بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 وبعد:

في خاتمة هذا العرض التحليلي لسلسلة "لماذا لم أتشيع؟"، يتناول فضيلة الشيخ الدكتور أحمد عبدالرحمن النقيب -حفظه الله- أحد أخطر جوانب العقيدة الشيعية الإمامية، ألا وهو موقفهم من أهل الإسلام، وبالأخص أهل السنة والجماعة. هذا المقال، السابع والأخير من هذه السلسلة، يكشف بجلاء كيف ينظر الشيعة الإمامية إلى جمهور المسلمين، ويناقش ذلك بالاعتماد على نصوص من كتبهم المعتمدة، ويبين كيف أن هذا الموقف ليس مجرد رأي فقهي، بل منظومة عقدية عدوانية، تتجلى في كل عصر وزمان، وتطفو على السطح كلما ضعفت شوكة المسلمين.

أولا: ملامح عامة لموقف الشيعة من أهل السنة

يتتبع الشيخ النقيب ملامح هذا العداء التاريخي من خلال مصادرهم، مبينًا كيف تتشابه مواقف الشيعة الإمامية مع المنافقين في كل زمان، فمتى قوي أهل السنة خنسوا، وإذا دبَّ الضعفُ في الأمة خرجوا للحرب والفتنة والطعن في الدين وأهله. وقد أظهر التاريخ أن الشيعة، لا سيما الفرس من خلفهم، يحملون حقدًا دفينًا على العرب عامة، وأهل السنة خاصة، لأن الصحابة العرب هم من دكُّوا عرش كسرى، ونشروا التوحيد في ربوع فارس، فكان لا بد من حقد يتوارثه الأجيال الشيعية تجاه العرب فاتحي بلادهم.

ثانياً: أهل السنة في عقيدة الشيعة الإمامية

1- وصفهم بالنواصب

كل من قدَّم أبا بكر وعمر على علي بن أبي طالب عند الشيعة يُعد ناصبيًّا، أي معاديًا لآل البيت. وقد جاء في "وسائل الشيعة" للحر العاملي (9/490) أن تقديم الشيخين على علي هو معيار النصب، وجاء في قول التيجاني أن مذهب النواصب هو "مذهب أهل السنة والجماعة".

2- تكفيرهم لأهل الإسلام

نصَّ المفيد في "أوائل المقالات" (ص44) على أن من أنكر إمامة أحد الأئمة فهو كافر ضالٌّ مخلَّد في النار. وقال الجزائري في "الأنوار النعمانية" (2/267): "الناصب شر من اليهود والنصارى والمجوس".

3- إباحة دمائهم وأموالهم

ورد في "علل الشرائع" للصدوق (2/584) أن قتل الناصبي حلال، شريطة ألا يُفتضح القاتل. كما نقل الحر العاملي عن جعفر الصادق أنه قال: "خذ مال الناصب حيثما وجدته وادفع إلينا الخمس" (وسائل الشيعة 9/487). أما الصدقة عليهم، فهي محرمة، والماء يُمنع عنهم!

4-تحقيرهم وتنجيسهم

في "وسائل الشيعة" (1/220)، جاء أن الناصب أنجس من الكلب، وفي الموضع نفسه ورد تحريم استعمال سؤرهم (ما تبقى من شرابهم)، وتحريم الاغتسال من غسالة الحمامات التي اغتسلوا فيها.

5- تحريم نكاحهم وتفضيل الكتابية عليهم

رغم أن نكاح اليهودية أو النصرانية جائز عندهم بشروط، إلا أن نكاح الناصبية (السنية) لا يجوز مطلقًا، كما في "وسائل الشيعة" (20/550).

6-  دية السني أقل من دية الكلب!

في الأنوار النعمانية (2/269)، نقل عن الكاظم أن تيسًا يكفي كدية عن قتل سني، بينما دية كلب الصيد عشرون درهمًا، ودية اليهودي ثمانمائة درهم!

7- منع قذف الكفار، وإباحته لأهل السنة!

في مفارقة غريبة، جاء في "وسائل الشيعة" (28/173) النهي عن قذف الكفار، إلا أن قذف عائشة رضي الله عنها، ولعن الصحابة، أمر مشاع في تراثهم، بل يُعتبر قربة.

ثالثًا: التاريخ الأسود في تعاملهم مع أهل السنة

يشير الشيخ النقيب إلى أن هذا الفكر لم يبقَ في بطون الكتب، بل تحول إلى واقع دموي شهدته الأمة الإسلامية عبر العصور:

  • في فتنة بابك الخرمي، قُتل أكثر من 200,000 مسلم.
  • إسماعيل الصفوي نشر التشيع بالقوة، وقتل علماء السنة، وفرض الفارسية بدلاً من العربية.
  • تحالف الصفويون مع البرتغاليين ضد الدولة العثمانية والمماليك.
  • إيران ساعدت أمريكا في غزو العراق وأفغانستان، كما صرح مسؤولهم محمد أبطحي: "لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد".
  • حزب أمل الشيعي ذبح أهل السنة في المخيمات الفلسطينية، بدعم إسرائيلي موثَّق.
  • إيران تآمرت مع الهند ضد باكستان السنية، ووقفت مع أعداء السنة في كشمير.

رابعًا: عداؤهم للعرب والمصريين

يُظهر الدكتور النقيب أن الشيعة لا يخفون بغضهم للعرب، وخصوصًا لقريش ومصر، وقد ورد في كتبهم:

  • "إذا خرج القائم، لم يكن بينه وبين العرب إلا السيف" (الغيبة للنعماني، ص169).
  • "ماء نيل مصر يُميت القلب"، و"غسل الرأس بطينها يُذهب الغيرة" (بحار الأنوار 63/319).
  • "أهل مصر هم أبناء الشوم، ملعونون على لسان داود" (بحار الأنوار 57/142).
  • "مصر سجن من سخط الله عليه" (بحار الأنوار 13/125).

وهذا كره دفين لمن أفشل المشروع الفاطمي الرافضي، ولمن أسقطوا الحلم الشيعي في العراق، ولمن واجهوا التوسع الإيراني في المنطقة.

خامسًا: لا تقارب بين دين الإسلام ودين الرافضة

يختتم الدكتور النقيب بحثه بكلام واضح لنعمة الله الجزائري في "الأنوار النعمانية" (2/243):

"إنا لم نجتمع معهم على إله، ولا على نبي، ولا على إمام... إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا، ولا ذلك النبي نبينا".

كلمة تُغني عن ألف تعليق، فلا مجال للوحدة مع قوم لا يروننا من أهل دينهم.

الخاتمة

هذا المقال ليس من باب الإثارة، بل توثيق ونقل علمي موثق من كتب القوم، ليعلم المسلمون الحق من الباطل، ويدركوا أن التشيع اليوم لم يعد خلافًا في الفروع، بل عداءً في الأصول، وطعنًا في القرآن، والرسول، والصحابة، والأمة كلها. فالواجب التحذير والبيان، ورفع الغشاوة، وبيان أن الوحدة لا تكون إلا على الحق، لا على المجاملات الزائفة.

ونسأل الله أن يحفظ أهل السنة في مشارق الأرض ومغاربها، وأن يرد كيد أعدائهم، وأن يثبتنا على التوحيد والسنة حتى نلقاه.

المصادر المعتمدة:

• المفيد، "الاختصاص"، ص: 18

• المجلسي، "بحار الأنوار"، 22/403، 407، 52/473، 82/413

 أحمد النقيب، "لماذا لم أتشيع؟"، الفصل الخامس