نص السؤال:

سُئل أحد العلماء الكبار عن أوجه الخلاف بين أهل السنة والشيعة، فكان جوابه دقيقًا واضحًا، يبين العقائد المختلفة التي تنتشر بين طوائف الشيعة المتعددة، ويُظهر حجم الانحرافات العقدية الموجودة في بعض هذه الفرق، مع التأكيد على أهمية التمييز وعدم التعميم في الحكم.

الشيعة: طوائف متعددة وعقائد متفاوتة

الشيعة ليسوا طائفة واحدة، بل هم فرق كثيرة تختلف في معتقداتها، وتباينها في مدى الانحراف عن الإسلام. فمنهم من يُعد كافرًا لخروجه عن أصول الدين، ومنهم من يُعد مبتدعًا، ومنهم من أخطأ في التفضيل دون أن يُكفَّر.

من هذه الطوائف:

  • من يعبد عليًا أو فاطمة أو الحسن، ويقول: "يا علي" و"يا فاطمة"، فيتوسل بهم دعاءً وعبادة، وهذا شرك أكبر.
  • ومنهم من يقول إن جبريل عليه السلام خان الأمانة، حيث أنزل الوحي على محمد ﷺ بدلًا من عليّ رضي الله عنه، وهذا كفر بواح لا شك فيه.
  • ومنهم الرافضة الإمامية الاثنا عشرية، وهم من أخبث الطوائف، حيث يعتقدون أن أئمتهم أفضل من الملائكة والأنبياء، ويزعمون عصمتهم، ويغالون في حبهم لدرجة العبادة.

التفضيل لا يُكفر لكنه بدعة

ومن الشيعة من يرى أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أفضل من أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، وهذا القول ليس كفرًا، لكنه خطأ وبدعة؛ لأنه يخالف ما أجمع عليه الصحابة وأهل السنة، من أن ترتيب الخلفاء هو: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي.

لماذا سُموا "رافضة"؟

الرافضة سُموا بهذا الاسم لأنهم رفضوا زيد بن علي، حين رفض أن يتبرأ من الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. فبسبب ذلك رفضوه وخالفوه، وأُطلق عليهم هذا الوصف، وما زالوا يُعرفون به.

الإسلام لا يكون بالإسم بل بالعقيدة الصحيحة

من المهم جدًا التفريق بين الاسم والحقيقة. فليس كل من قال: "أنا مسلم" يُعد مسلمًا شرعًا، بل يجب أن يعبد الله وحده، ويُصدق برسوله ﷺ، ويتبع ما جاء به من الشريعة.

أما من:

  • عبد الحسين أو فاطمة أو غيرهم من الأولياء.
  • دعا الأموات من دون الله.
  • استهزأ بالصلاة أو الزكاة أو الرسول ﷺ.
  • كذَّب الرسول أو قال إنه ناقص البلاغ.
  • ترك الصلاة عمدًا أو سبّ الدين.

فهؤلاء ليسوا بمسلمين وإن تسمَّوا بالإسلام، فهم كفار مرتدون -نسأل الله العافية-.

مراجع مهمة في باب الفرق والشيعة

لمن أراد التوسع والاطلاع على المزيد من الحقائق الموثقة،

 فقد نصح العلماء بمراجعة الكتب التالية:

  • "الخطوط العريضة" للشيخ محيي الدين الخطيب.
  • "منهاج السنة النبوية" لشيخ الإسلام ابن تيمية.
  • "الشيعة والسنة" للعلامة إحسان إلهي ظهير.

فهذه الكتب تناولت عقائد الشيعة بالتفصيل، ووضحت الانحرافات والمخالفات العقدية التي وقعوا فيها.

الخاتمة:

الخلاصة أن الشيعة طوائف متعددة، منهم من خرج عن الإسلام، ومنهم من هو ضال مبتدع، ويجب على المسلم أن يعرف الحق ويُفرّق بينه وبين الباطل، وألا يغتر بالمظاهر والشعارات، بل يزن الأمور بالكتاب والسنة وفهم سلف الأمة.

المصادر:

1- فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله.

2- "منهاج السنة النبوية" - شيخ الإسلام ابن تيمية.

3- "الخطوط العريضة" - محيي الدين الخطيب.

4- "الشيعة والسنة" - إحسان إلهي ظهير.