الشبهة:

يستدل الشيعة الإمامية الاثنا عشرية بآية التطهير على أن أهل البيت، وعلى رأسهم الأئمة الاثنا عشر، معصومون من الذنوب والخطأ والسهو والنسيان، وأن هذه العصمة جزء من عقيدتهم في الإمامة. ويقولون إن الله تعالى نصّ على تطهيرهم تطهيرًا تامًا، وهذا لا يكون إلا بالعصمة.

الآية الكريمة: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجْسَ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ [الأحزاب: 33]

الرد على الشبهة:

أوّلًا: السياق القرآني يبيّن أن الآية ضمن خطاب نساء النبي ﷺ

السياق السابق للآية يدل بوضوح على أن المخاطَبات هن زوجات النبي ﷺ:

﴿ يَا نِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ إِنِ ٱتَّقَيْتُنَّ

﴿ فَلَا تَخْضَعْنَ بِٱلْقَوْلِ

﴿ وَقَرنَ فِي بُيُوتِكُنَّ

﴿ وَأَقِمْنَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتِينَ ٱلزَّكَوٰةَ

ثم قال بعد ذلك:

- ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجْسَ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ

وهذا يُظهر أن الأمر مرتبط بالأوامر والنواهي التي سبق ذكرها.

ثانيًا: أقوال العلماء تدل على أن التطهير معنوي مرتبط بالتكليف

🔸قال الإمام الألوسي:

"﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجْسَ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ استئناف بياني مفيد تعليل أمرهن ونهيهن... والمعنى إنما يريد سبحانه ليذهب عنكم الرجس ويصونكم من المعاصي صونًا بليغًا فيما أمر ونهى"
تفسير الألوسي، ج 16، ص 110

فالتطهير هنا ليس عصمة ذاتية، بل هو تطهير عملي من الذنوب نتيجة طاعة الأوامر واجتناب النواهي.

🔸وقال العلامة الشوكاني:

"المراد بالرجس: الإثم والذنب المدنسان للأعراض، الحاصلان بسبب ترك ما أمر الله به، وفعل ما نهى عنه... فيدخل تحت ذلك كل ما ليس فيه لله رضا"
فتح القدير، ج 6، ص 41

أي أن التطهير متعلق بالامتثال للتكاليف، وليس بوصف خلقي ذاتي يُسمّى عصمة.

 

الاستنتاج:

·  الآية لا تدل على العصمة بمفهومها العقدي كما يدعيه الشيعة.

·  الرجس هو الذنب، والتطهير منه يكون بطاعة الله والتقوى.

·   الخطاب موجَّه لنساء النبي ﷺ، كما هو واضح من السياق.

·   لا يوجد في ألفاظ الآية ما يثبت العصمة الذاتية أو يخص الأئمة الاثني عشر.

المصادر:

·  تفسير الألوسي أبو الثناء محمود الألوسي ج 16 ص 110

·  فتح القدير محمد بن علي الشوكاني ج 6 ص 41

·   القرآن الكريم سورة الأحزاب الآية 33 وما قبلها