مظاهر الشرك في العقيدة الشيعية وأثرها على التوحيد
يُعد موضوع الشرك في الفكر الشيعي من القضايا العقدية الحساسة التي تثير جدلاً واسعًا بين علماء المسلمين. في هذا المقال، نسلّط الضوء على مظاهر الشرك في المذهب الشيعي، معتمدين على نصوص مروية من مصادرهم المعتمدة، وموضحين كيف تم تأصيل هذه الانحرافات فكريًا وسلوكيًا.
الدعاء لغير الله: أبرز مظاهر الشرك عند الشيعة
من أخطر مظاهر الشرك المنتشرة في الفكر الشيعي صرف الدعاء لغير الله، حيث تُوجَّه الأدعية إلى الأئمة، ويُطلب منهم المغفرة والشفاعة وقضاء الحوائج، رغم أن الدعاء عبادة لا تجوز إلا لله وحده. ويُمارس الدعاء أمام القبور والمزارات بعد الاغتسال والطهارة، ويُظهر الزائر الخشوع والانكسار أمام الأضرحة، في ممارسات تماثل أداء الصلاة، بل وتفوقها في بعض الأحيان في الشعور والتفاعل.
مثال شعبي:
ما يُقال في زيارة الحسين من أدعية تتضمن: "اشفع لنا يوم الحساب" و"ارزقنا شفاعتك"، وهي أقوال لا تليق إلا بالله عز وجل.
الاستغاثة بالأئمة وتقديسهم في العقيدة الشيعية
تُظهر بعض الأدعية والزيارات الشيعية ألفاظًا صريحة في الاستغاثة بالأئمة وطلب النصر منهم، بل والاعتماد الكامل عليهم في الشدائد والمصائب، كما قال أحد الشعراء:
"وكم نحن في لهوات الخطوب
نناديك من فمها الفاغر"
هذه العقيدة في الأئمة تتنافى مع التوحيد الخالص، لأن الرجاء والخوف والتوكل صفات لا تكون إلا لله. ومع ذلك، يُبرر الشيعة هذه الممارسات بقولهم: "نحن لا نعتقد أنهم آلهة"، بينما تصرف إليهم خصائص الألوهية عمليًا.
القبور في الفكر الشيعي: من التقديس إلى العبادة
تحوّلت زيارة القبور عند الشيعة من تذكرة بالموت إلى شعيرة دينية لا تقل أهمية عن الحج، بل تُفضّل عليه في بعض الروايات. فزيارة قبر الحسين مثلًا، يُروى في فضلها أنها تعدل ألف حجة وعمرة، بل إنها أحيانًا تُفضل على الجهاد مع النبي ﷺ حسب نصوص مروية في كتبهم.
من المصادر:
ورد في كتاب الكافي وغيره روايات عن زيارة الأئمة تتضمن عبارات كـ"من زار الحسين في كربلاء كُتب له كذا وكذا من الأجر"، مما يعكس المبالغة المفرطة في الثواب.
النذر والذبح والسجود للقبور: طقوس شركية مروجة فقهياً
من أخطر الممارسات التي تُشرع في المذهب الشيعي:
- النذر عند القبور
- الذبح لغير الله
- السجود باتجاه القبور
- التمسح بالأضرحة والطواف حولها
تُعامل هذه الأضرحة كأماكن مقدسة ذات سلطة روحية، وتُجمع حولها أموال طائلة، تصل إلى ملايين الدولارات سنويًا، تُلقى في صناديق زجاجية قرب القبر، بحجة "تبرعات الزيارة".
تربة الحسين: خرافة العلاج والرزق
في نهاية كل زيارة، يُؤمر الزائر بأكل شيء من تربة كربلاء، مصحوبة بدعاء يقول فيه:
"اللهم اجعلها رزقًا واسعًا وشفاءً من كل داء".
وهذا اعتقاد باطل لم يرد في أي نص شرعي، ويُعد من البدع والخرافات المنتشرة في الفكر الشيعي، حيث تُعامل التربة كوسيلة علاج روحي ومادي، بشكل يخرج عن دائرة العقل والدين معًا.
فرق بين الجهل والانحراف المؤسس
من المهم التفريق بين الانحرافات الشعبية التي تحدث نتيجة الجهل في بعض المجتمعات السنية، وبين الانحراف المؤسس والمقنن في الفكر الشيعي، حيث يتم تقنين هذه الطقوس وتوثيقها في الكتب وشرعنتها عبر الفقهاء والمراجع، مما يجعلها عقيدة راسخة لا اجتهادًا فرديًا.
خاتمة: التوحيد ضحية الغلو في الأئمة
إن الممارسات المذكورة في هذا المقال، من الدعاء والاستغاثة والذبح والنذر للأئمة، تمثل خروجًا صريحًا عن عقيدة التوحيد التي دعا إليها الإسلام. وقد أصبحت هذه الطقوس عند الشيعة ليست مجرد عادات، بل عقائد منصوص عليها، مما يُحتم على المسلمين التمسك بالتوحيد ونبذ كل مظاهر الشرك والغلو.