بدايات الوحي والجدل حول الروايات

يُعَدّ نزول الوحي على النبي ﷺ أعظم حدث في تاريخ البشرية، إذ كان إيذانًا ببدء الرسالة الخاتمة التي غيّرت مجرى الإنسانية. وقد اهتمت كتب السيرة والحديث والروايات الشيعية والسنية برصد تلك اللحظات الأولى، لكن بعض الروايات الواردة اختلفت في تفاصيلها، حيث أُثيرت تساؤلات حول سماع النبي ﷺ أصواتًا ورؤيته أنوارًا قبل نزول الوحي الصريح، حتى خشي على نفسه من اختلاط الأمر، فكانت السيدة خديجة رضي الله عنها أول من ثبّت قلبه وأكّد له أن الله لن يخزيه أبدًا. كما وردت روايات أخرى عن كيفية إملاء جبرائيل عليه السلام للوحي على النبي ﷺ، ودور الإمام علي رضي الله عنه في حفظه. هذه النصوص، مع ما يحيط بها من نقاشات في علم الرجال والتوثيق، تفتح باب البحث في مدى صحة الأسانيد، ودور العلماء في توثيقها أو الحكم عليها.

أبو ميسرة وبريدة:

 أن النبي عليه السلام كان إذا انطلق بارزًا سمع صوتًا "يا محمد"، فيأتي خديجة فيقول: "يا خديجة، قد خشيت أن يكون خالط عقلي شيء، إني إذا خلوت أسمع صوتًا وأرى نورًا".

(مناقب آل أبي طالب ج1 ص44، المازندراني، باب كيفية نزول الوحي).

محمد بن كعب وعائشة:

 أول ما بُدئ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصادقة، وكان يرى الرؤيا فتأتيه مثل فلق الصبح، ثم حُبب إليه الخلاء، فكان يخلو بغار حراء، فسمع نداءً "يا محمد" فغُشي عليه. فلما كان اليوم الثاني سمع مثله نداءً، فرجع إلى خديجة فقال: "زملوني زملوني، فوالله لقد خشيت على عقلي".

اخترنا لكم من السقيفة:

 

 فقالت: "كلا والله لا يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكلّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق".

(مناقب آل أبي طالب ج1 ص44، المازندراني، باب كيفية نزول الوحي).

المازندراني صاحب الكتاب حذف الأسانيد ووثّق الروايات لاشتهارها. فما حكم المازندراني؟

"وحُذفت أسانيدها لشهرتها ولإشارتي إلى رواتها وطرقها والكتب المنتزعة منها، لتخرج بذلك عن حد المراسيل وتلحق بباب المسندات".

(مناقب آل أبي طالب ص 13، المقدمة).

ير: العباس بن معروف:

عن حماد بن عيسى، عن ربعي، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: "كان جبرائيل (عليه السلام) يملي على النبي (صلى الله عليه وآله) وهو يملي على علي (عليه السلام)، فنام نومة ونعس نعسة، فلما رجع نظر إلى الكتاب فمد يده قال: من أملى هذا عليك؟ قال: أنت. قال: لا، بل جبرائيل".

(بحار الأنوار ج18 ص270).

العباس بن معروف، أبو الفضل، مولى جعفر بن عبد الله الأشعري، قمي، ثقة. 

 

(نقد الرجال ج3 ص24، التفرشي).

حماد بن عيسى، أبو محمد الجهني البصري، مولى، وقيل: عربي، أصله الكوفة وسكن البصرة، كان متحرزًا في الحديث، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) عشرين حديثًا، وعن أبي الحسن والرضا (عليهما السلام)، وكان ثقة في حديثه صدوقًا. (الخلاصة ص124، الحلي). حماد بن عيسى بصري، ثقة، من أصحاب الصادق (ع) والكاظم (ع) عليهما السلام.

(رجال الشيخ، نقد الرجال ج2 ص154، التفرشي).

اقرء أيضًأ:

 

ربعي بن عبد الله: قال النجاشي:

"ربعي بن عبد الله بن الجارود بن أبي سبرة الهذلي، أبو نعيم: بصري ثقة، وروى عنه حماد بن عيسى".

طبقته في الحديث: وقع بعنوان ربعي بن عبد الله في إسناد عدة من الروايات تبلغ ثلاثة وثمانين موردًا. فقد روى عن أبي جعفر، وأبي عبد الله عليهما السلام، وعن أبي بصير، وعن أبي الجارود، وبريد بن معاوية، وزرارة.

(معجم رجال الحديث ج8 ص167).

[ربعي بن عبد الله] أبو نعيم ربعي بن عبد الله بن الجارود بن أبي سبرة العبدي، وقيل الهذلي، البصري. محدث إمامي ثقة.

(الفائق في أصحاب الإمام الصادق ج1 ص563، عبد الحسين الشبستري).