❖ تمهيد:
يدّعي الشيعة الإمامية الإثنا عشرية أنهم أتباع الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ويبالغون في حبه حتى زعموا له العصمة، والوصاية، وأقوالًا لم ترد عنه، بل تخالف منهجه في العقيدة والعبادة، ومخالفات كثيرة تثبت أنهم أبعد الناس عن منهج علي وأهل بيته رضي الله عنهم.
1- ادعاء نزول الوحي على الأئمة:
أجمعت الأمة على أن الوحي انقطع بوفاة النبي محمد ﷺ، كما قال الله تعالى:
﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ [الأحزاب: 40].
لكن الغلو الإمامي تجاوز هذه الحقيقة، فزعم أن الملائكة تنزل على الأئمة!
يقول المجلسي في كتابه بحار الأنوار:
"باب أن الملائكة تأتيهم وتطأ فرشهم وأنهم يرونهم"[بحار الأنوار 26/351].
وذكر فيه 26 حديثًا، منها:
قال جعفر الصادق:
"إن الملائكة لتنزل علينا، وما من يوم يأتي إلا وأخبار أهل الأرض عندنا"
[بحار الأنوار 26/356].
بل رُوي عنه أن منهم من يُؤتى في منامه أو يرى من هو أعظم من جبريل وميكائيل! [بحار الأنوار 26/358]،
وقال المجلسي:
"لا نعرف جهة لعدم اتصافهم بالنبوة، إلا رعاية خاتم الأنبياء..."[بحار الأنوار 26/82].
وهذا يخالف النصوص الشرعية والعقيدة السليمة، ويبرأ منه جعفر الصادق وأهل البيت.
2- ادعاء عصمة الأئمة:
من أصول الإمامية القول بعصمة الأئمة الإثني عشر، ولكن الإمام علي رضي الله عنه لم يَدَّعِ العصمة، بل كان يرى نفسه بشرًا يُخطئ ويُصيب، ويستغفر ربه.
أما العصمة المطلقة فلا تكون إلا للنبي ﷺ؛ قال الله تعالى:
﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم: 3-4].
والإجماع على أن العصمة بعد النبي باطلة، ومن ادّعاها فقد خالف القرآن والسنة وإجماع الصحابة، ومنهم علي رضي الله عنه.
3- القول بكفر من لم يؤمن بالإمام الثاني عشر:
يرى الإمامية أن من لم يؤمن بالإمام الغائب محمد بن الحسن العسكري فهو كافر، رغم أن عليًا رضي الله عنه لم يقل بذلك، ولم يُكفّر أحدًا بترك هذه العقيدة.
وقد مضى على غيبته المزعومة أكثر من 1000 عام (منذ 260هـ)، دون أثر أو وجود حقيقي، وقد أثبت علماء الأنساب والتاريخ أن الحسن العسكري مات عقيمًا، وأنه لم يُعرف له ولد.
4- إباحة نكاح المتعة رغم تحريمه:
نكاح المتعة من المسائل التي أُجيزت في أول الإسلام ثم نُسخت، وقد ثبت عن النبي ﷺ نهيه عنها، ومنه قول علي رضي الله عنه:
"حرّم رسول الله ﷺ المتعة يوم خيبر".[رواه البخاري 5115، ومسلم 1407].
ومع ذلك، يُبيح الشيعة المتعة حتى اليوم، رغم أن عليًا نهى عنها صراحة، وهي شبيهة بالزنا من حيث الظاهر والمآل، وفيها امتهان للمرأة والعلاقة الزوجية.
5- سب الصحابة وبغض الخلفاء الراشدين:
يشتهر الشيعة الإمامية بسبّ أبي بكر وعمر وعثمان، رغم أن الإمام علي رضي الله عنه:
- أحبهم، وسمّى أولاده بأسمائهم.
- زوّج عمر من ابنته أم كلثوم.
- قال كما في كتب الشيعة نفسها:
"أوصيكم بأصحاب رسول الله، لا تسبوهم..."[حياة القلوب للمجلسي 2/621].
وهذا يناقض اعتقاد الشيعة الذين يبغضونهم، ويُخالفون أمر الله:
﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ﴾ [الحشر: 10].
6- مخالفة السنة في أوقات الصلاة:
يصلي كثير من الشيعة الظهر والعصر معًا في وقت الظهر، والمغرب والعشاء معًا في وقت المغرب، مما يخرّج صلاة العصر عن وقتها، بخلاف أمر الله:
﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ﴾ [ق: 39].
والإمام علي كان محافظًا على الصلاة في وقتها، ومنها "الصلاة الوسطى" التي هي العصر، كما ثبت عن النبي ﷺ.
7- إنكار علو الله والرؤية يوم القيامة:
من عقائد أهل السنة التي ثبتت في القرآن أن الله في السماء، وأن المؤمنين يرونه في الآخرة، كما قال تعالى:
- ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ [طه: 5]
- ﴿أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ﴾ [الملك: 16]
- ﴿إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ [القيامة: 23]
لكن الشيعة الإمامية يُنكرون ذلك، وهو خلاف ما كان عليه الصحابة وأهل البيت، ومنهم علي رضي الله عنه.
8- بدعة عيد الغدير:
ابتدع الشيعة ما يُسمى "عيد الغدير"، زاعمين أن النبي ﷺ أوصى لعلي بالخلافة فيه، والحقيقة أن النبي قال:
"من كنت مولاه فعلي مولاه"، ولم يكن هذا نصًا على الخلافة، ولم يحتفل به علي أو أحد من أهل بيته.
9- بدع ضرب الصدور واللطم يوم عاشوراء:
يُمارس الشيعة يوم عاشوراء طقوسًا من اللطم وضرب الرؤوس والصدور، بزعم الحزن على الحسين رضي الله عنه، ولم يكن هذا من فعل علي ولا الحسن ولا الحسين ولا الباقر ولا الصادق، بل هو من البدع المحدثة.
قال النبي ﷺ:
"ليس منا من لطم الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية".
[رواه البخاري ومسلم]
الخاتمة:
الشيعة الإمامية خالفوا الإمام علي بن أبي طالب في العقيدة، والعبادة، والمعاملة، رغم دعواهم الانتساب إليه. فكل من أحب عليًا حقًا وجب عليه اتباع سنته وسنة النبي ﷺ، لا اختراع البدع التي لم يعرفها هو ولا أهل بيته.
يقول الله في كتابه:
﴿وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ﴾ [لقمان: 15]
ويقول المسلم في صلاته كل يوم:
﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ [الفاتحة: 6-7].
المصادر:
- بحار الأنوار للمجلسي (26 /351، 356، 358، 82)
- حياة القلوب (2 /621)
- صحيح البخاري (5115)
- صحيح مسلم (1407)
- تفسير الرازي
- كتب التراجم والأنساب