خطر الرافضة على الإسلام وأهله
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
لم يكن انحراف الرافضة مقتصرًا على إنكار السنة النبوية، بل تعدّاه إلى طعن مباشر فيها، وادّعاء كاذب بأنهم يملكون روايات بديلة نسبوها زورًا إلى النبي ﷺ. وبهذا باتوا من ألدّ أعداء السنة، لا بهجرها فحسب، بل باختلاق الأكاذيب عليها، والطعن في أئمة الهدى من آل البيت رضوان الله عليهم.
مظاهر انحراف الرافضة عن السنة:
1- ردّهم لأحاديث النبي ﷺ وعدم اعتبارهم لها مصدرًا للتشريع.
2- وضعهم لأحاديث مكذوبة ونسبتها للنبي ﷺ، لخدمة أهوائهم ومعتقداتهم الباطلة.
جذور التشيع وخطورته:
ظهر التشيع في بادئ الأمر بدعوى أن الخلافة حقٌّ لعليٍّ بن أبي طالب رضي الله عنه، لكن سرعان ما تحوّل إلى مأوى لكل من أراد هدم الإسلام من يهود ونصارى ومجوس، مستترين بحب آل البيت.
ومن أوائل هؤلاء: عبد الله بن سبأ، اليهودي الذي أظهر الإسلام نفاقًا، وادّعى حلول الإله في عليّ رضي الله عنه، وسعى سرًا لنشر الفتن والطعن في الصحابة، حتى ظهر من بعده من يرد السنة بحجة أنها روايات "مخالفي عليّ"، فكان التشيع بذلك بوابة كبرى لنشر الزندقة والبدع.
كما تسلّل الفرس من خلال التشيع للطعن في الدولة الإسلامية، وقادوا ثورات هدّامة ضد الأمويين والعباسيين، دافعهم الكامن كراهية العرب والإسلام، وليس حب آل البيت كما يزعمون.
آراء العلماء في الرافضة:
قال الإمام السيوطي: إن الزنادقة وغلاة الرافضة هم من أنكر الاحتجاج بالسنة، واعتبروا الروايات النبوية باطلة، إما لأنهم يزعمون نبوة عليّ، أو لأنهم يطعنون في الصحابة الذين رووا السنة، ويكفّرونهم، وبهذا زعموا أن كل السنة غير مقبولة.
وجوه خطورة الرافضة على الإسلام:
1- التأسيس الزندقي لمذهبهم، بخلاف الخوارج مثلًا الذين وقعوا في البدعة عن جهل.
2- اعتمادهم "التقية" (الكذب المنهجي) كوسيلة للتغلغل بين المسلمين.
3- تكفيرهم ولعنهم للصحابة إلا القليل منهم، وطعنهم في أهل السنة.
4- كونهم غطاء للحركات الباطنية والملاحدة عبر التاريخ.
5- تورّطهم في ثورات وانقلابات تاريخية كان هدفها هدم الإسلام.
6- امتلاكهم اليوم دولًا وأنظمة سياسية ترعى منهجهم وتحميهم.
7- انتشار دعاتهم عالميًا وسعيهم لنشر التشيع بين المسلمين.
8- خداع عوام المسلمين بدعوات التقريب الكاذبة، وتقديم الخلاف بين السنة والرافضة على أنه خلاف فقهي عادي!
أثرهم المدمر على السنة:
أخطر ما جناه الإسلام من الرافضة: محاربتهم للسنة النبوية، وسعيهم الدائم لإحياء البدع في أوساط المسلمين، حتى غزت بدعهم كثيرًا من البلدان السنية. ومن ذلك: التوسل بالقبور، التبرك بالأضرحة، إقامة الموالد، وغيرها من الانحرافات العقدية والعملية.
كما وضعوا أحاديث مكذوبة، فشوّهوا مفاهيم الدين عند البسطاء، وحرّفوا المسار الشرعي للمجتمعات، وطمسوا معالم السنّة التي جاء بها النبي ﷺ.
ابن تيمية وموقفه من الرافضة:
من أبرز العلماء الذين تصدّوا لفساد الرافضة، شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، الذي وضع كتابه العظيم منهاج السنة النبوية، ففصّل فيه الردّ عليهم بالحجج النقلية والعقلية، وكشف تناقضاتهم وتهافت منهجهم.
وقد واجه ابن تيمية في زمنه وضعًا شبيهًا بزمننا اليوم؛ حيث تمكّن الرافضة، ووجدوا دولًا تحميهم، بينما تقاعس كثير من أهل السنة. لذا فإن دروسه ومؤلفاته صالحة اليوم كما كانت بالأمس.