مخالفات الشيعة الإمامية للإمام علي رضي الله عنه: 

فحص نقدي للعقائد الشيعية

 

تُظهر العديد من العقائد والممارسات لدى الشيعة الإمامية اختلافات جوهرية عن منهج الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وسائر أهل البيت والصحابة الكرام، وعن ما جاء به القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. يستعرض هذا المقال أبرز هذه المخالفات، معتمدًا على مقارنة ما يُنسب للشيعة من معتقدات بما كان عليه الإمام علي وأهل بيته.

اقرأ أيضا:

مظاهر الشرك في العقيدة الشيعية وأثرها على التوحيد

الوحي والإمامة: خلاف جوهري

يعتقد الشيعة الإمامية أن أئمتهم يتلقون الوحي وتأتيهم الملائكة، وهو ما يخالف عقيدة المسلمين بأن النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء وأن الوحي قد انقطع بوفاته. فبينما كان الإمام علي رضي الله عنه يؤمن بخاتمية النبوة، يورد علماء الشيعة - كالمجلسي في "بحار الأنوار" - روايات تزعم نزول الملائكة على الأئمة ومعرفتهم بأخبار أهل الأرض، وينسبون ذلك زوراً لجعفر الصادق. بل وصل الأمر ببعضهم إلى القول بعدم وجود فرق بين النبوة والإمامة، وهو ما يتناقض صراحةً مع العقيدة الإسلامية الثابتة.

العصمة: افتراء على أهل البيت

يزعم الشيعة الرافضة عصمة الأئمة الاثني عشر، بما في ذلك الإمام علي والحسن والحسين، وغيرهم من أهل البيت. هذه العقيدة لا أساس لها في الإسلام، حيث أن العصمة - أي الخلو من الذنوب والأخطاء - خاصة بالأنبياء فقط. الإمام علي وأهل بيته لم يدعوا العصمة لأنفسهم قط، بل كانوا يستغفرون الله ويتوبون إليه من ذنوبهم وتقصيرهم، كما يفعل سائر المسلمين إيماناً منهم بأن لا معصوم إلا النبي صلى الله عليه وسلم.

المهدي المنتظر: عقيدة خلافية

يعتقد الشيعة الرافضة بوجوب الإيمان بوجود المهدي المنتظر الثاني عشر، محمد بن الحسن العسكري، وغيبته منذ عام 260 هجرية، ويكفرون من لا يعتقد بذلك. هذا الاعتقاد لا يوافق ما كان عليه الإمام علي رضي الله عنه، الذي لم يوصِ بانتظار هذا المهدي المزعوم ولم يكفر أحداً بسبب عدم الإيمان به. علاوة على ذلك، يُجمع علماء الأنساب والتاريخ على أن الحسن العسكري مات عقيمًا ولم يكن له ولد، مما يضعف صحة هذه العقيدة من أساسها.

زواج المتعة: مخالفة للشريعة والسنة

يبيح الشيعة الرافضة زواج المتعة، وهو زواج مؤقت ينتهي بانتهاء مدته المتفق عليها، بينما يرى جمهور المسلمين أنه محرم وباطل، ويعتبرونه أشبه بالزنا. الإمام علي رضي الله عنه حرم زواج المتعة، وقد ورد تحريمه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين، مما يؤكد أن تحريمها هو الأصل في الشريعة الإسلامية.

العلاقة مع الصحابة: حب ووئام عند علي، بغض وتكفير عند الشيعة

يبغض الشيعة الرافضة الخلفاء الراشدين أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، ويلعنونهم ويكفرونهم. على النقيض من ذلك، كان الإمام علي رضي الله عنه يحبهم ويجلهم، وقد سمى بعض أبنائه بأسمائهم، وزوج ابنته أم كلثوم لعمر بن الخطاب. وقد أوصى الإمام علي رضي الله عنه بعدم سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي وصية لم يأخذ بها الشيعة. إن الله أمر المسلمين بالاستغفار للصحابة في القرآن الكريم، مما يؤكد مكانتهم في الإسلام.

أوقات الصلاة: اختلاف في التطبيق

يخالف الكثير من الشيعة طريقة أداء الصلاة وتوقيتها، فبعضهم يجمعون صلاة الظهر والعصر في وقت الظهر، ويصلون العصر قبل غروب الشمس خلافًا لأمر الله في كتابه وسنة نبيه. الإمام علي رضي الله عنه كان يحافظ على الصلوات في أوقاتها المحددة، بما في ذلك صلاة العصر التي تعد من الصلوات الوسطى.

صفات الله ورؤيته: تحريف للعقيدة السلفية

ينكر الشيعة أن الله تبارك وتعالى في السماء، وينكرون رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة، وهو ما يخالف صريح القرآن الكريم والسنة النبوية، وعقيدة الصحابة الكرام بما فيهم الإمام علي وأهل بيته. فالقرآن يثبت علو الله على عرشه، ورؤية المؤمنين لربهم في الآخرة، دون إدراك أو إحاطة.

عيد الغدير: بدعة بلا أصل علوي

يحتفل الشيعة بما يسمونه عيد الغدير، ويزعمون فيه أن عليًّا هو الوصي للنبي صلى الله عليه وسلم. لم يحتفل الإمام علي بهذا العيد قط، ولم يدعِ أنه الوصي بعد النبي. هذا الاحتفال يعتبر بدعة لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا على عهد صحابته الكرام.

التطبير واللطم: ممارسات دخيلة

يقوم الشيعة الرافضة بضرب أنفسهم في يوم عاشوراء فيما يعرف بـ"التطبير" أو "اللطم"، وهي ممارسات دخيلة على الإسلام لم يفعلها الإمام علي ولا الحسن ولا الحسين ولا أحد من أئمة أهل البيت الراسخين في العلم، وهي تعد من البدع المذمومة في الإسلام.

خلاصة

تُظهر هذه النقاط أن الشيعة الإمامية قد خالفوا في كثير من عقائدهم وممارساتهم كتاب الله وسنة رسوله وأهل بيته الصادقين. إن السبيل الصحيح هو اتباع ما كان عليه الصحابة وأهل البيت رضي الله عنهم أجمعين من التزام بالقرآن والسنة، والاستغفار للمسلمين كما علمنا الله في كتابه، ودعاء الله بالهداية إلى الصراط المستقيم.