في الآونة الأخيرة، تداولت بعض المجلات تصريحات لأحد المفتين في بلاد المسلمين يقول فيها: "ليس هناك فرق بين سني وشيعي، بل كلهم مسلمون"، وأضاف: "حرام علينا أن نقول: هذا سني وهذا شيعي". هذه التصريحات، رغم ظاهرها الذي يدعو للوحدة، تحمل في طياتها إجمالًا خاطئًا وموقفًا غير دقيق من الناحية العقدية.
فالشيعة ليسوا طائفة واحدة، بل هم فرق شتى تختلف في معتقداتها وبدعها. يقول الإمام الشهرستاني في كتابه "الملل والنحل" إن الشيعة تنقسم إلى اثنتين وعشرين فرقة، وتتفاوت معتقداتهم بين من بدعته مكفرة ومن بدعته غير مكفرة، وإن كانوا في الجملة من أهل البدع.
أقسام الشيعة وخطورة بعضهم:
- أدناهم بدعة: من يفضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فهؤلاء أخطأوا وخالفوا إجماع الصحابة، لكن لا يُكفَّرون.
- أخطرهم الرافضة الاثنا عشرية (الخمينيون): الذين يتبعون فكر الخميني، وهؤلاء غلوا في أهل البيت، ويرون أن أئمتهم يعلمون الغيب، وأنهم معصومون، ويستغيثون بهم، ويذبحون لهم، وينذرون لهم، وهذه عبادات لا تجوز إلا لله.
- النصيرية (العلويون): وهم المنتشرون في سوريا، خصوصًا في نظام حافظ الأسد، ولهم عقائد باطنية شديدة الخطورة.
- الإسماعيلية: وهم باطنية آخرون ينتشرون في الهند وأماكن أخرى، ويشتركون في معظم هذه العقائد الباطلة.
عقائد تكفيرية عند بعض هذه الطوائف:
من أشهر ضلالات هذه الفرق:
- تكفير الصحابة، واعتقاد ارتدادهم بعد وفاة النبي ﷺ، عدا نفر قليل مثل علي والحسن والحسين وعمار.
- بغض الصحابة، وسبهم، خصوصًا أمهات المؤمنين كعائشة وحفصة -رضي الله عنهما-.
- اعتقاد أن الخلافة باطلة منذ وفاة النبي إلى زمن الإمام علي رضي الله عنه.
- ادعاء الإمامة الإلهية وأنها من أصول الدين، وأن من لم يؤمن بها فهو كافر.
وقد ذهب العلماء إلى أن من عبد غير الله، أو ادعى العلم بالغيب للأئمة، أو استباح دماء المسلمين وأعراضهم بناء على عقائد منحرفة، فهو كافر خارج من ملة الإسلام.
هل جميع الشيعة كفار؟
الجواب لا. بل يجب التفصيل:
♦ فمن غلا في أهل البيت، ودعاهم من دون الله، أو استباح سب الصحابة وتكفيرهم، فهو كافر.
♦ ومن اقتصر على بدعة التفضيل (أي تفضيل علي على الشيخين)، فهو مبتدع ضال، وليس كافرًا، وهذا حال بعض الزيدية في اليمن، إلا من غلا منهم.
الرد على مقولة: "لا فرق بين السني والشيعي":
هذا القول باطل؛ لأنه يعمم بلا علم، ويُسوي بين أهل الحق وأهل البدعة، بل وبين المسلمين والكافرين في بعض الأحيان، خاصة أن بعض فرق الشيعة، كالنصيرية والإسماعيلية والرافضة الخمينية، يحملون عقائد مكفرة لا تقبلها الشريعة.
الحج ومسائل التعامل معهم:
سُئل بعض العلماء عن كيفية السماح للرافضة بالحج رغم هذه العقائد؟ فأجابوا أن هذا أمر يرجع للدولة، وهي تنظر فيه وتقوم بما فيه مصلحة الإسلام والمسلمين، مع الحرص على عدم تمكين أهل البدع من نشر ضلالهم.
لماذا يكرهون الصحابة؟
السبب في ذلك يعود إلى عقائدهم الباطلة، حيث يرون أن الخلفاء الثلاثة ظلموا عليًّا، ويكفرونهم، كما يتهمون أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ويعادون سائر الصحابة -رضي الله عنهم- إلا من وافق هواهم.
الختام:
الخلاصة أن القول بـ"عدم وجود فرق بين الشيعة والسنة" قول باطل ومخالف للحق، فالشيعة طوائف متعددة، فيهم من هو مبتدع، وفيهم من هو كافر، ولا يجوز التسوية بينهم وبين أهل السنة، بل يجب التمييز بينهم على ضوء العقيدة الصحيحة، وبيان الحق للناس، كما فعل أئمة الهدى.
المصادر:
- "الملل والنحل" – الإمام الشهرستاني
- فتاوى كبار العلماء في العقيدة
- دروس وفتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله
- أقوال أئمة أهل السنة في الفرق والملل