نبدأ بحمد الله وطلب العون والاستغفار منه، ونعوذ به من الشر، ثم نشهد أن لا إله إلا الله وحده، وأن محمّدًا عبده ورسوله.
تطرّق شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إلى صفات الرافضة، وأكّد أن من أبرزها التالي:
9- بوابة للملاحدة بهدم الإسلام
يشير ابن تيمية إلى أن التشيّع كان بابًا دخل منه الملاحدة ـ مثل الإسماعيلية والنصيرية ـ لهدم الإسلام، مُبيّنًا أن هؤلاء "أكفّر من اليهود والنصارى".
(والعلماء دائمًا يذكرون أنَّ الذي ابتدع الرَّفضَ كان زِنديقًا مُلحِدًا، مقصودُه إفسادَ دين الإسلام، ولهذا صار الرفضُ مأوى الزنادقة الملحدين من الغالية والمعطلة؛ كالنصيرية، والإسماعيلية، ونحوهم... وهذا معروفٌ عن ابن سبأ) منهاج السنة النبوية، (7/ 159).
10-موالتُهم للكفار ضد المسلمين
يوضح أن الرافضة تحالفت وصهرت بأعداء الدين كاليهود والنصارى والتّرك، تساعدهم على قتال المسلمين، وأدّت دورًا كبيرًا في سقوط بلاد إسلامية كالشام والعراق.
فقال: (الرافضة يُوَالون أعداءَ الدِّينالذين يَعرف كلُّ أحدٍ معاداتِهم؛ من اليهود، والنصارى، والمشركين مشركي الترك، ويُعادون أولياءَ اللهِ الذين هم خيار أهل الدِّين، وسادات المتقين مثل قصة الوزير ابن العلقمي وغيرِه؛ كالنصير الطوسي مع الكفار، وممالأتهم على المسلمين، فقد عرفها الخاصة والعامة.
ويروى أنه لَمَّا قَدِمَ كفار الترك [أي: التتار] إلى بلاد الإسلام؛ وقُتِل من المسلمين ما لا يُحْصِي عددَه إلاَّ ربُّ الأنام، كانوا من أعظم الناس عداوةً للمسلمين، ومعاونةً للكافرين، وهكذا معاونتُهم لليهود أمرٌ شهيرٌ حتى جعلهم الناسُ لهم كالحمير)
11- موازاة أهل السنة مع الرافضة كنصارى للمسلمين
يشبه الشيخ العلاقة بينهما بأنها مثل العلاقة بين المسلمين والنصارى؛ فالرافضة تتقدّم من كان مع عليّ على أصحاب النبي، وهو تشبيه شديد يبيّن الاختلاف العقائدي والفكري. فقال: (أهل السنة مع الرافضة كالمسلمين مع النصارى...
وقال أيضًا: (ولهذا كانت الرافضةُ من أجهلِ الناس وأضَلِّهم؛ كما أنَّ النصارى من أجهل الناس، والرافضةُ من أخبثِ الناس؛ كما أنَّ اليهود من أخبثِ الناس، ففيهم نوعٌ من ضلالِ النصارى، ونوعٌ من خبث اليهود) منهاج السنة النبوية، (2/ 34).
12- تكفير الصحابة والافتراء عليهم
اتهم الرافضة بالكفر بالصحابة رضي الله عنهم وتكفيرهم، وذكر ابن تيمية أن البعض منهم يفضّل اليهود والنصارى عن أبي بكر وعمر وفي ذلك يقول ابن تيمية رحمه الله: (الرافضةُ أو أكثرُهم - لِفَرْطِ جهلِهم وضلالِهم - يقولون: إنهم [أي: أبو بكر وعمر وعثمان] ومَن اتَّبعهم كانوا كفَّارًا مُرتدِّين، وأنَّ اليهود والنصارى كانوا خيرًا منهم...) منهاج السنة النبوية، (7/ 349).
13- ادّعاء محبّة آل البيت مع قتله وسبّه
انتقد ابن تيمية ادعاء محبّة آل البيت من الرافضة مع أنّهم دعموا المغول وقتلوا من نسل النبي في بغداد، واستهزأ منهم بأنهم قاتلوا أهل البيت منذ القرن الرابع الهجري كما وقتلوا بجهاتِ بغداد ألف ألف وثمانمائة ألف ونيفًا وسبعين ألفًا [أي: مليون وثمانمائة وسبعون ألفًا] وقتلوا الخليفةَ العباسي، وسَبَوا النِّساءَ الهاشميات، وصبيان الهاشميين.
لذلك الرافضة من أعظم الناس قدحًا وطعنًا في أهل البيت، وأنهم هم الذين عادَوا أهلَ البيت.
14- طعن في رسالة النبي وأصحابه
بيّن أن الرافضة تطعن في نبوّة محمد صلى الله عليه وسلم، وسعت لتصوير الصحابة بأنهم منافقون، وأنهم "يدسّسون الكفر" تحت قناع الإسلام، بما فيهم التشكيك في الأحاديث ومكانة الصحابة فقالوا إن أبا بكر يظهر محبته للنبي صلى الله عليه وسلم ويبطن معاداته، وقد ردَّ ابن تيمية هذه الفِرية بقوله: (فكيف يشهدُ [أي: النبي صلى الله عليه وسلم] لأبي بكر: بأنَّ اللهَ معهما، وهو لا يعلم ذلك، والكلامُ بلا علمٍ لا يجوز، وأيضًا فإنَّ الله أخبرَ بهذا عن الرسول إخبارَ مُقَرِّرٍ له...
الخلاصة
رأى ابن تيمية أن الرافضة خليط من عقائد شتى: يهودية ونصرانية ومجوسية وملحدية، مغلّفة باسم الإسلام. اختلقوا بدعًا، غيّروا الحقائق، وكفّروا الصحابة، وعانقوا أعداءه. ولذا وصفهم بأنهم أشدّ الفرق على السنة، وأعمقها خروجًا عن الحق.