًا مؤثرة كان لها أثر عظيم في العالم الإسلامي، حتى اغتيل بطريقة وحشية.

🔹 محمد إسكندر الياسري

ألف كتاب "الحقيقة القرآنية". اغتيل عام 1997 بعد أن أعلن تحوله الفكري وموقفه الناقد للغلو والبدع.

🔹 إسماعيل آل إسحاق خوئيني

عالم مجدد توفي عام 2000، وكرّس حياته لتدوين الردود العلمية على التشيع والتصوف.

🔹 الشيخ حسين المؤيد

مرجع شيعي سابق من أسرة علمية معروفة، درس في الكاظمية وقم، وحاز على الاجتهاد المطلق، ثم أعلن تحوله إلى منهج أهل السنة. ألف كتابًا بعنوان "إتحاف السائل"، أوضح فيه أسباب خروجه من المذهب، وصار من أبرز الأصوات السنية المنصفة والمنفتحة.

🔹 الشيخ موسى الموسوي

صاحب كتاب "الشيعة والتصحيح" و*"يا شيعة العالم استيقظوا"*. حفيد الإمام موسى الكاظم، دعا من داخل التشيع إلى إصلاح العقيدة والرجوع للقرآن، وقد لاقى كثيرًا من النقد والطعن.

🔹 صباح الموسوي

كاتب إصلاحي معاصر، ألف كتاب "كشف مآسي أهل السنة في إيران"، و*"الدفاع عن القضية الأحوازية"*.

 📚 أقلام إصلاحية أخرى: 

ظهرت في العصر الحديث كتب عديدة تروي رحلات تحول من التشيع إلى السنة، منها:

  • "ربحت الصحابة ولم أخسر الآل" لعلي القضيبي.
  • "صرخة من القطيف" لصادق السيهاتي.
  • "ثم أبصرت الحقيقة" لمحمد سالم الخضر.

📌 محور المقال:

أن هؤلاء الأفذاذ لم يكن خروجهم عن المذهب الشيعي الاثني عشري نابعًا من هوى أو تهور، بل نتيجة بحث صادق، وتأمل علمي، وجرأة في مواجهة الحقيقة، وهم قد نالوا من العلم ما يجعل قرارهم موثوقًا، وإيمانهم نابعًا من يقين.

ويختم المقال بالتأكيد على:

  • تقديم الصحابة، خصوصًا الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
  • أن حب أهل البيت فرض، ولكن دون غلو أو تنقص للصحابة.
  • أن اليقين شرط في الإيمان، ولا إيمان لمن شك في دينه.
  • أن الحق ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته، وأن منهج السلف هو سبيل النجاة.