الهزيمة النفسية والتقليد العقدي: خطر خفيّ يتسلل
تفتتح مقدمة الكتاب بتشخيص دقيق لأحد أخطر أمراض الأمم المهزومة:
الانبهار بالمنتصر والتقليد الأعمى له. فالإنسان المهزوم - نفسيًا أو حضاريًا - كثيرًا ما يميل إلى محاكاة الغالب في عاداته، وحتى في معتقداته، على ظنٍ أن هذا الغالب قد تفوق لصحّة ما يعتقده.
وهنا يكمن الخطر الكبير:
أن يتحوّل الانبهار الظاهري إلى انصهار عقدي، وأن يصبح التقليد في المظهر تقليدًا في العقيدة والمنهج.
ويؤكد الشيخ النقيب أن هذا التقليد يتفاقم إذا ما تعلق الأمر بمسائل الإيمان، حيث لا يكون الانحراف حينها مجرد ذوق أو أسلوب، بل تدميرًا لبنية الاعتقاد وأسس التوحيد.
يستشهد المؤلف بمقولة ابن خلدون:
"المغلوب مولع أبدًا بالاقتداء بالغالب"، ويضيف أن هذا الافتتان قد يؤدي إلى حالة من "الاغتراب العقدي"، حيث تنفصل الأمة عن جذورها الإيمانية وتذوب في معتقدات دخيلة.
التبعية العقدية أخطر من الاحتلال العسكري
لا يتوقف الشيخ عند مخاطر التبعية الفكرية، بل يبرز أن الذوبان في عقيدة المخالفين – لا سيما الشيعة الرافضة – يمثّل نذير خطر أشد فتكًا من أي غزو عسكري؛ ذلك لأن المعتقد هو أساس السلوك والهوية. ويتساءل بأسى: كيف يمكن لأمة أن تحافظ على وجودها وقد تنازلت عن عقيدتها لصالح طائفة تنقض أصول الإسلام أصلًا؟!
الرافضة.. أعداء يلبسون لباس المحبة!
يلفت الكتاب النظر إلى أن الخطر الشيعي لا يظهر دائمًا في صورة عداء مباشر، بل قد يتجلى في صورة محبة كاذبة لآل البيت والدفاع عن فلسطين وقضايا الأمة، بينما يخفي سمًّا قاتلًا في قالب من العسل.
هؤلاء يظهرون الولاء لرسول الله وآله، لكن عند التمحيص يتضح أنهم يناقضون نصوص الشرع ويطعنون في الصحابة ويزعمون تحريف القرآن.
ويؤكد الكاتب أن المغالطة الكبرى تكمن في قدرتهم على التلاعب بالعواطف الإسلامية، واستغلال الشعارات الدينية لجذب البسطاء، في حين أن خلف هذه الواجهة الجميلة يكمن انحراف فكري خطير يناقض جوهر التوحيد.
تحذير العلماء: فتنة إذا أقبلت لا يعرفها إلا القليل
يستشهد الكاتب بكلام الحسن البصري: "الفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم"، وبتعليق نفيس للشيخ علوي السقاف، يؤكد فيه أن أكثر الناس يجهلون حقيقة الفتن في بداياتها، وينخدعون بالشعارات البراقة، لكن قليلًا منهم فقط يدركون حقيقتها منذ أول وهلة.
ومن هنا تأتي ضرورة التحذير المبكر من تغلغل النفوذ الشيعي الإمامي، لا سيما في ظل الأزمات التي تمر بها الأمة، حيث يجد هذا الفكر فرصته للتمدد مستغلًا ضعف الوعي الديني عند كثير من الناس.
تطور الفرق الشيعية: انحرافات فكرية خرجت من رحم السياسة
يُفرد الدكتور النقيب في مقدمته قسمًا مهمًا لتتبع مسار نشأة الفرق الشيعية، مشيرًا إلى أن هذه الفرق لم تكن ناتجة عن اجتهاد فقهي داخل الإسلام، وإنما نتاج انحراف عقدي وسياسي متدرج، تأسس على بدع لم يقرها الرسول ﷺ ولا أصحابه الكرام.
وأبرز هذه الفرق:
- الإمامية الاثنا عشرية: وهي الأكبر والأخطر، تؤمن بوجود 12 إمامًا معصومين، وترى أن الإمام الثاني عشر (المهدي) حي وغائب.
- الزيدية: أقرب الفرق الشيعية لأهل السنة، لكنها تشترط الإمامة في نسل علي وتربطها بالخروج المسلح.
- الإسماعيلية: تميزت بالغلوّ والتأويلات الباطنية، وانقسمت لفرق عدة.
- العلوية (النصيرية): تؤمن بتجلي الألوهية في علي.
- الواقفية والشيخية والقرامطة: انشقت كل منها لأسباب عقائدية أو سياسية.
ورغم اختلاف هذه الفرق فيما بينها، إلا أن جميعها تشترك في الانحراف عن أصول التوحيد وأسس العقيدة.
العلاقة بين الشيعة واليهود: جذور خفية وارتباطات معلنة
من أخطر ما يُبرزه الكتاب في مقدمته:
الارتباط التاريخي بين التشيع واليهودية. فقد أسس هذا الاتجاه عبد الله بن سبأ، وهو يهودي أظهر الإسلام وتولّى بثّ الفتن بين الصحابة، مدّعيًا أن علي بن أبي طالب وصي النبي، ثم غلّوا فيه.
ويورد المؤلف نقلًا عن الشيعي النوبختي في كتابه فرق الشيعة أن السبئية هم أول من قال بإمامة علي وغلوّوا فيه، وأن ابن سبأ هو رأس هذه الفرقة.
وهكذا يتضح أن الفكر الشيعي ليس مجرد اجتهاد داخلي في الإسلام، بل دخيل عليه، يحمل في طيّاته أثرًا من الديانة اليهودية، ويهدف في النهاية إلى تشويه الإسلام من داخله.
هل الشيعة من أهل الإسلام؟ سؤال جوهري لا بد من جوابه؟
يتعامل الكاتب مع هذا السؤال بحسم، مستندًا إلى عقائد الشيعة أنفسهم، فيقول:
إن الشيعة الإمامية ليسوا مذهبًا فقهيًا من مذاهب الإسلام، بل دينٌ مستقل يقوم على عقائد تناقض الإسلام نفسه، كتحريف القرآن، والطعن في الصحابة، وتأليه الأئمة، وادعاء العصمة، وغير ذلك من الأصول الكفرية.
ويؤكد أن الخلاف بين أهل السنة والشيعة ليس خلافًا تاريخيًا ولا فقهيًا، بل خلافٌ في الأصول العقدية التي يقوم عليها الدين أصلًا، ولهذا وجب التحذير من هذا الخطر المحدق بالأمة.
الكتاب سلاح علمي في مواجهة التضليل
يمتاز كتاب "لماذا لم أتشيع؟" بأنه مبني على توثيق مباشر من كتب الشيعة أنفسهم، دون تهويل ولا تدليس، مما يجعله مرجعًا موثوقًا لمن أراد أن يطّلع على حقيقة هذا الفكر دون تزويق. وقد كتب الشيخ هذه الكلمات بدافع محبة للأمة وخوف على عقيدتها، وهو صوت صدق في زمن الزيف.