الرواية الثامنة: النهي عن اتخاذ القبر عيداً أو مسجداً
عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: (سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ: لَا تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا، وَلَا تَتَّخِذُوا قُبُورَكُمْ مَسَاجِدَكُمْ، وَلَا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا) [8]. هذه الرواية النبوية الشريفة، التي رواها أمير المؤمنين عليه السلام، تؤكد على عدة نقاط مهمة:
أولاً، النهي عن اتخاذ قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عيداً، أي مكاناً يتكرر زيارته في أوقات معينة كالأعياد، مما قد يؤدي إلى الغلو أو الخروج عن الاعتدال في الزيارة.
ثانياً، النهي عن اتخاذ القبور مساجد، وهو ما يتوافق مع الروايات السابقة التي تحذر من الصلاة عند القبور أو البناء عليها.
ثالثاً، النهي عن جعل البيوت قبوراً، أي عدم إهمال البيوت وتركها خالية من العبادة والذكر، مما يحث على إحياء البيوت بالصلاة وقراءة القرآن.
مصادر الرواية:
1- مستند الشيعة، المحقق النراقي: 3 /283
2- مستدرك الوسائل، الميرزا النوري: 2 /379، 3 /344
3- كنز الفوائد، أبو الفتح الكراجكي: 265
4- بحار الأنوار، العلامة المجلسي: 34 /332، 73 /359، 79 /55، 80 /324، 110 /196، 211
5- جامع أحاديث الشيعة، السيد البروجردي: 4 /383
6- مستدرك سفينة البحار، الشيخ علي النمازي الشاهرودي: 8 /374
7- أعيان الشيعة، السيد محسن الأمين: 4 /79
الرواية التاسعة: إزالة الأوثان وتسوية القبور ومحو الصور
عن علي عليه السلام قال: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنَازَةٍ، فَقَالَ أَيُّكُمْ يَنْطَلِقُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَا يَدَعُ بِهَا وَثَنًا إِلَّا كَسَرَهُ وَلَا قَبْرًا إِلَّا سَوَّاهُ وَلَا صُورَةً إِلَّا لَطَخَهَا؟ فَقَالَ (رَجُلٌ): أَنَا يَا رَسُولُ، فَانْطَلَقَ فَهَابَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ، فَرَجَعَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: أَنَا أَنْطَلِقُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ فَانْطَلِقْ، فَانْطَلَقَ ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَدَعْ بِهَا وَثَنًا إِلَّا كَسَرْتُهُ وَلَا قَبْرًا إِلَّا سَوَّيْتُهُ، وَلَا صُورَةً إِلَّا لَطَخْتُهَا) [9].
هذه الرواية تبرز الدور الفعال لأمير المؤمنين علي عليه السلام في تنفيذ أوامر النبي صلى الله عليه وآله وسلم المتعلقة بإزالة مظاهر الشرك والغلو.
فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم كلف من يقوم بهذه المهمة، ولما تردد البعض، تطوع الإمام علي عليه السلام وقام بها على أكمل وجه، مما يؤكد على أهمية هذه الأفعال في تطهير المجتمع من الشركيات.
مصادر الرواية:
1- معالم المدرستين، لمرتضى العسكري: 1 /51
2- شرح إحقاق الحق، للمرعشي: 31 /185
3- أحاديث أهل البيت (ع) عن طرق أهل السنة، لمهدي الحسيني الروحاني: 1 /516
الرواية العاشرة: تسوية كل قبر وطمس كل صنم
عن علي عليه السلام قال لأبي الهياج الأسدي: (أَبْعَثُكَ فِيمَا بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أَمَرَنِي أَنْ أُسَوِّيَ كُلَّ قَبْرٍ وَأَطْمِسَ كُلَّ صَنَمٍ) [10]. هذه الرواية تؤكد على استمرارية النهج النبوي في تسوية القبور وطمس الأصنام، وأن هذه المهمة كانت من الأوامر المباشرة التي تلقاها أمير المؤمنين عليه السلام من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. هذا يدل على أن تسوية القبور ليست مجرد فعل عابر، بل هي جزء من منهج إسلامي يهدف إلى الحفاظ على التوحيد الخالص ومنع أي مظهر من مظاهر الشرك أو الغلو.
مصادر الرواية:
1- معالم المدرستين، لمرتضى العسكري: 1 /52
2- شرح إحقاق الحق، للمرعشي: 31 /186
3- أحاديث أهل البيت (ع) عن طرق أهل السنة، لمهدي الحسيني الروحاني: 1 /520
الرواية الحادية عشرة: لا يصلح البناء على القبر ولا الجلوس
عن الكاظم (الإمام موسى الكاظم) عليه السلام قال: (لَا يَصْلُحُ الْبِنَاءُ عَلَى الْقَبْرِ وَلَا الْجُلُوسُ) [11]. هذه الرواية تؤكد على عدم جواز البناء على القبر والجلوس عليه، مما يعزز النهي الوارد في الروايات السابقة. هذا يدل على أن هذه الأفعال تعتبر من الأمور التي لا تتناسب مع حرمة القبر وقد تؤدي إلى الغلو أو التجاوزات الشرعية.
