تُعَدُّ روايات الشيعة الإمامية من أكثر القضايا إثارةً للجدل بين الباحثين في العقائد الإسلامية، حيث تضمّن كتاب الكافي للكليني العديد من النصوص التي فسّرها علماؤهم بربط الشعائر العبادية بالولاية.
ومن أبرز هذه الروايات ما ورد في شأن الطواف بالكعبة، حيث زعموا أن الغاية منه ليست مجرد عبادة الله وحده، بل إعلان الولاء للأئمة وعرض النصرة عليهم. هذه المقالة تسلّط الضوء على نص الرواية كما ورد في مصادر الشيعة، مع مناقشة إشكالاتها العقلية والشرعية، ومقارنتها بالهدي القرآني والسنة النبوية الصحيحة.
من مختارات السقيفة: |
¨ جماع الزوجتين بفراش واحد عند الشيعة
¨ إله الخميني المزعوم والطعن في الصحابة
¨ تحريف الشيعة آية ﴿نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ﴾ لتبرير وجود إمام
¨ الولايةليست شرطا لدخول الجنة
¨ محبة النبي ﷺ وغلو الصوفية بين الاتباع والابتداع
¨ العين في القرآن بين الإفراد والجمع
قال الكليني في الكافي:
"عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ عَنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام).
قَالَ: نَظَرَ إِلَى النَّاسِ يَطُوفُونَ حَوْلَ الْكَعْبَةِ فَقَالَ: هَكَذَا كَانُوا يَطُوفُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، إِنَّمَا أُمِرُوا أَنْ يَطُوفُوا بِهَا، ثُمَّ يَنْفِرُوا إِلَيْنَا فَيُعْلِمُونَا وَلَايَتَهُمْ وَمَوَدَّتَهُمْ، وَيَعْرِضُوا عَلَيْنَا نُصْرَتَهُمْ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ﴾"
الكافي، جـ 1، ص 392
وقال المجلسي عن هذه الرواية في مرآة العقول: "حسن" جـ 4، ص 285
التساؤلات المطروحة:
أين هو الإمام المعصوم الآن؟
إذا كانت هذه الرواية صحيحة عندهم، فالمؤمنون مأمورون بعد الطواف أن يذهبوا إلى الإمام ليُعلِموه بولايتهم ومودتهم ويعرضوا عليه نصرتهم. لكن واقع الشيعة اليوم أنهم لا يجدون الإمام الغائب (المهدي المزعوم)، فكيف يحققون هذا الواجب المزعوم؟
هل من العدل أن يأمر الله الناس بما لا يطيقون؟
كيف يأمر الله تعالى العباد بالذهاب إلى إمام لا يمكنهم الوصول إليه منذ أكثر من ألف عام؟ وهل هذا يتفق مع عدل الله ورحمته بعباده؟
أين الدليل القرآني الصريح؟
القرآن الكريم أوضح أن مقصود الحج والطواف هو عبادة الله وحده وتعظيم شعائره، قال تعالى: ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾ [الحج: 27].
ولم يأتِ فيه أي ذكر لموضوع "المودة للأئمة" باعتبارها جزءاً من المناسك.
الخلاصة:
هذه الرواية تثير إشكالات عقدية وشرعية خطيرة، فهي:
1- تجعل من ركنٍ عظيم كالحج وسيلةً لإثبات الولاء السياسي والديني للأئمة.
2- تُلزِم الشيعة بأمرٍ مستحيل التطبيق عملياً في زمن الغيبة.
3- تُناقِض صريح القرآن الذي جعل الحج عبادة خالصة لله وحده دون إشراك أحد معه.