✍️ مقدمة:

الحمد لله الذي أمر بلزوم صراطه المستقيم، ونهى عن التفرق والبدع والضلالات، وأمرنا بكشف زيف أهل الباطل والتحذير من خطرهم. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

فإن الفرقة الرافضية، وهي إحدى أبرز الفرق الضالة التي ظهرت في صدر الإسلام، لا تزال إلى اليوم تمثل تهديدًا حقيقيًا لوحدة الأمة، ونقاء التوحيد، وصفاء المنهج النبوي. وقد تميزت عن غيرها من الفرق بعدة سمات عقدية وسلوكية خطيرة، نبرز في هذا المقال أربعًا منها: الغلو، الكذب، الحقد، والتقية، مدعومة بأقوال علمائهم ومروياتهم.

أولًا: الغلو المذموم في الأئمة

الغلو هو تجاوز الحد المشروع، وهو أصل كل انحراف في الدين. وقد بالغ الرافضة في تعظيم علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأبنائه من الأئمة حتى رفعوهم فوق مقام النبوة والملك.

قال الإمام علي رضي الله عنه عن الذين غالوا فيه وسجدوا له:

"لما رأيتُ الأمر أمراً مُنكَرًا، أججتُ ناري ودعوتُ قنبرا".

فأمر بإحراقهم كما جاء في صحيح البخاري (6922).

وقد نقل الشهرستاني عن غلاة الشيعة:

"إنهم أخرجوا أئمتهم من حدود البشرية، ورفعوهم إلى منزلة الآلهة الملل والنحل (1/146).

وقال إمامهم الخميني في كتابه:

"لأئمتنا مقام لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل الحكومة الإسلامية، ص: 52.

وقال شاعرهم إبراهيم العاملي:

أبا حسن أنت عين الإله = وعنوانُ قدرتِه السامية
وأنت المحيطُ بعلم الغيوب = فهل تعزُب عنك من خافية؟
وأنت مديرُ رحى الكائنات = ولك أبحارها السامية!

وهذا غلو صريح يُخرج من الملة، ويُخالف صريح القرآن، الذي أثبت أن علم الغيب لله وحده.

🔴 ثانيًا: الكذب كأصل عقدي

فرقة الرافضة قامت على الكذب في نقل الدين والعقيدة، حتى قال الذهبي في "ميزان الاعتدال":

"ما رأينا أكذب من الرافضة في الحديث".

ومن صور كذبهم:

القول بالبداء:

أي أن الله يغيّر رأيه بعد أن يقدّر الأمر، وهذا اعتقاد باطل يناقض كمال علم الله. قال الكليني"ما عُظّم الله بمثل البداءة" أصول الكافي (1/146).

تحريف القرآن:

زعموا أن الصحابة حرفوا المصحف، وأن عندهم مصحف "فاطمة" ثلاثة أضعاف مصحفنا. الأنوار النعمانية (2/360)، الكافي (1/239).

افتراء الوصية بالخلافة لعلي:

 رغم إجماع الصحابة والأمة على بيعة أبي بكر رضي الله عنه.

الافتراء على آل البيت أنفسهم:

 نسبوا أقوالًا كفرية إلى جعفر الصادق وغيره، وهو منها بريء، إذ كانوا أهل علم وسنة.

🔴 ثالثًا: الحقد على الصحابة وأهل السنة

من أبرز معالم الرافضة عبر التاريخ الحقد الدفين على الصحابة، خاصة أبي بكر، وعمر، وعائشة رضي الله عنهم.

وقد بلغ بهم الحقد أن كفروا الصحابة، وسَبُّوا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، رغم براءتها بنص القرآن في سورة النور.

ومما يدل على هذا الحقد:

ما فعلوه بأهل السنة في إيران بعد الثورة الخمينية، من قتل وسجن وتشريد.

ما ارتكبوه من مذابح في العراق بعد الاحتلال الأمريكي، إذ وجدوا الفرصة للانتقام تحت ستار الحرس الثوري والميليشيات.

قال تعالى: ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ﴾... [الفتح: 29]

ومن سبهم فقد سب الله ورسوله، ورد شهادة الأمة كلها.

🔴 رابعًا: التَّقِيَّة... دين الرافضة الظاهر والباطن

التقية عند الرافضة ليست رخصة اضطرارية، بل ركن من أركان الدين عندهم، حتى قال الكليني: "التقية ديني ودين آبائي" أصول الكافي (2/219).

وقال أيضًا:

"عليكم بمجاملة أهل الباطل... بالدين فيما بينكم وبينهم بالتقية" روضة الكافي (8/2/1).

فلا يُمكن الوثوق بما يظهرونه من لين أو تسامح، لأن دينهم يأمرهم بالكذب والنفاق متى احتاجوا لذلك.

الخاتمة:

إن الرافضة فرقة انحرافها عقدي وتاريخي وسلوكي، ولا يمكن اعتبارهم من فرق الإسلام المهتدية، بل هم من الاثنتين والسبعين فرقة التي حذر منها النبي ﷺ في الحديث المشهور:

"كلها في النار إلا واحدة..." رواه الترمذي وابن ماجه.

وهم يشكلون خطرًا حقيقيًا على العقيدة، والسلم الاجتماعي، ووحدة المسلمين، إذا لم يُكشف باطلهم، ويُحذّر منهم.

المصادر المعتمدة:

1- صحيح البخاري (6922)

2-   الملل والنحل الشهرستاني

3-  الحكومة الإسلامية الخميني

4-  أصول الكافي الكليني

5-   روضة الكافي الكليني

6-  الأنوار النعمانية نعمة الله الجزائري

7-   ميزان الاعتدال الذهبي

8-    الفتن نعيم بن حماد

9-  سير أعلام النبلاء الذهبي