تمهيد:

يُعدّ علي أكبر حكمي زاده من أبرز المفكرين الشيعة الإصلاحيين الذين خرجوا من رحم الحوزات العلمية، تحديدًا من مدينة قم الإيرانية. وُصف بأنه ناقد حرّ الفكر، غاضبٌ على الجمود والخرافة، ومصمّم على إصلاح الموروث الديني الشيعي. وقد أحدثت رسالته الموسومة بـ "أسرار ألف عام" دوياً هائلًا في الأوساط الحوزوية، دفعت كبار علماء الشيعة للرد عليه، ومنهم المرجعان: آية الله الخالصي وآية الله الخميني، الذي كتب لاحقًا ردًا موسعًا بعنوان "كشف الأسرار".

 

  • اخترنا لك من موقع السقيفة:

خيانة الوزير الشيعي علي بن يقطين في عهدهارون الرشيد

وثيقة: كَيْفَ كَانَ مَنْزِلَةُ عَلِيٍّ(عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِيكُمْ

ظلم الابتداع للذكر والصحابة وآل البيت

 

 

المحاور النقدية في الكتاب:

أولًا: عبادة القبور والوثنية الحديثة

أشار حكمي زاده إلى أن الواقع الديني الشيعي المعاصر قد أعاد إنتاج الوثنية القديمة، ولكن بصيغة أكثر خداعًا. فبينما حارب الإسلام القباب والأضرحة واتخاذ القبور مساجد، أصبح التوسل بالمقبورين وطلب الحاجات منهم سلوكًا شائعًا في المجتمعات الشيعية، مع إضفاء قداسة مفرطة على المزارات والمراقد.

قال تعالى:

"وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدًا" [الجن: 18] وهذا يشمل كل مظاهر الدعاء والاستغاثة بالأولياء والأئمة عند قبورهم.

 

ثانيًا: الادعاء بعلم الأئمة للغيب

انتقد المؤلف اعتقاد الشيعة بأن الأئمة يعلمون الغيب، واعتبره مخالفًا للقرآن الذي أكد أن النبي ﷺ نفسه لا يعلم الغيب.

قال الله تعالى:

"قل لا أملك لنفسي نفعًا ولا ضرًا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء" [الأعراف: 188]

🛑 فإذا كان النبي ﷺ لا يعلم الغيب، فكيف بالأئمة بعده؟!

 

ثالثًا: عقيدة الولاية التكوينية

يرى حكمي زاده أن عقيدة الولاية التكوينية عند الشيعة تؤسس لشرك خفي، حيث يُزعم أن الأئمة الاثني عشر يملكون القدرة على الخلق والرزق والتصرف في الكون.
وهذا، كما يعبّر المؤلف، تفويض للألوهية وتوزيع لصفات الله على البشر، وهو ما يناقض التوحيد الخالص.

قال تعالى:

"ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين" [الأعراف: 54]

🛑 أيّ ادعاء بتفويض الأمر لغير الله يُعد شركًا صريحًا.

 

رابعًا: دعاء غير الله والاستغاثة بالأئمة

ينتقد حكمي زاده بشدة ظاهرة دعاء غير الله عند الشيعة، حيث يكثر اللجوء إلى الأئمة وطلب الحاجات منهم، بل تملأ الكتب والأدعية الشيعية بمخاطبة الأئمة وكأنهم أربابٌ يسمعون ويستجيبون.

يقول الله تعالى:

"ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذًا من الظالمين" [يونس: 106]

🛑 في القرآن الكريم، أكثر من 90% من آيات التوحيد تدعو إلى صرف العبادة والدعاء لله وحده.

 

خامسًا: الإمامة بين القرآن والمذهب الشيعي

اعتبر حكمي زاده أن فكرة الإمامة عند الشيعة نُفخت فيها أسطورة جعلتها أهم من النبوة ذاتها، في حين أن القرآن لم يذكر الإمامة كأصل من أصول الدين، بل لم يرد فيها أي نص صريح يُلزم بها الناس.

قال تعالى:

"ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين" [الأحزاب: 40]

🛑 لو كانت الإمامة بهذه المركزية، لذكرها الله في كتابه صراحة كما ذكر النبوة والرسالة.

 

سادسًا: فريضة الخمس والاستغلال المالي

يشير المؤلف إلى أن روايات كثيرة عن الأئمة تفيد بأنهم وهبوا الخمس لشيعتهم، ومع ذلك، يستمر رجال الدين في فرضه وجمعه، مستغلين البسطاء بحجة نيابة الإمام الغائب.

 من الروايات التي ذكرها:

 - عن الإمام الباقر: "قد طيّبنا لكم الخمس".

- عن الإمام الصادق: "لا خمس إلا في الغنائم".

🛑 فإذا كان الأئمة المعصومون قد أسقطوا فريضة الخمس، فكيف يستمر رجال الدين المعاصرون في جبايته؟!

 

المصادر:

 علي أكبر حكمي زاده، أسرار ألف عام (النسخة الأصلية بالفارسية).

 رد الخميني: كشف الأسرار.

 القرآن الكريم.

 بحار الأنوار، الكافي، وسائل الشيعة.

 دراسات نقدية حديثة في الفكر الشيعي.