✍️ تمهيد:

إن من أعظم الفتن التي ابتليت بها الأمة الإسلامية تلك المظاهر البدعية التي أُدخلت على دين الإسلام باسم محبة آل البيت. ومن أبرز هذه البدع ما تفعله الطوائف الشيعية – وعلى رأسها الشيعة الإمامية – من طقوس حزينة في يوم عاشوراء، حيث يحولونه إلى موسم للنياحة واللطم والتطبير وشق الجيوب، وهي أعمال تُخالف صريح ما جاء به الإسلام من الصبر والرضا بقضاء الله.

وقد تصدى كبار العلماء لهذه الانحرافات، وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، الذي فضح هذا الغلو وكشف جذوره وآثاره، مؤكدًا أنه لا يمت إلى الإسلام بصلة.

🔍 عاشوراء بين السنة والبدعة

أمر الله عباده عند المصائب بالصبر والاسترجاع، فقال سبحانه:

﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155–157]

والنبي ﷺ حذّر أمته من سلوك الجاهلية عند الحزن، فقال كما في الحديث الصحيح:

"ليس منا من لطم الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية"

وفي حديث آخر:

"أنا بريء من الصالقة، والحالقة، والشاقة"

هذه النصوص المحكمة تضع حدًّا واضحًا لما يجب أن يكون عليه حال المسلم عند وقوع المصيبة، سواء كانت حالّة أو ماضية، فلا يجوز للمسلم أن يتخذ من المصائب القديمة مواسم للحزن والجزع، كما يفعل الشيعة في يوم عاشوراء.

حقيقة ما يفعله الشيعة في عاشوراء

يرى شيخ الإسلام ابن تيمية أن ما تفعله الشيعة من اتخاذ يوم عاشوراء موسمًا للنواح ولطم الوجوه وشق الجيوب وسب الصحابة والتهجم على الأمة، ما هو إلا بدعة جاهلية تغذيها دوافع سياسية وتاريخية، لا صلة لها بالحب الشرعي لأهل بيت النبي ﷺ.

🔹 يقول ابن تيمية:

"صار بعض أهل الجهل والضلال يتخذ يوم عاشوراء مأتمًا يظهر فيه شعار الجاهلية، من النياحة، واللطم، وشق الجيوب، وإنشاد المراثي والأكاذيب، وليس في ذلك من الدين شيء."

بل يزيد شيخ الإسلام في بيان خطر هذه الطقوس، فيقول إنها لا تُنتج إلا تجديد الحزن، وإثارة الأحقاد، وإشعال الفتن، والطعن في الصحابة والسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، وهو ما يخدم أعداء الإسلام ويشق صف الأمة.

 

السلوك الشرعي عند ذكر مصائب الماضي

إن السنة النبوية دعت المسلم إلى الاسترجاع والصبر عند ذكر المصائب حتى بعد مرور زمن طويل، كما في الحديث الشريف:

"ما من عبد يُصاب بمصيبة، فيذكرها وإن طال عهدها، فيُحدث لها استرجاعًا، إلا أعطاه الله من الأجر مثل يوم أُصيب بها" (رواه الإمام أحمد في "المسند")

فإذا كان هذا هو السلوك الحق، فكيف يليق بالمسلم أن يُحوّل ذكرى مقتل الحسين – رضي الله عنه – إلى موسم بدعي مليء بالمخالفات الشرعية؟!

📛 الآثار المدمرة لبدع عاشوراء:

1- تشويه صورة الإسلام أمام العالم.

2- الطعن في الصحابة والتابعين، واتهامهم بالظلم والخيانة.

3- بث الشقاق بين المسلمين وإحياء النزعة الطائفية.

4- تكريس ثقافة الحزن والبكاء بدلًا من الصبر والرضا.

5- تمرير الأكاذيب التاريخية والأساطير باسم محبة أهل البيت.

 

🟢 الخاتمة:

إن الحسين بن علي رضي الله عنه بريء من هذه المظاهر الجاهلية، وإن محبته تكون بإتباع سنته، وسنة جده ﷺ، والتمسك بما أمر الله به من الصبر والرضا والاحتساب. أما هذه الطقوس التي تُمارس في عاشوراء، فليست من الإسلام في شيء، بل هي فتنة شيطانية تُسهم في تمزيق الأمة وزرع الفتن.

فحذارِ أيها المسلم أن تنخدع بالشعارات، وتميّز بين حب أهل البيت المشروع، والغلو المنحرف الذي نهى عنه الله ورسوله.