من المسائل الفقهية التي يثيرها بعض المغرضين للتشويش على النصوص الشرعية، ما ورد في كلام الإمام ابن قدامة رحمه الله في "المغني" حول مسألة:

هل يفسد الحج بالوطء سواء في القبل أو الدبر، من آدمي أو بهيمة؟

وقد تعمد البعض ـ خاصة من الرافضة ـ تحريف المعنى وإيهام الناس بأن الفقهاء يجيزون مثل هذه الأفعال الشنيعة، مع أن المقصود في كلامهم إنما هو بيان الحكم الفقهي المتعلق بفساد الحج إذا وقع ذلك الفعل المحرم.

وفي هذا المقال نوضح أقوال العلماء في المسألة، ونبيّن أن الوطء في الدبر حرام بإجماع الأمة، وكذلك وطء البهيمة محرم باتفاق الفقهاء، وإنما الخلاف كان في بيان أثر ذلك على صحة الحج لا في جواز الفعل. 

ثم نختم بذكر الإجماع والنصوص التي صرّحت بتحريم هذه الأفعال الشاذة، وأنها من الكبائر والفواحش الملعونة.

[فصل لا فرق بين الوطء في القبل والدبر من آدمي أو بهيمة في الحج]:

(2387) فصل: ولا فرق بين الوطء في القبل والدبر، من آدمي أو بهيمة. وبه قال الشافعي، وأبو ثور.

ويتخرج في وطء البهيمة أن الحج لا يفسد به. وهو قول مالك، وأبي حنيفة؛ لأنه لا يوجب الحد، فأشبه الوطء دون الفرج. وحكى أبو ثور عن أبي حنيفة أن اللواط والوطء في الدبر لا يفسد الحج؛ لأنه لا يثبت به الإحصان، فلم يفسد الحج كالوطء دون الفرج.

ولنا، أنه وطء في فرج يوجب الاغتسال، فأفسد الحج، كوطء الآدمية في القبل. ويفارق الوطء دون الفرج، فإنه ليس من الكبائر في الأجنبية. ولا يوجب مهرا، ولا عدة، ولا حدا، ولا غسلا إلا أن ينزل، فيكون كمسألتنا، في رواية.

الــــرد:

قال ابن قدامه رحمه الله: لا فرق بين الوطء في القبل والدبر من آدمي أو بهيمة في الحج.

يعني ان كل من وطء أدمى في القبل او الدبر او بهيمه في الحج يفسد الحج، وليس المقصود بان وطء البهيمة جائز! انما هو يتكلم عن مسالة فقهيه هل وطء البهيمة او غيرها في الحج يفسد او لا، وذكر كلام العلماء وخلافهم فيها وذكر ان الراجح لا فرق بينهم فأي شخص يطئ أدمي او بهيمه في القبل او الدبر يفسد حجه.

والوطيء بالدبر هذا لا يجوز بإجماع اهل العلم:

[1164] أي الإيلاج في الدبر وهو حرام بإجماع الأمة لا يشذ عنهم شاذ، وجوزه الروافض الملاعنة.

العرف الشذي شرح سنن الترمذي باب ما جاء في كراهية اتيان النساء في الدبر الجزء الثاني صفحة 405

قال ابن حزم في "مراتب الإجماع" (ص: 23):

 (اتفقوا على أن الحائض لا يطؤها زوجها في فرجها ولا في دبرها واتفقوا أن له مؤاكلتها ومشاربتها).

وغيرهم من العلماء نقلو الاجماع.

اما وطئ البهيمة فهذا لا يجوز باتفاق الفقهاء، والمصادر في ذلك كثيره يرجع بها الى كتب الفقه واكتفي بنقل هذا المصدر من الموسوعة الكويتية:

سادسا: وطء البهيمة:

32 - اتفق الفقهاء على حرمة وطء البهيمة، لدخوله تحت عموم قوله تعالى: ﴿والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون.

الموسوعة الفقهية الكويتية جزء 44 صفحة 32