أقوال علماء الشيعة في ذم الصوفية من مصادرهم المعتمدة

 من كلام العلامة الرجالي جعفر بن محمد السبزواري في كتابه:

"فرائد الفوائد في الرجال" (ص183-186)، تحت عنوان:

فصل: فيما ورد في ذم أهل البدع ولعن المتصوفة المحرّفين المنحرفين عن الورع

ينقل السبزواري جملة من الروايات المنسوبة لأئمة أهل البيت، والتي يظهر فيها ذم شديد للصوفية وتكفير صريح لهم، ونورد منها الآتي:

أولًا: رواية عن النبي من طريق الإمام الصادق

عن الإمام الحسن العسكري، عن آبائه، عن جعفر الصادق، عن النبي ﷺ أنه قال:

"إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي، فأظهروا البراءة منهم، وأكثروا من سبهم، والوقيعة فيهم، وبهتوهم، كي لا يطمعوا في الفساد في الإسلام، ويَحذَرَهم الناس، ولا يتعلموا من بدعهم. يكتب الله لكم بذلك الحسنات، ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة."

🔻 تعليق: هذه الرواية تُستَعمل كمستند للتحريض على التبري العلني من أهل البدع ومنهم الصوفية، بحسب السياق الذي وضعه السبزواري.

 

ثانيًا: رواية عن الإمام الهادي علي بن محمد عليه السلام

عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال:

"كنتُ مع الإمام الهادي عليه السلام في مسجد النبي ﷺ، فأتاه جماعة من أصحابه، منهم أبو هاشم الجعفري، وكان رجلاً بليغًا ذا منزلة عظيمة عنده. ثم دخل المسجد جماعة من الصوفية، وجلسوا في جانب المسجد مستديرين وأخذوا بالتهليل، فقال الإمام عليه السلام:

"لا تلتفتوا إلى هؤلاء الخدّاعين، فإنهم خلفاء الشياطين، ومخربو قواعد الدين. يزهدون لإراحة الأجسام، ويتهجدون لتصيد الأنعام، يجوعون عمرًا حتى يذبحوا للإيكاف حُمُرًا. لا يهللون إلا لغرور الناس، ولا يقلّلون الغذاء إلا لملى العَسّاس، واختلاس قلوب الدُفناس.

يكلمون الناس بإملائهم في الحب، ويطرحونهم بإدلالهم في الحب. أورادهم الرقص والتصدية، وأذكارهم الترنم والتغنية. لا يتبعهم إلا السفهاء، ولا يعتقدهم إلا الحمقى.

فمن ذهب إلى زيارة أحد منهم حيًا أو ميتًا فكأنما ذهب إلى زيارة الشيطان وعبادة الأوثان. ومن أعان أحدًا منهم، فكأنما أعان يزيد ومعاوية وأبا سفيان."

🔻 ثم قال رجل من الحاضرين: "وإن كان معترفًا بحقوقكم؟" فنظر إليه الإمام الهادي مغضبًا وقال:

"دع عنك هذا، فمن اعترف بحقوقنا لم يذهب في عقوقنا. أما تدري أن أحسن طوائف الصوفية هؤلاء، والصوفية كلهم من مخالفينا، وطريقتهم مغايرة لطريقتنا؟ إنهم نصارى ومجوس هذه الأمة. أولئك الذين يجتهدون في إطفاء نور الله، والله متمّ نوره ولو كره الكافرون."

 

ثالثًا: عن الإمام الرضا عليه السلام

"لا يقول بالتصوف أحد إلا لخدعة أو ضلالة أو حماقة، وعلامته أن يكتفي بالتسمية (أي بلقب صوفي)، ولا يلتزم بعقائدهم الباطلة."

رابعًا: عن الإمام الصادق عليه السلام

عن أبي بصير، قال:
قال رجل من أصحابنا للإمام جعفر الصادق:

"قد ظهر في هذا الزمان قوم يُقال لهم الصوفية، فما تقول فيهم؟"
فقال الإمام:

"إنهم أعداؤنا، فمن مال إليهم فهو منهم، ويُحشر معهم. وسيكون أقوام يدّعون حبّنا، ويميلون إليهم، ويتشبّهون بهم، ويُلقّبون أنفسهم بألقابهم، ويؤوّلون أقوالهم. ألا، فمن مال إليهم فليس منّا، وأنا منه براء. ومن أنكرهم وردّ عليهم، كان كمن جاهد الكفار بين يدي رسول الله ﷺ."