مصادر الرواية:
• روض الجنان، للشهيد الثاني: 319
• مدارك الأحكام، لمحمد العاملي: 2 /149(ش)، 153(ش)
• ذخيرة المعاد، للسبزواري: 1 ق 2 /343
• الحدائق الناضرة، ليوسف البحراني: 4 /139
• غنائم الأيام، للميرزا القمي: 3 /541
• جواهر الكلام، للجواهري: 4 /351
• مصباح الفقيه، لآقا رضا الهمداني: 1 ق 2 /428
الرواية الثانية عشرة: النهي عن البناء على القبر والجلوس عليه وتجصيصه وتطيينه
سُئل أبو الحسن موسى (الإمام الكاظم) عليه السلام عن البناء على القبر والجلوس عليه هل يصلح؟ فقال: (لَا يَصْلُحُ الْبِنَاءُ عَلَيْهِ وَلَا الْجُلُوسُ وَلَا تَجْصِيصُهُ وَلَا تَطْيِينُهُ) [12]. هذه الرواية تفصل أكثر في أنواع النهي المتعلقة بالقبور، فبالإضافة إلى النهي عن البناء والجلوس، تضيف النهي عن تجصيص القبر وتطيينه. هذا يدل على أن أي إضافة أو تزيين للقبر يعتبر منهياً عنه، وذلك للحفاظ على بساطة القبر وتجنب المظاهر التي قد تؤدي إلى الغلو أو التفاخر أو صرف الأموال في غير محلها.
مصادر الرواية:
• المعتبر، المحقق الحلي: 1 /304
• تذكرة الفقهاء، العلامة الحلي: 2 /105
• مختلف الشيعة، العلامة الحلي: 2 /315
• منتهى المطلب، العلامة الحلي: 1 /463
• نهاية الإحكام، العلامة الحلي: 2 /284
• ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة، الشهيد الأول: 2 /36
• مجمع الفائدة، المحقق الأردبيلي: 2 /500(ش)
• كشف اللثام، الفاضل الهندي: 2 /408
• الحدائق الناضرة، المحقق البحراني: 4 /130
• رياض المسائل، السيد علي الطباطبائي: 2 /237
• جواهر الكلام، الشيخ الجواهري: 4 /334
• مصباح الفقيه، آقا رضا الهمداني: 1 ق 2 /426
• اللمعات النيرة، الآخوند الخراساني: 152
• جامع المدارك، السيد الخوانساري: 1 /155
• مسائل علي بن جعفر، ابن الإمام جعفر الصادق (ع): 212
• الاستبصار، الشيخ الطوسي: 1 /217
• تهذيب الأحكام، الشيخ الطوسي: 1 /461
• وسائل الشيعة (الإسلامية)، الحر العاملي: 2 /869
• بحار الأنوار، العلامة المجلسي: 79 /19
• جامع أحاديث الشيعة، السيد البروجردي: 3 /445
الرواية الثالثة عشرة: النهي عن زيادة التراب على القبر
عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله: (نَهَى أَنْ يُزَادَ عَلَى الْقَبْرِ تُرَابٌ لَمْ يَخْرُجْ مِنْهُ) [13]. هذه الرواية تحدد مقدار التراب الذي يوضع على القبر، وهو التراب الذي خرج منه فقط، مما يمنع زيادة التراب من خارج القبر. هذا يدل على الحفاظ على بساطة القبر وعدم المبالغة في رفعه أو تجميعه بتراب إضافي.
مصادر الرواية:
• الكافي، للكليني: الجزء الثالث
الرواية الرابعة عشرة: النهي عن تجصيص المقابر
عن محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد، عن الحسين بن زيد عن الصادق، عن آبائه، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ في حديث المناهي ـ (أَنَّهُ نَهَى أَنْ تُجَصَّصَ الْمَقَابِرُ) [14]. هذه الرواية تؤكد على النهي الصريح عن تجصيص المقابر، أي طلائها بالجص أو الجير. هذا النهي يهدف إلى منع تزيين القبور والمبالغة في الاهتمام بها، مما قد يؤدي إلى الغلو أو التفاخر أو صرف الأموال في غير محلها، ويتعارض مع بساطة القبر في الإسلام.
مصادر الرواية:
• من لا يحضره الفقيه، للصدوق: بإسناده عن شعيب بن واقد، عن الحسين بن زيد عن الصادق، عن آبائه، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ في حديث المناهي الأمالي، للصدوق: بالإسناد الآتي، وكذا جميع حديث المناهي.