تُعَدُّ حادثة غدير خم من أبرز القضايا التي يستند إليها الشيعة في إثبات دعوى إمامة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومن أشهر ما يستدلون به رواية "هنيئاً لك يا علي أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن". غير أن التحقيق العلمي في أسانيد الرواية ومعانيها يكشف ضعفها من جهة السند، وخطأ الاستدلال بها من جهة الدلالة، فضلاً عن تناقض لازمها مع الحقائق الثابتة تاريخياً وعقائدياً.

« أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى المقرىء الباقلاني قراءة عليه وأنا حاضر نا أبو بكر بن مالك إملاء نا بن صالح الهاشمي نا هدبة بن خالد حدثني حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن عدي بن ثابت وأبي هارون العبدي عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين ونودي في الناس إن الصلاة جامعة فدعا عليا وأخذ بيده فأقامه عن يمينه فقال ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألست أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى وفي أحد الحديثين أليس أزواجي أمهاتكم قالوا بلى قال هذا ولي وأنا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فقال له عمر هنيئا لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن».

رواه الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق (42/221).

ضعيف لأجل علي بن زيد بن جدعان.

ضعفه النسائي (السنن7/29) والدارقطني (1/77) وأبي هارون العبدي: وأبو هارون العبدي متروك (تقريب التهذيب ترجمة4840).

ولو صحت الرواية لما كان فيها حجة. فإن المولى هنا هو المحب والنصير..

 قال تعالى ﴿ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا﴾، وقال (فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين). ولم يأت لفظ (مولى) في القرآن - على كثرة وروده- بمعنى الإمامة.

ووصف علي بأنه مولى لا علاقة له بالإمامة. فقد قال النبي لزيد «أنت أخونا ومولانا» (البخاري رقم2699).

وهذه الرواية تجعل من عليا عدوا لله لو كان الروافض يعلمون. فإن أبا بكر صار عدوا لله لمجرد أخذ الخلافة من علي بزعم القوم.

وقد اعترف القوم راغمين بأن عليا بايع أبا بكر. وهذا تول له عند القوم. فكيف يوالي علي من عادى الله وجحد أولويته بالإمامة؟ أليس يصير علي بموالاته لأبي بكر عدوا لله؟