المقدمة

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 أما بعد:

لم تقف فرقة الرافضة عند مجرد مخالفة أهل السنة في مسائل فقهية أو اجتهادية، بل تجاوزوا ذلك إلى الطعن في الأصول الكبرى للإسلام؛ بدءًا من رد السنة النبوية، وصولًا إلى وضع الأحاديث الكاذبة، واتهام الصحابة، والطعن في عرض النبي صلى الله عليه وسلم، والغلو في أئمتهم حتى حد التأليه.

أولًا: مظاهر هجر الرافضة للسنة النبوية

ردّ الأحاديث النبوية الصحيحة التي نقلها الصحابة العدول، وتكفيرهم للرواة من الصحابة، مما يؤدي إلى إسقاط السنة كلها.

اختلاق أحاديث مكذوبة ونسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم زورًا، مما يؤدي إلى تضليل الأتباع وتحريف الدين.

قال السيوطي في مفتاح الجنة:

"الزنادقة وغلاة الرافضة أنكروا الاحتجاج بالسنة، وذهبوا إلى الاقتصار على القرآن، وهم مختلفو المقاصد؛ فمنهم من يزعم أن النبوة كانت لعلي، ومنهم من يقر للنبي ولكن يرد السنة بدعوى أن الصحابة كفار" (انظر: مفتاح الجنة، ص 6–7).

ثانيًا: أسباب نشوء التشيع وأهدافه الخفية

نشأ التشيع بادعاء أحقية عليٍّ رضي الله عنه بالخلافة دون سائر الصحابة، مستندين إلى روايات مكذوبة ومنتحلة.

استخدم أعداء الإسلام كـاليهودي عبد الله بن سبأ التشيع وسيلة للطعن في الإسلام من الداخل، عبر إظهار محبة أهل البيت والتستر خلفها لنشر الزندقة والشرك.

يقول د. غالب عواجي:

"كان التشيع مأوى لكل حاقد على الإسلام، من يهودي أو نصراني أو مجوسي، وجعلوه ستارًا لأفكارهم الوثنية." (انظر: فرق معاصرة، 1/128).

ثالثًا: الرافضة مأوى الزنادقة والحركات الهدامة

التشيع صار منصة لكثير من الحركات الباطنية والهدامة، مثل القرامطة والباطنية والنصيرية، الذين خرجوا من عباءة الرافضة بعد أن تلقّوا أفكارهم.

تستّر الفرس بالتشيع، وقاموا بثورات متعددة ضد الدولة الإسلامية بدافع قومي، لا ديني.

قال ابن تيمية:

"الذي ابتدع مذهب الرافضة كان زنديقًا، غرضه إبطال دين الإسلام والطعن في الرسول صلى الله عليه وسلم." (منهاج السنة، 4/203).

رابعًا: أخطر عقائد الرافضة

التقية (الكذب المشروع في مذهبهم)، وهي أداة خطيرة للتغلغل بين المسلمين.

تكفير الصحابة، والطعن في المهاجرين والأنصار، مما يؤدي إلى هدم الدين من أساسه.

تأليه الأئمة، وادعاء العصمة لهم، وأنهم يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون، وهي معتقدات شركية صريحة.

ادعاء تحريف القرآن، وهو ما نقله الكثير من علمائهم القدماء، وإن أنكروه ظاهرًا.

خامسًا: خطر الرافضة على السنة النبوية وأهلها

الرافضة يقوضون حجية السنة بالكامل، إذ لا يقبلون إلا ما جاء عن طريق أئمتهم.

كما ينشرون البدع في بلاد السنة؛ من تعظيم القبور، والتوسل بالموتى، والاحتفال بالموالد، وسب الصحابة، والغلو في آل البيت.

سادسًا: جهود العلماء في الرد على الرافضة

شيخ الإسلام ابن تيمية

كان من أبرز من تصدى لعقائد الرافضة، ورد عليهم في كتابه العظيم "منهاج السنة النبوية"، الذي بيّن فيه بالدليل العقلي والنقلي فساد منهجهم وضلالهم.

قال ابن تيمية:

"ما من زنديق قصد إفساد الإسلام إلا وأمر أتباعه بإظهار التشيع، والدخول إلى الناس من هذا الباب" (منهاج السنة، 8/339–340).

سابعًا: واقع الرافضة في هذا الزمان

تملكهم لدول ومؤسسات تنشر فكرهم علنًا وتحميهم سياسيًا وإعلاميًا.

انتشار دعاتهم في الدول الإسلامية بدعوى الوحدة والتقريب، وهو مشروع خطير لا يُبنى على الحق، بل على طمس الفروق العقائدية الكبرى.

انخداع بعض المثقفين بدعوى أن الخلاف مع الرافضة كخلاف الفقهاء، وهذا من التضليل البين.

خاتمة

إنَّ من أعظم الفتن التي ابتلي بها المسلمون: فتنة الرافضة، التي تتستر باسم محبة آل البيت، وتحمل في طياتها طعنًا في الإسلام، وكفرًا بالسنة، وعداءً للصحابة. والواجب على المسلمين الحذر من هذه العقائد المنحرفة، والتمسك بالسنة، والرجوع إلى منهج السلف، والوقوف خلف علماء أهل السنة الذين بيّنوا خطر الرافضة منذ القدم.

قال الإمام مالك رحمه الله:

"لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها."

المصادر:

فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام، د. غالب عواجي (1/128).

مكانة السنة في التشريع الإسلامي، ص (235).

فجر الإسلام، د. أحمد أمين، ص (276).

مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة، ص (6–7).

موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من الرافضة، د. عبد الله بن إبراهيم (1/5).

منهاج السنة النبوية، لابن تيمية (4/203)، (8/339–340).

السنة النبوية في كتابات أعداء الإسلام، (1/87).