من الروايات التي يتداولها بعض أتباع المذاهب المتأخرة رواية نُسبت إلى الإمام الباقر عليه السلام، وردت في كتاب بصائر الدرجات للصفّار، تزعم أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه خرج على أصحابه ليلة مظلمة وهو يرتدي "قميص آدم"، ويحمل "خاتم سليمان" و"عصا موسى" عليه السلام. وقد جعل بعض المفسرين والروائيين من هذه الرواية دليلاً على امتلاك الأئمة لآثار الأنبياء السابقين، وعدّوها من خصائص الإمامة.
إلا أن هذه الرواية — كسائر الروايات التي تنسب للأئمة صفات خارقة أو ممتلكات مادية من عصور الأنبياء — تفتقر إلى أي دليل عقلي أو نقلي صحيح. فهي من الأخبار التي لا تقوم بها حجة، ولا يعضدها القرآن ولا السنة الثابتة، بل تخالف السنن التاريخية والعقلية؛ إذ من غير المعقول أن تبقى آثار مادية تعود إلى آلاف السنين محفوظة ومتوارثة من نبي إلى نبي، حتى تصل إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه دون أي تواتر أو نقل موثوق.
كما أن اعتماد هذه الرواية في إثبات مقام الإمامة أو العصمة يُعد تجاوزاً للنصوص القطعية التي جعلت الفضل بين الناس على أساس التقوى والعلم والعمل الصالح، لا على امتلاك رموز مادية أو تراثٍ غيبي. إن مثل هذه الأخبار تدخل ضمن دائرة المرويات التي نسجها الغلاة في فضائل الأئمة، بهدف رفعهم إلى مراتب الأنبياء، وهو ما لا يقره الإسلام ولا ينسجم مع منهج أهل البيت الحقيقي القائم على التوحيد والتنزيه.
مختارات من موقع السقيفة: |
موقف عمر سهم أهل البيت من الخمس خطورة الرافضة على الإسلام وأهله أسماء أشخاص أو فرق حذر الذهبي من مصنفاتهم |
"النص"
روى الصفّار في "بصائر الدرجات" قال:
◘ (حدّثنا محمد بن الحسين، عن موسى بن سعدان، عن أبي الحصين الأسدي، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: خرج أمير المؤمنين ذات ليلة على أصحابه بعد العتمة وهم في الرحبة، وهو يقول همهمةً وليلةً مظلمة: خرج عليكم الإمام، وعليه قميص آدم، وفي يده خاتم سليمان، وعصا موسى عليه السلام).
◘ ("بصائر الدرجات للصفار، ص198، باب ما عند الأئمة عليهم السلام من سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله وآيات الأنبياء مثل عصا موسى وخاتم سليمان والطست والتابوت والألواح وقميص آدم").
"المصادر"
◘ " الصفار، "بصائر الدرجات"، ص198.
◘ " المجلسي، "بحار الأنوار"، ج26، ص42.
◘ " الكليني، "الكافي"، باب أن الأئمة ورثوا جميع علوم الأنبياء، ج1.