من الأحاديث الغريبة التي وردت في بعض كتب المتأخرين خبر نسب إلى النبي ﷺ أن "المجرة التي في السماء من عرق الأفعى التي تحت العرش".
وقد أخرجه بعضهم بأسانيد فيها مجاهيل ومتروكون، بل نص أهل الحديث على بطلانه وعدم وجوده في دواوين السنة المعتبرة.
ويتناول هذا المقال دراسة هذا الخبر من حيث الإسناد والمتن، مع بيان رواياته المختلفة، وموقف المحدثين منها، والكشف عن جذوره المحتملة في الإسرائيليات أو الأساطير القديمة.
قال السيوطي:
«أخرج الطبراني وأبو الشيخ من طرق عن معاذ ابن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المجرة التي في السماء من عرق الأفعى التي تحت العرش» (أسرار الكون1/13).
ووجدت له الإسناد التالي:
عن هشام بن عمار الدمشقي قال حدثنا عبد الله بن يزيد قال ثنا شعيب بن أبي حمزة عن عبد الأعلى بن أبي عمرة عن عبادة بن نسيء عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ...
وهو حديث باطل لم أجده في شيء من كتب الحديث.
وفي رواية عن عمرو بن عثمان قال:
ثنا بقية بن الوليد عن يحيى بن سعد عن خالد بن معدان قال: قال أبو عائشة: إن نفرا من اليهود أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: من يحمل العرش؟ قال: تحمله الهوام بقرونها، والمجرة التي في المساء من عرقهم. قالوا: نشهد إنك لرسول الله».
قلت: لعل الرواة نفر من بني سبأ حسبما تنبئ حاسة الشم عنهم.