الشرك في توحيد الربوبية عند الشيعة الإمامية
الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم.
في سياق الرد العقدي على مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية، خصَّص الدكتور أحمد عبد الرحمن النقيب في كتابه "لماذا لم أتشيع؟" فصلًا بالغ الأهمية لتناول مسألة توحيد الربوبية كما تصوّرها هذه الطائفة، وبيان مدى انحرافها عن العقيدة الإسلامية الصحيحة التي جاء بها النبي محمد ﷺ وجميع الأنبياء قبله.
لماذا توحيد الربوبية؟
لأن توحيد الربوبية هو أساس العقيدة، وأول ما دعت إليه الرسل: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 25].
وقد قرر أهل السنة والجماعة أن الرب هو الله وحده، لا شريك له، المتصرّف في الكون خلقًا وتدبيرًا وإحياءً وإماتة، وهو وحده المستحق للعبادة والطاعة والدعاء والرجاء. أما الشيعة الإمامية، كما ينقل المؤلف عن كتبهم المعتمدة، فلهم رأي آخر يناقض هذا الأصل من أصول الدين.
أولًا: الإمام عندهم هو الرب والحاكم
الشيعة الإمامية لا يكتفون بجعل الأئمة أولياء، بل يرفعونهم إلى مقام الربوبية الكونية. ومن ذلك ما أورده المجلسي في "بحار الأنوار" (7/147) أن "الرب" في قوله تعالى: ﴿فَيُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ﴾ هو أمير المؤمنين علي – والعياذ بالله – الذي يتولى الحساب والعذاب والثواب!
وفي تفسير قوله تعالى: ﴿وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا﴾ [الزمر: 69]، قال الحائري في "إلزام الناصب" (1/87): "ربها يعني الإمام"، أي الإمام الثاني عشر الغائب.
الخميني نفسه قال في كتابه "مصباح الهداية" (ص: 155): ﴿يُدَبِّرُ الْأَمْرَ﴾ [الرعد: 2] أي "الإمام" هو من يدبر، وليس الله عز وجل!
ثانيًا: الولاية التكوينية – شرك صريح
الشيعة الإمامية يعتقدون بما يُسمى الولاية التكوينية، وهي أن الأئمة يتصرّفون في الكون، ويملكون القدرة على تغيير الطبيعة، وتحريك الجبال، وتسخير الطير والسحاب. يقول رجب البرسي في "مشارق أنوار اليقين" (ص114): "سُخِّرت لهم الأكوان"، ويقول علي عاشور في "عجائب قدرة آل محمد" (ص: 205): "أُعطوا قدرة ومكانة، حتى أصبح السحاب والبرق والرعد يطيعهم"!
ومن عجائبهم:
- الإمام يضرب فاسقًا بعصا فيتحول إلى سلحفاة! (الطبري، نوادر المعجزات، ص138).
- الإمام الباقر يصنع فيلًا من طين ويطير به إلى مكة (التبريزي، صحيفة الأبرار 4/58).
- الإمام المتوكل يُخرج دنانير من جراب فارغ (الطبري، نوادر المعجزات، ص365).
- الإمام يركب طيرًا من ذهب من الجنة! (الطبري، نوادر المعجزات، ص366).
هل هذا إسلام أم أساطير ألف ليلة وليلة؟
ثالثًا: تحكمهم في الغيب والمستقبل
الشيعة يعتقدون أن أئمتهم يعلمون الغيب المطلق، لا ما يُطلعه الله عليه، بل كل شيء. يقول الكليني في "الكافي" (1/155) عن أبي عبدالله الصادق:
"إني لأعلم ما في السماوات والأرض... وما كان وما يكون".
ويقول رجب البرسي في وصف الإمام: "يُعطى علم الضمير، ويُطّلع على الغيب، ويُعطى التصرف على الإطلاق، ويرى ما بين الشرق والغرب" (مشارق أنوار اليقين، ص115).
فهل بعد هذا غلو أو شرك أعظم؟ أليس الله تعالى يقول:
﴿قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ﴾ [النمل: 65] و﴿قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا... وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ﴾ [الأعراف: 188]
رابعًا: أساطير وخرافات بلا حجة
قصصهم تُصاغ بلا سند، وتُروى كأنها وحي من عند الله. ومن ذلك:
- الإمام يهدم سور القسطنطينية بتكبيره.
- الأرض ترتفع لأجل فاطمة.
- الإمام يجفف الفرات بعصاه.
- الإمام يُسقط النجوم، ويأمر السماء فتمطر.
كلها أساطير لا تليق بعقيدة التوحيد، ولا تُنسب حتى إلى الأنبياء، بل يُجعل الإمام أعظم منهم!
الخاتمة: انحراف عميق في أصل الدين
ما نقلناه عن كتب الشيعة المعتمدة يكفي ليفضح حجم الانحراف الذي وقعوا فيه، حيث جردوا الله عز وجل من صفات الربوبية وأعطوها لأئمتهم الاثني عشر، فصاروا عندهم أربابًا يُحيون ويُميتون، يعلمون الغيب، ويملكون مفاتيح الكون.
وهذا الشرك لا يمتُّ إلى الإسلام بصلة، بل هو وثنية مقنعة باسم التشيّع.
قال الشيخ النقيب حفظه الله: "هذه المعتقدات لا يعرفها نبي مرسل، ولا يُقرها عقل رشيد، وإنما هي أكاذيب تُدس في الدين، ومن تبعها فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه".
المصادر:
- أحمد عبد الرحمن النقيب: لماذا لم أتشيع؟
- المجلسي: بحار الأنوار
- الكليني: الكافي
- الخميني: مصباح الهداية
- الحائري: إلزام الناصب
- الطبري الصغير: نوادر المعجزات
- التبريزي: صحيفة الأبرار
- رجب البرسي: مشارق أنوار اليقين
- علي عاشور: عجائب قدرة آل محمد التكوينية