لقد دأبت الثورة الإيرانية بقيادة الخميني على زعزعة أمن المسلمين، ونشر الفتن بين صفوفهم، واستباحة دماء أهل السنة في شتى البقاع، بدافع عقدي متجذر في تراثهم المذهبي يُعرف بعقيدة "التقية".

وهي عقيدة تقوم على إخفاء الحقيقة، وإظهار خلاف ما في القلب، وهي أصل من أصول الدين عند الشيعة، توازي في إلزامها الصلاة والصيام، كما يصرح كبار علمائهم.

 

مفهوم التقية في الفكر الشيعي:

عقيدة التقية عند الشيعة ليست مجرد رخصة مؤقتة في حال الخوف، بل هي واجب ديني دائم، ومبدأ استراتيجي في التعامل مع المخالفين، وبخاصة أهل السنة.

يقول الله تعالى:

﴿يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴾ [البقرة: 9–10]، وهذه الآيات تنطبق تمامًا على من يبني معتقده على الكذب والخداع باسم الدين.

إن التناقض البيّن بين شعاراتهم العلنية وحقيقتهم الفكرية يُفسّر بتبنيهم لعقيدة "التقية"، التي تجعل من الكذب وسيلة مشروعة بل مطلوبة.

 

النصوص الشيعية في تمجيد التقية:

ورد في كتاب "الأنوار النعمانية" لأحد علمائهم الكبار:

"التقية باب فتحه الله تعالى، وألزم عباده به، كما أوجب عليهم الصلاة والصيام. بل قال أئمتهم: لا دين لمن لا تقية له" [الأنوار النعمانية، ص96].

ويقول شيخهم المفيد في تعريفها:

"التقية كتمان الحق، وستر الاعتقاد، ومكاتمة المخالفين، وترك مظاهرتهم بما يعقب ضررًا في الدين أو الدنيا" [انظر: الكافي، ص115، ورجال الكشي، ص13].

فهذه النصوص توضح أن التقية عندهم أصل عَقَدي واجب، لا مجرد رخصة اضطرارية. وهو ما يفسر تناقضهم في الأقوال والأفعال، وكثرة وجوههم السياسية والدينية.

 

آثار التقية على الواقع الإسلامي:

تقوم العقيدة الشيعية المبنية على التقية برفض صريح للثوابت الإسلامية الكبرى، فهم يشككون في القرآن الكريم بزعم تحريفه، ويطعنون في الصحابة الكرام وعلى رأسهم أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، ويسبّون أمهات المؤمنين، ويرفضون سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ويتهمون أئمة الحديث والفقه بالكذب والضلال.

كما يعتمدون على روايات موضوعة نُسبت زورًا لأهل البيت، ويؤمنون بخرافات وأوهام لا أساس لها في الإسلام، ويرون مخالفة أهل السنة فضيلة، واستحلال دمائهم وأموالهم قربة يتقربون بها.

 

التقية: بين السياسة والعقيدة:

الشيعة يرفعون شعارات ظاهرها النضال والمظلومية والوحدة الإسلامية، ولكنها في حقيقتها ذرائع مرحلية تكتيكية، تُستخدم في سبيل التمكين لمذهبهم. هذا الأسلوب المزدوج يتناغم تمامًا مع عقيدة التقية التي تفرض الكذب والخداع كمنهج ثابت.

وهكذا تظهر لنا عقيدة التقية لا كخيار اضطراري، بل كمبدأ خطير يُفرغ التعايش الإسلامي من مضمونه، ويحوّل المذهب الشيعي إلى كيان سياسي-ديني قائم على الخداع الممنهج.

 

خاتمة:

لقد تبيّن من خلال النصوص الشيعية المعتمدة، وتصريحات علمائهم، أن التقية ليست مجرد سلوك دفاعي، بل أصل من أصول الدين عندهم، ينبني عليه سلوكهم العقدي والسياسي والاجتماعي. وهي وسيلة خطيرة تستباح بها الحرمات، وتُنشر بها الفتن، ويُخدع بها المسلمون. فالتقية ليست إلا قناعًا للنفاق، وتحريفًا لحقائق الإسلام، وتبريرًا للعداء لأهل السنة والجماعة.

نسأل الله أن يرد كيد أهل البدع في نحورهم، وأن يُعز أهل السنة، ويثبتهم على الحق.

 

المصادر والمراجع:

الأنوار النعمانية، ص96.

الكافي، ص115.

رجال الكشي، ص13.

القرآن الكريم.

مقالات ونصوص من علماء أهل السنة في التحذير من عقائد الشيعة.