خطبة الوداع والإمامة: بين شمولية البيان وتوقيت الإعلان
يستند بعض المخالفين لفكرة الإمامة عند الشيعة إلى حديث النبي ﷺ في خطبة الوداع: "ما من شيء يقرّبكم من الجنة ويباعدكم عن النار إلا وقد بيّنته لكم"، معتبرين أن هذا الحديث ينفي وجود نصّ لاحق على الإمامة، بحجة أن النبي ﷺ قد أكمل التبليغ ولم يترك أمرًا إلا ووضحه قبل رحيله.
اخترنا لكم من السقيفة:
ومن ثمّ يطرح السؤال: كيف ينسجم هذا القول مع رواية الشيعة القائلة إن إعلان الإمامة لعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه كان في غدير خم بعد خطبة الوداع؟ هذه الإشكالية تُعدّ من أبرز النقاط التي يُثيرها المخالفون، وتستدعي بحثًا معمقًا في سياق النصوص، وأسلوب البيان النبوي، ومفهوم التدرج في التشريع والتبليغ.
-2 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: خطب رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حجة الوداع فقال: يا أيها الناس، واللهِ ما من شيء يقربكم من الجنة ويباعدكم من النار إلا وقد أمرتكم به، وما من شيء يقربكم من النار ويباعدكم من الجنة إلا وقد نهيتكم عنه. ألا وإن الروح الأمين نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنَّ أحدَكم استبطاءُ شيء من الرزق أن يطلبه بغير حله، فإنه لا يُدرَك ما عند الله إلا بطاعته".
(الكافي للكليني، الجزء الثاني، ص74، باب الطاعة والتقوى).
يطرح السؤال استنتاجًا مفاده أن هذا الحديث ينفي وجود الإمامة، بناءً على أن النبي (صلى الله عليه وآله) صرح بأنه بيّن كل ما يقرب من الجنة ويباعد عن النار، والإعلان عن الإمامة (في غدير خم حسب الرؤية الشيعية) جاء بعد هذه الخطبة في حجة الوداع
اقرء أيضًأ:
فالرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى فكلامه هنا أكبر دليل بأنه لا توجد إمامة وإلا لم يقل هذا الكلام لأن الإمامة أتت بعد الحج فهل كان يجهلها أم أنها فعلا غير موجودة؟ أم أنها ليست لها علاقة بدخولنا الجنة أو النار؟